أحمد يوسف التاي يكتب: إبراهيم الشيخ ليس وحده
(1)
أيام الإعتصام بالقيادة العامة، كان يكفيك للإنتقام من خصمك، أو من تكره أن توعز للمتسكعين والمنساقين الذين تجاوزهم وعي الثورة، بأن ذلك الشخص «كوز» وبعدها سيقومون بالواجب كاملاً، وماعليك إلا أن تستمتع بمشهد الضرب والركل والتفوه بالعبارات النابئة من ركن قصي… هكذا كانوا يفعلون وقد تعرض أناساً كُثر للأذى ظلماً وبسبب ذلك الغدر…
بعض الناس كالقطيع تماماً ينتظرون تلك الإماءة التي تأتيهم من الثعالب الماكرة والأفاعي الغادرة التي تلدغ في الخفاء وتصفي حساباتها دون الحاجة إلى مواجهة الخصوم لكونهم جبناء وحسب…
(2)
تشويه سمعة المنافسين والحط من قدرهم عن طريق تعبئة القطيع ضدهم سلاح جديد دخل حلبة الصراع السياسي بقوة بعد ثورة ديسمبر المجيدة ، هذا السلاح لم يحاول إغتيال المناضل إبراهيم الشيخ وحده بل تعدد ضحاياه فقد كان زعيم حسب الأمة الصادق المهدي أول المناضلين الذين استهدفهم هذا السلاح الجبان ، وهو سلاح برع في استخدامه ساسة عاجزون عن النزال السياسي في ساحات العمل الجماهيري الذي يحتاج إلى الثقل والجماهيري والوزن السياسي، وتعرض قادة شباب في محيط الثورة مثل د. محمد ناجي الأصم، وبابكر سلك وغيرهما إلى هذا النوع من الحرب الجبانة ، وقد أوعز الثعالب للقطيع أن يقوم بـ «واجبه»…ومن الطبيعي أن يتعرض المؤتمر السوداني ورمزه ومؤسسه إبراهيم الشيخ لهذا السلاح لأنه برع في العمل الميداني وعرف طرائق النضال الحقيقي ضد نظام البشير وسط الجماهير أيام البطش.
(3)
الجبهة الثورية في خلافاتها السياسية مع قوى الحرية والتغيير أيضاً لجأت في أيام الثورة الأولى إلى تعبئة الجماهير تجاه قيادات قوى الحرية والتغيير وإبراهيم الشيخ واحد منهم بالتأكيد، ومنذ ذلك الوقت ظلت صورة المناضل إبراهيم الشيخ في أذهان أولئك المعبئين، على أنه عدو لإتفاق جوبا بفعل تعبئة الجماهير ضده لأنه وقف مع غيره في مواجهة المحاصصات في بادي الأمر لذلك عمد قادة الحركات إلى وضعه في خانة (عدو السلام) وعبأوا الجماهير على هذا الأساس حتى إذا ماهتفت الجماهير أمس ضد الرجل وفقاً للبرمجة القديمة أضطر شانئوه إلى مخاطبة الناس بأن إبراهيم رجل سلام ومناضل وله دور كبير ومهم في تحقيق السلام.. هكذا بعض الساسة يُشيطنك ويرميك بكل سوء عندما تهدد مصالحه الشخصية، ويعلي من قدرك ويرفع شأنك دون سبب عندما يأمن (مكرك)…
(4)
أعود وأقول بعيداً عن ألاعيب السياسة ومكرها ودهائها ونفاقها وشقاقها وسوء أخلاقها ، فإننا في الوسط الإعلامي عرفنا إبراهيم الشيخ مناضلاً جسوراً، ومعارضاً شرساً لنظام الإنقاذ الإستبدادي وهو رمز من رموز نضالات ثورة ديسمبر المجيدة فلا مجال لإقصائه أو عزله من المشهد… الآن جاءت تبرئة (الشيخ) وحده من معاداة الإتفاق وهو ممثل تحالف عريض بينما لم يبرح بقية الشركاء محيط الشيطنة وهذا مايُبقي شرارة التشاكس مشتعلة على الرغم من تطمينات د. الهادي إدريس …..اللهم هذا قسمي فيما املك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله وثق أنه يراك في كل حين.
أحمد يوسف التاي