الحبل الرابط بين اﻟﺗطبيع والتركيع والتقطيع
أوﻻً: ﻟﻸﺳﺑﺎب اﻵﺗﻲ ﺑﯾﺎﻧﮭﺎ إﺳراﺋﯾل ﻟﯾﺳت دوﻟﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ:
ﺗﻛوﻧت ﺑﺷﻌﺎر ﺷﻌب ﺑﻼ أرض ﻷرض ﺑﻼ ﺷﻌب. أﻛذوﺑﺔ ﻓﺳﻛﺎن اﻷرض اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﯾﺳﺟل اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻟﮭم وﺟود ﻣﻧذ 3 أﻟف ﻋﺎم ﻗﺑل ﻣﯾﻼد اﻟﺳﯾد اﻟﻣﺳﯾﺢ، وظﮭر ﻓﻲ ﻋﻣﻼت ﻧﻘدﯾﺔ.
ﻧﻌم اﻟﯾﮭود أﻣﺔ ﻋﺎﻧت ﻣن اﻻﺿطﮭﺎد اﻟروﻣﺎﻧﻲ اﻟظﺎﻟم، وﺣﯾث اﺳﺗﻘرت ﻓﻲ دول إﻣﺑرﯾﺎﻟﯾﺔ واﺟﮭت اﺿطﮭﺎداً ﻣﺎ أﻓرز ﻧﺣوھﺎ ﻣﻌﺎداة اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ. وﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻻﺣﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ﺗﻛون ﺷﻌﺎر ﺣزﺑﻲ ﻗوﻣﻲ ھو اﻟﻌودة إﻟﻰ أرض ﺻﮭﯾون ﻓﻲ أرض ﻓﻠﺳطﯾن، وھو ﺷﻌﺎر ﻗوﻣﻲ ﺗﺑﻧﺎه ﯾﮭود ﻋﻠﻣﺎﻧﯾون ﺧﻼﻓﺎً ﻟﻣوﻗف اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟﯾﮭودﯾﺔ – اﻟﺣرادﯾﯾم- ﺷﻌﺎر ﻋﺑﺄ ﺑﮫ ﯾﮭود ﻋﻠﻣﺎﻧﯾون اﻹﺷﻛﺎﻧزي، اﻗﺗﺑﺳوا أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻛوﻟﻧﯾﺎﻟﯾﺔ ﻟﺗﻛوﯾن دوﻟﺔ إﺳراﺋﯾل ﻟﻠﺗﻣدد ﻓﻲ اﻷرض واﺣﺗﻼﻟﮭﺎ وطرد ﺳﻛﺎﻧﮭﺎ، وﺳﺎﻋدھم ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗﻌﺎطف اﻟدول اﻟﻣﻧﺗﺻرة ﻓﻲ اﻟﺣرب اﻷطﻠﺳﯾﺔ اﻷوﻟﻰ 1918-1914م. ﻗﺎل ﻣﺎﯾﻛل أورن Michael Orenاﻟﻣؤرخ اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ ﺑﻌﻧوان: اﻟﻘوة واﻻﻋﺗﻘﺎد واﻟﺧﯾﺎل: ﺳﯾﺎﺳﺔ أﻣرﯾﻛﺎ ﻓﻲ اﻟﺷرق اﻷوﺳط ﻣﻧذ 1776م ﺣﺗﻰ اﻵن، ﻗﺎل: ﻻ ﯾوﺟد ﻋﻣل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻷﻣﻣﯾﺔ أوﻗﺢ ﻣن ﺗﺄﯾﯾد أﻣرﯾﻛﺎ ﻟﻘﯾﺎم دوﻟﺔ ﯾﮭودﯾﺔ وﺳط ﻋﺎﻟم ﻋرﺑﻲ ﺷدﯾد اﻟﻌداء ﻟذﻟك. وﻗﺎل إن اﻟﻧﻘﺎد ﻣﻧذ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ أﺟﻣﻌوا ﻋﻠﻰ ﻣﻘوﻟﺔ إن ھذا اﻹﺟراء ﺳوف ﯾؤدي ﻟﺣروب ﻣﺳﺗﻣرة ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ. وﻗد ﻛﺎن.
