ثلاثية المأساة: صدمتان في السودان والثالثة “تحرير سعر صرف الدولار” في الطريق
ذكرنا قبل أسابيع ان البلد مقبل علي صدمة ثلاثية من تطبيع وتحرير أسعار المحروقات وعملية كبيرة تتعلق بسعر الصرف في شكل تخفيض كبير أو تعويم كامل.
صدر قرار رفع سعر لتر الجازولين التجاري الِي 106جنيهات و120 جنيها للبنزين. و ستخضع هذه الأسعار للمراجعة أسبوعياً من لجنة مشتركة من ممثلين للمستوردين والمالية .
وهذا يعني ان هذه الأسعار ستواصل الارتفاع مع تغير الأسعار في الاسواق العالمية وأيضا مع ارتفاع سعر الدولار في السوق الأسود. ومن المؤكد ان الأسعار في السوق العالمي سترتفع قريبا حين يرتفع الطلب مع بداية تعافي الاقتصادات الكبرى من قفلة الكورونا التي أضعفت الطلب ايما اضعاف وأيضا سيتواصل ارتفاع سعر الدولار في السوق الأسود لدوام نفس أسباب انفلاته في الفترة السابقة. وكل هذا يعني ان أسعار البنزين والجازولين ستواصل الارتفاع بصورة جنونية وبلا توقف.
وارتفاع أسعار الترحيل الناجم يعني ان أسعار كل السلع ستنفلت وتتبدل كل يوم وهكذا يتواصل مسلسل افقار الشعب وتآكل القيمة الحقيقة لمداخيله الضعيفة أصلا.
اضف الِي ذلك صدمة سعر الصرف القادمة وستدرك تفاقم المعاناة المأساوي القادم بلا شك.
وسوف يكون لهذه السياسات التضخمية تداعيات سياسية معروفة. وفي حال تواطؤ الأحزاب مع هكذا سياسات افقارية سوف يبحث الشعب عن قيادات جديدة أو ينتجها وان لم يستطع فسوف تتفشي الجريمة والتحلل الاجتماعي مصحوبا بـالتفكك السياسي.
هل اسقط الشعب نظام البشير لتنفذ حكومة الثورة جرعة مضاعفة من سياساته مضافا اليها صدمات اخري؟.
د. معتصم أقرع
الحل نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع مهماكلفنا ذلك
الحل في قلع كل شئ له علاقة بالإمارات
لانه هذه الدول أهدافها بعيدة المدى
أكبر من أن تستقر وربما ان لا تستقر خير لهم