د. حسن التجاني يكتب: الجديد في الآثار السالبة إجتماعياً للكورونا
] سبحان الله أسرار غريبة تزامنت مع هذا الوباء (العجيب) (الغريب)… الذي هدد وحطم العالم كله نفسياً وإقتصادياً وإجتماعياً وسياسياً أيضاً ولعب دوراً خطيراً أكثر من الموت وهذا الوصف في حد ذاته غريب حيث يمكن أن يرد سؤال وماهو الأكثر خطورة من الموت وهو نهاية الحياة.. نعم هو تدمير نفسيات كل سكان العالم.. حتى سكان أكبر دول العالم صارت ترتجف من رؤسائها وحتى عمال بلدياتها.. جعلهم هذا الوباء ضعاف مهزومين حتى لو كان (بصناعة أيديهم).. ولكنه هزمهم نفسياً ودمر معنوياتهم وحطم إقتصادهم وجعلهم يلجأون للواحد الأحد بعد كفرهم به وإلحادهم به جل جلاله.
] هذا الوباء شغل العالم وأسكنهم في بيوتهم عنوةً وقهراً… إنه سلاح فتاك فتك بكل الأنظمة العالمية في كل شيء وظهر جلياً في الأبعاد الإجتماعية والثقافية تحديداً.
] الناس الآن لا هم لهم إلا التحدث في تفاصيل هذا الوباء وصار الحديث فيه ثقافة يتسارع بعض الناس من مقدمي الخدمات المجانية والمتبرعين لتقديمها وتسجيل العديد من التسجيلات ونشرها فيها الصالح والطالح… مات بسبب هذا المرض الآلاف حتى اللحظة ولا أحد وصل للحقيقة… نعم لحقيقة هذا المرض ولا للقاحه وعلاجه إنها مجرد محاولات تخطيء وتصيب هنا وهناك وهي إجتهادات…. لكنهم لجأوا للأقوى الذي أنزل رحمته على ضعاف الشعوب فحماهم من شره وفتكه مما ترك سؤالاً في عقول كل البشر ماهو السر ولايدرون أنه هوالذي يعلم وحده سره ولاغيره جل جلاله.
] الدول الجاهزة ومستقرة سياسياً وإقتصادياً استطاعت أن تتصدى للوباء و تكافحه لدرجة عالية مثال دولة الصين وسجلت إنتصاراً رغم دمار إقتصادها الذي هز أركانها… وهي التي إنطلق منها الوباء وعرف وأنتشر لكن لأنها دولة جاهزة في جميع ضروريات الحياة قاومت وخرجت لبر الأمان.
] بالطبع وباء كهذا في قارة (هشة) كإفريقيا تحديداً بالطبع في بعض دولها لولا رحمة الله لهلكها هذا الوباء وكان الوضع غير خاصة أنها دول غير جاهزة ولا تملك شيئاً حتى شعبها لا يدري حتى اللحظة خطورة هذا الوباء ولم يقتنع به… ولأن رحمة الله شملتهم إذ أدوا (هترشة ) بعدم إعترافهم أصلاً بوجود هذا المرض فحدث ما حدث من تساهل في ضوابط حظر التجوال الذي أزعج السلطات الصحية وحتى الأمنية.