ﺑﻌد أوﻟﻰ اﻟﺣروب اﻟﺗﻲ اﻧدﻟﻌت ﺑﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ واﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟﺗﻲ ھزﻣت ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺟﯾوش اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﺳﺑب ﺧﯾﺎﻧﺎت وﺧﻼﻓﺎت ﺑﯾﻧﮭم ﻗررت اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺗﻘﺳﯾم أرض ﻓﻠﺳطﯾن اﻟواﻗﻌﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﺣر اﻷﺑﯾض اﻟﻣﺗوﺳط وﻧﮭر اﻷردن ﺑﯾن اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ وأھل ﻓﻠﺳطﯾن. ﻗرار ﻗﺑﻠﺗﮫ اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ وأﻋﻠﻧوا ﻗﯾﺎم دوﻟﺔ إﺳراﺋﯾل وطردوا ﺣواﻟﻲ 800 أﻟف ﻣن اﻟﺳﻛﺎن، وﻟﻛن ﺑﻘﻲ ﻣﻧﮭم ﻣﺋﺎت اﻵﻻف ﻓﻲ إﻗﻠﯾم دوﻟﺔ إﺳراﺋﯾل. اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﯾوﻣﺋذ ﻣﻛوﻧﺔ ﻣن 53 دوﻟﺔ، وھﻲ اﻵن ﺗﻣﺛل 193 دوﻟﺔ. إﺳراﺋﯾل ﻓرﺿت وﺟودھﺎ ﺑﺎﻟﻘوة، وﺑﻌد ھزﯾﻣﺗﮭﺎ ﻟﻠدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ 1967م ﺿﻣت ﻣﺳﺎﺣﺔ ﻛﺑﯾرة: ﺳﯾﻧﺎء، وﻏرب اﻷردن، واﻟﺟوﻻن. وﻹﺑرام ﺻﻠﺢ ﻗررت اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻧﺳﺣﺎب إﺳراﺋﯾل ﻣن اﻷراﺿﻲ اﻟﻣﺣﺗﻠﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘرار اﻟدوﻟﻲ رﻗم 242، وﻟﻛن إﺳراﺋﯾل رﻓﺿت ﺗﻧﻔﯾذه. ھذا اﻻﺧﺗﻼف ﺻﺎر ﺳﺑﺑﺎً ﻓﻲ ﺣرﻛﺎت اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ واﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﯾﻣﺛل اﻟﻧزاع اﻟﻣﻠﺗﮭب ﻓﻲ اﻟﺷرق اﻷوﺳط. ﺑﻣوﺟب اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻗوﺗﮭﺎ أﺑرﻣت إﺳراﺋﯾل اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺳﻼم ﻣﻊ اﻟدول اﻟﻣﺟﺎورة: ﻓﻲ 1978 اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻛﺎﻣب دﯾﻔﯾد ﻣﻊ ﻣﺻر. وﻓﻲ 1994م اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺳﻼم ﻣﻊ اﻷردن. وﻓﻲ 1993م ﻣﻊ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺣرﯾر اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ. ھذه اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻟم ﺗﻧﻔذ ﺑل اﻟﯾﻣﯾن اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻗﺗل إﺳﺣﺎق راﺑﯾن اﻟداﻋﻲ ﻟﮭﺎ.
وﺟود ﺟﺳم ﻏرﯾب ﻣﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻘوة ﻻ اﻟﺷرﻋﯾﺔ أدى ﺑﻌد ﺣرب 1973م إﻟﻰ ﻣوﻗف ﺣدده ھﻧري ﻛﯾﺳﻧﺟر ﻓﻲ 1974م ﻗﺎﺋﻼً: ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻧﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﺣروﺑﮫ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋن إﺳراﺋﯾل ﺑﮭدف ﻧﮭﺎﺋﻲ ھو ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ رأﺳﯾﺎً وأﻓﻘﯾﺎً وإﻋﺎدة ﺧﺎرطﺔ دوﻟﮫ. وﻗﺎل اﻟﯾﻣﯾن اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﺑﺿرورة ﺗﻔﻛﯾك اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ.
