مقالات متنوعة

هاجر سليمان تكتب: السودان بين (التطبيع) و(التجويع)


(١)
أولا اتحفظ بشدة عن إبداء رأيي الخاص حول التطبيع مع اسرائيل، ولكن هنالك عدة نقاط لا بد من مناقشتها ليكون الجميع على علم ودراية خاصة انه حدث كما توقعنا شروط ارتهان وإذلال مقابل رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وماكنا يوما إرهابيين لولا انها ذريعة من الامريكان للتدخل في شئون بلادنا ومازالوا يواصلون التدخل بأذرع شيطانية وما زال ساستنا يقدمون فروض الولاء والطاعة وباتت سيادة الدولة رهن الانتهاك من قبل امريكا وتابعتها اسرائيل ..
(٢)
اولا ليس من المنطق والعقل ان يرهن السودان علاقاته الدولية برضاء أي دولة او عدم رضاها بمعنى انه ليس من المنطق ان يرفض السودان التطبيع لأجل فلسطين مثلا فهي دولة قائمة بذاتها لم ترهن علاقاتها مع الدول لأجل السودان او أي دولة اخرى، اضف الى ذلك ان فلسطين نفسها غارقة في أحضان اسرائيل وترضع من ثدي إعاناتها ومع ذلك تعادي كل من يسعى للتطبيع معها وهذا قمة اللؤم، أما اذا كان رفض التطبيع و(لاءات الخرطوم الثلاث) لاجل مبدأ وطني وحفاظا على سيادة دولتنا فكان الأجدر للعسكريين ان يحفظوا ماء وجه البلد لا ان يعرضوا سيادته للانتهاك .
(٣)
لأجل إرضاء امريكا كان لابد من ارضاء صديقتها الأنتيم (اسرائيل) والتطبيع معها فكان منظر (البرهان) كالذي يدفع الجزية عن يد وهو صاغر ، وبإمكاننا ان نقول انه حتى ولو لم يخسر السودان من جراء التطبيع فهو لن يكسب والدليل على ذلك انه حتى الآن لا بوادر لانفراج أزمات البلاد ، رغم محاولات بعض الدول العملاء لإسرائيل مساعدة السودان حتى الآن لم نسمع بجدية عن وصول بواخر (طحين) كما يحلو لنتنياهو تسميته ولم نسمع عن قرب انفراج لأزمة الوقود وما زاد الامر سوءا وتعقيدا هو طرح التعرفة الجديدة لأسعار الوقود .
(٤)
هذه التعرفة الجديدة ان طبقت فأنا أبشركم بنهاية ما يعرف بحكومة السودان إذ ان أسعار الوقود تلك ستنعكس على اسعار الخضار والرغيف والأكل والشرب وتكاليف الخدمات والمواصلات في المقام الاول يعني باختصار اسعار المواصلات سترتفع الى الضعفين وكذلك أسعار الخضر والفاكهة واللحوم وستصبح النقود التي في ايدينا عبارة عن أوراق بلا قيمة لا تسمن ولا تغني من جوع ، لذلك هذا سيقودنا إلى حلول كثيرة .
(٥)
لعل أبرزها حل الحكومة وتشكيل حكومة مهام رشيقة بالاضافة الى وضع خطط اسعافية عاجلة لإنعاش الاقتصاد السوداني باسرع ما يمكن حتى ولو اضطررتم لجمع كل الخبراء الاقتصاديين بالبلاد للادلاء بدلوهم لإيجاد حلول مناسبة تساعد في الخروج من هذا النفق وتحدث الفرق من خلال نقطة ضوء في نهاية هذا النفق المظلم .
(٦)
هلا سألتم أنفسكم ماذا كانت تفعل الانقاذ طيلة ثلاثين عاما كنا خلالها محاصرين ومنبوذين دوليا ولم نسع للتطبيع ولم نرض امريكا ورغم ذلك كانت هنالك وفرة في الخبز والوقود ووووو اما الآن الوضع أليم بقرشك وما تلقى السلعة رجعتونا لعهد الأحزاب ماقبل الانقاذ ذات الوضع وذات الغلاء لذلك نطالب بثورة تصحيحية عاجلة تنتشلنا من هذا المستنقع ……
كسرة..
يا والي الخرطوم تحياتنا ليك ولجميع فنيي التبريد والتكييف بشارع الحرية لهم السلام والاحترام مع نهاية الصيف ودخول الشتاء…

هاجر سليمان – صحيفة لانتباهة