أحتار أنا
اقترح بجدية أن يتم صرف (بدل حيرة) لنا كمواطنين يتابعون التخبط الذي يعيشه السادة الوزراء المفترض انهم كفاءات نادرة ..محمولة جواً ..حضروا خصيصاً لمعالجة الأزمة خلال الفترة الانتقالية ..عبارة (احتار أنا) صارت شعار المرحلة ..اذ كل يوم نتفاجأ بتصرف او تصريح غريب ..يجعلنا نضرب كفا بكف ونقول (احتار أنا).
..( حيرة رقم واحد) السيد وزير التربية والتعليم المكلف ..خرج علينا بتصريح غريب يقول فيه ان الدولة لا تملك مالا لطباعة الكتاب المدرسي على المنهج الجديد..وانهم (أي الوزارة ) اجتهدوا في سؤال سفارات بلاد صديقة للتبرع لكن السفارات صرفتم بهدوء (نظام الله يدينا ويديكم ) ..احدى السفارات منحتهم 30 الف دولار ..(قوموا يا ناس الوزارة ازعلوا واحردوا ورجعوا القروش للسفارة ) شفتوا كيف ؟ صعبين نحن لما نزعل ..غايتو بالغوا ناس السفارة ..كيف يعني يعاملوكم بدونية كدا ؟..انتوا متسولين ولا متسولين؟ عشان يمنحوكم عطية مزين كدا ؟؟ ..
( حيرة رقم 2 )..صرحت وزيرة المالية قبل فترة قصيرة انهم (اي وزراة المالية) ملتزمون التزام كامل بوجبة الافطار لتلاميذ الاساس ..واذكر ان الوزيرة تلجلجت كثيراً في لفظ كلمة وجبة الافطار ..حتى ساعدها من كان بقربها ..السيدة وزيرة المالية لما صرحت بهذا التصريح هل كانت تقصده حرفياً ؟ ام جرى تحوير لكلامها ؟ ( طبعاً دي الموضة ..كل واحد يطلع بعد فترة يقول ان هناك من فهم حديثه خطأ ).. عندما اطلقت التصريح ألم تكن تدري مقدرة وزارتها ؟ ام كانت تنتظر دعما من جهة ما فأرسلت وعدها تحت شعار (الحاري ولا المتعشي ؟)..
لكن الحيرة الكبرى ليست فيما ذكرته أعلاه !!.. ..انما هي ..انتوا يا جماعة الخير الناس دي ما بتلاقي بعض ؟ يعني السادة الوزراء ما بشوفوا بعضهم ؟ ….مش المفروض خطط كل وزارة تتم اجازتها في اجتماعات مجلس الوزراء ؟ يعني وزارة المالية المفترض ان تكون على علم بموضوع طباعة الكتاب المدرسي ..او على الأقل (طقش أضانها) قصة تغيير المنهج والتي أقامت الدنيا ولم تقعدها حتى تاريخه الى درجة ان هناك قروبات اسفيرية متناحرة تكونت على إثر ذلك ..(قروب لدعم القراي ..وآخر لازالته)..اهو الموضوع كلو طلع فشنك ..الكتاب لا يوجد له دعم مادي ..والوزير لم يترك بابا الا وطرقه سائلاً (المساعدة ). ..لا وكلو كوم ..ووعد السيدة الوزيرة كوم تاني ..يبدو ان وزيرة المالية كانت تعلم قطعا بأن الكتاب لن تتم طباعته ..فقالت ايه خلينا نفرح الناس حبة ..(اوووم ايه ) اطلقي وعداً بدعم الوجبة ..وحين الجد ..ضحكت ولسان حالها يقول (الواحد ما يتونس ولا شنو ؟).
اما الحيرة الاصلية التي تملكتني منذ زمن ليس بالقصير ..هي (اين هي المبالغ التي صادرتها لجنة ازالة التمكين؟ ) ..ولماذا لم يفكر القائمون على الأمر في استخدامها في سد العجز في شتى المجالات بدلاً عن السؤال وامتهان الكرامة الذي فعلته وزارة التربية والتعليم ؟ ..(فيها ايه) لو خرجت علينا السيدة الوزيرة وقالت انهم تسلموا المبلغ الفلاني من لجنة ازالة التمكين وسيتم ضخه كاملاً في حساب وزارة التربية والتعليم لطباعة الكتاب وتأهيل المدارس المتضررة ..ودعم وجبة الافطار لتلاميذ مرحلة الأساس ؟ ..(فيها شنو) لو خرجت علينا السيدة الوزيرة وقالت ان كل السيارات التي تمت مصادرتها سيتم انزالها لحل مشكلة الترحيل للمدارس والجامعات ..والبقية سيتم توزيعه للمؤسسات الحكومية التي يعاني فيها الموظفون الامرين للوصول الى مكان العمل .فيها شنو يا جماعة ؟ فيها شنو ؟.
اما الحيرة الاخيرة ..فهي أين تذهب كلماتنا وكتاباتنا ونصائحنا التي ندبجها صباح مساء قاصدين بها اذناً صاغية ؟ ؟ ..الله غالب.
ناهد قرناص – صحيفة الجريدة