ﻓﻲ 2006 أﻋﻠن ﻛل ﻣن وزﯾرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻛوﻧداﻟﯾزا راﯾس ورﺋﯾس اﻟوزراء اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ أوﻟﻣرت ﻋن “اﻟﺷرق اﻷوﺳط اﻟﺟدﯾد”، وﻓﻲ ﯾوﻧﯾو 2006م ﻧﺷرت ﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺧﺎرطﺔ ﻟﮭذا اﻟﺷرق اﻷوﺳط اﻟﺟدﯾد ﺷظﯾت ﻓﯾﮭﺎ دوﻟﮫ ﻟﻛﯾﺎﻧﺎت أﺻﻐر، وﻓﻲ ﻣﺣﺎﺿرة ﺑﺗل أﺑﯾب ﻓﻲ ﻓﻲ ﯾوﻟﯾو 2008 ﺣﺎﺿر وزﯾر اﻷﻣن اﻟداﺧﻠﻲ آﻓﻲ دﯾﺧﺗر ﻓﻲ ﻣﻌﮭد اﻷﻣن واﻟدﻓﺎع ﻣﻌﺗﺑراً أن ﺗﻧﻔﯾذ ﺗﻠك اﻟﺧﺎرطﺔ ﺿروري ﻷﻣن إﺳراﺋﯾل.. ھذه اﻟﺧﺎرطﺔ ﺗرى ﺗﻔﻛﯾك اﻟﺳودان ﻟﺧﻣﺳﺔ دوﯾﻼت ﺑدءاً ﺑﺎﻟﺟﻧوب، وﯾوﺟد ﺑﺣث ﻗدﻣﮫ ﺑﺎﺣث ھو اﻟﺳﯾد إﺑراھﯾم ﯾوﺳف ﺣﻣﺎد ﺑﻌﻧوان: اﻟدور اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻓﻲ اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان وﺗداﻋﯾﺎﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺻراع اﻟﻌرﺑﻲ اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﺗﺗﺑﻊ ﻓﯾﮫ رﺳم وﺗﻧﻔﯾذ ﺗﻠك اﻟﺧطﺔ.
اﻟﻛﯾﺎن اﻟﺻﮭﯾوﻧﻲ ﻣﺻﻣم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷﺑث ﺑدوﻟﺗﮫ وﺿم اﺣﺗﻼﻻﺗﮫ، وﻓﻲ 2002م ﻗررت اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗﻘدﯾم ﻣﺷروع ﺗﺳوﯾﺔ ﻟﻠﻘﺿﯾﺔ أھﻣﻠﺗﮫ إﺳراﺋﯾل، ﺑل اﻧﺗﮭزت وﺟود ﺷﺧﺻﯾﺎت ﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ أﻣرﯾﻛﯾﺔ: ﻣﺳﺗﺷﺎر اﻟرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛﻲ، واﻟﻣﺑﻌوث اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻟﻠﺷرق اﻷوﺳط، واﻟﺳﻔﯾر اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ إﺳراﺋﯾل ﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﺷدد واﻗﺗراح “ﺻﻔﻘﺔ اﻟﻘرن” اﻻﺳم اﻟﺧﺎدع ﻓﻼ ھﻲ ﺻﻔﻘﺔ وﻻ ﺻﻠﺔ ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻟﺳﻼم، ﺑل ﺗﻌﻧﻲ ﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ، وﻟن ﺗﻘﺑل أﺑداً ﺑل ﺗرﺳم ﺧطوط اﻟﻌداء اﻟﻣﺳﺗﻣر.
ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟراھﻧﺔ ھﻲ اﻟﺗﺣﺿﯾر ﻟﺣرب ﺿد إﯾران.
إﯾران ﺳﺗﺟد ﻣﻌﮭﺎ ﺗﺣﺎﻟﻔﺎً دوﻟﯾﺎً روﺳﯾﺎً وﺻﯾﻧﯾﺎً ورﺑﻣﺎ أورﺑﯾﺎً، وﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗﻣﺛل ﻛﯾﺎن اﻟﺷﯾﻌﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟذي ﯾﺿم ﻋرﺑﺎً ﻓﻲ اﻟﻌراق، وﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن، وﻓﻲ ﺳورﯾﺎ، وﻓﻲ اﻟﺑﺣرﯾن، وﻓﻲ اﻟﯾﻣن، وﻋﻧدھم ﻗوى ﻋﺳﻛرﯾﺔ ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ ﻣدرﺑﺔ وﻣﺳﻠﺣﺔ وﻣﻌﺑﺄة ﻋﻘﺎﺋدﯾﺎً ﻛﻣﺎ أﺛﺑت اﻟﺣوﺛﯾون ﻓﻲ اﻟﯾﻣن. وﻟﯾس ﻣن ﻣﺻﻠﺣﺔ أﯾﺔ دوﻟﺔ ﻋرﺑﯾﺔ ﺧوض ﺣرب ﻓﻲ ﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ إﺳراﺋﯾل إذ أن ﻣﺟرد ھذا اﻟﺗﺣﺎﻟف ﺳوف ﯾﻧﻔر اﻟﺷﻌوب، وﻛل ﺑﻼد طﺑﻌت ﻣﻊ إﺳراﺋﯾل ﻣﻊ وﺟود ﺗﻌددﯾﺔ ﻓﻛرﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أدت ﻟردة ﻓﻌل ﻧﻘﺿت اﻟﺗطﺑﯾﻊ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻣورﯾﺗﺎﻧﯾﺎ وﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن
الإمام الصادق المهدي – صحيفة التغيير