] لكن الذي أود الحديث عنه في وهج اليوم الخلل الإجتماعي الذي تسبب فيه هذا الوباء وهو هتك النسيج الإجتماعي الصلد الذي أشتهر به المجتمع السوداني دون سائر شعوب العالم وحميمية وحنية السلام بينهم… فالسلام سر تميز هذا الشعب السوداني الأصيل… تخيلوا أن أسبوعاً يمنعك من إحتضان إخوتك والسلام عليهم حتى بالأيدي لهو من الخطورة بمكان يخلق روح التأقلم على عدم الإلتزام به لاحقاً.. فعندما تكون في سفر بعيداً عن عائلتك فهذا أرحم حين تعود (يعاودك الحنين يا قلبي)… لكن أن تكون معهم في منزل واحد ولا تسلم عليهم فهذه هي المرارة بعينها خاصة شريحة الأطفال… الذين تعودوا أن يرتموا في أحضانك فور دخولك عليهم… هؤلاء الآن تمنعهم بالقوة.. ماذا تتوقع منهم بعد إنجلاء هذا الوباء؟ هل تتوقع منهم العودة كما كانوا؟ أم كم من الزمن يحتاجون ليعودوا كما كانوا؟
صعب أن تعود الأحوال كما كانت خاصة لا قدر الله لو استمر هذا الوباء إلى حين أن تأتي المناسبات التي فيها بتقالد الناس.. إنها أرقى مفاهيم النسيج الإجتماعي
الذي يربط الناس…… والديك وسلام أحضان أمك وما هو نصيبها عند المناسبة أياً كانت عيد.. زواج… فرح… كره.. من هذا السلام؟ هل تكتفي بالسلام من على البعد أم تحتضنها فتضر بها وتصيبها أو تصاب أنت؟ بالطبع إذا كان أحدكما مصاباً أو حاضناً للمرض أو مخالطاً…الحمد لله ان خرجت علينا الصحة العالمية بأن المرض لا ينتقل من شخص لآخر بالإقتراب… ولا داعي للبس الكمامات ولا داعي للتباعد الإجتماعي… تريد أن تقول (سوطوا القصة)…. رشح هذا في (فيديوهات) مصورة وواضحة على مواقع التواصل الإجتماعي تؤكد صحة ذلك.. كان يجب على وزارة الصحة تعضيد الخبر أو نفيه ( والله جد)
] بالله كم لهذا الوباء من قاس وقسوته مزقت نسيجنا الإجتماعي الجميل.
] كان العالم يتمنى لحظة أن يشاهدنا ونحن نتقالد ونتسالم بحنية وود ومحبة… الآن لا… جعلونا كشعوب العالم التي لا تعرف مفاهيم النسيج الإجتماعي السوداني القائم على الحنية والحب…. وجفت قلوبهم من روح الإيمان التي هي سر المحبة والحنية.
] استطاعت الكورونا فكفكة خيوط هذا النسيج بخلق الجفوة بين الأسر والإخوان والأخوات وللأسف برضاء الكل حين يحكمون العقل فالوباء حقيقة وواقع….. مصنوع أم طبيعي فهذا أمر آخر… سلاح بايولوجي أم مرض طبيعي كله من عند الله وإرادته.. لكن تسبب فيه الإنسان.
] هل نستسلم ونضرب بتحذيراته عارض الحائط فنموت؟ وهل نموت بغير يومنا الذي كتبه الله لنا؟ هل نزيد جرعات إيماننا ونعمل بالمسببات أم نتوكل على الله ونقالد ونتماسك والمكتوبة بتظهر؟
] الآن الأسر جميعها في عزلة تامة وحتى الأسرة الواحدة كل في مكانه بعيداً عن أمه وأبيه وأخته وأخيه وصاحبته وبنيه لكل إمرء يومئذ شأن يغنيه… لا إله إلا الله.
] سبق أن مواقع اللقاءات…. أغلقت المساجد والأندية المسارح والحدائق وكل مواقع لقاءاتنا هذه لن نلتقي فيها كما العادة… فما زلنا نتوجس من وهم الكورونا .
] متى سنعود كما كنا؟ وهل هذا تقدم أم تخلف إجتماعي؟
] وهل سنعود كما كنا؟ أم سنعود بخريطة إجتماعية جديدة تماماً؟
] اللهم أزل البلاء… وأظهر لنا حقيقة الوباء.. خفف عنا الغلاء يا كريم.
(أن قدر لنا نعود)
د. حسن التجاني – صحيفة الانتباهة