مقالات متنوعة

أحمد يوسف التاي يكتب: (قحت) تهاجم (ق.ح.ت)


الأداء البائس الذي يستحق النقد بجدارة وإمتياز، وقد استوعب الهجوم الكاسح من قبل فلول المؤتمر الوطني، وأنصار الرئيس المخلوع وأقاربه لحكومة الثورة التي قطعت الحبل السري الذي كان يعذي (الكروش) بالسحت والمال الحرام، لكن مايبدو عصياً على فهمي البسيط هو ذلك النقد الذي درجت عليه أحزاب قوى الحرية والتغيير هذه الأيام في مواجهة حكومة حمدوك وكأن هذه الأحزاب بريئة من أخطاء الممارسة والأداء الضعيف والفشل الذريع الذي غاصت في أوحاله حكومة الثورة، فأنتم أيها الغافلون شركاء في كل الأخطاء والفشل والنتائج..
(2)
تسابق قوى الحرية والتغيير نحو نقد حكومة حمدوك هذه الأيام يبدو لي في كثير من الأحيان أشبه بمحاولات (ناس) أحمد بلال ونهار ومسار وإشراقة، وعبد الجبار توجيه النقد الحاد لشريكهم نظام الإنقاذ في أيامه الأخيرة ، فعندما رأوا أن نظامهم يترنح تسابقوا في نقده والهجوم عليه والتنكر له والبراءة منه كما لو أنهم يحاولون القفز من سفينة شارفت على الغرق، وكذا الآن أرى الحاضنة السياسية لحكومة حمدوك وكأنها تتبرأ وتحاول الهروب من ساحة المعركة…
(3)
ثمة بون شاسع بين ممارسة النقد الذاتي بعد الإعتراف الشجاع بالتقصير وتحمل الأخطاء ومايترتب عليها من مسؤوليات وبين محاولات القفز من مركب وسط الأمواج العاتية…على قوى الحرية والتغيير الإقرار بالفشل وتحمل مسؤولية كل ماحدث وماسيحدث من إنهيار بدلاً عن توجيه النقد الشكلي لحكومة حمدوك ، فهذه الحركات (البهلوانية) و(الإستهبال) السياسي لن يجدي نفعاً ولن يغيِّر من المعادلة شيئاً ، فقوى الحرية والتغيير هي الحاضنة السياسية لحكومة حمدوك، وهي الإئتلاف الحاكم ، وما حمدوك إلا نجم يدور في هذا الفلك ، فالضعف الذي يبدو على حكومة حمدوك هو ضعف الحاضنة السياسية ويعبر عن هشاشتها وعدم تناقمها وقلة خبرتها وضعف كفاءتها وهيبتها فلاتحملوا حمدوك أكثر مما يحتمل .. فالذي استغرب له حقاً تكالب أحزاب قوى الحرية والتغيير على نقد حكومة حمدوك وبلاخجل.
(4)
أنا على يقين أن قوى الحرية والتغيير أرادت التطبيع مع إسرائيل، وظهرت بمظهر المعارض له الذي لاحول ولاقوة له كي تتقي غضبة الشارع الذي حسبته سينتفض، وأرادت رفع الدعم عن الوقود وبدت بمظهر المعارض له إتقاءً لغضبة الشارع الذي ظنته سيثور عشية القرار، وأرادت فصل الدين عن الدولة في تفاهماتها مع الحلو وظهرت بغير ذلك ، أي أنها تريد الشيء وضده وترتدي ثوب الحكومة والمعارضة في وقت واحد ، فهي تخوض في أكثر القضايا حساسية مثل التطبيع ورفع الدعم الحكومي ، والعلمانية وفصل الدين عن الدولة بمكر وخبث وتضع (البرهان) و(حمدوك) درقة لها، وترتدي عباءة المعارض المراوغ و(جوخ) السلطان في آن واحد، وهذا في رأيي مغامرة بليدة تعبِّر عن ضحالة وغباء مكشوف لايحسد عليه أحد..الـلهم هذا قسمي في ما أملك..
نبضة أخيرة
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الـله، وثق أنه يراك في كل حين.

أحمد يوسف التاي – صحيفة الانتباهة