الوالي يرفض لقاء المزارعين .. الموسم الشتوي بنهر النيل الموت سريريا
نعت الجمعية الزراعية في محلية شندي بولاية نهر النيل الموسم الشتوي للعام الحالي وقالت انه مات سريريا وتحسرت على لسان العضو علي ابو القاسم الأمين على ما آلت إليه المشاريع العاملة بالديزل وقال الرجل بلهجة حزينة (محلية شندي أصبحت خارج الموسم الشتوي).
وعزا الأمين فشل الموسم لانعدام الجازولين، (الجريدة) توجهت صوب المشاريع الزراعية لتقصي الأمر ميدانياً وخرجت بالحصيلة التالية:
التروس العليا
تقع المشاريع الزراعية التي خصصتها الحكومة للمستثمرين شرق منطقة التراجمة على مسافة تمتد لنحو مائة كيلومتر شرق الطريق القومي الخرطوم شندي عطبرة بورتسودان، في مساحة تبلغ بحسب مسؤول الإعلام في الجمعية الزراعية الهادي محمد، أكثر من مائة مشروع و٦٦ محوراً وتستوعب أكثر من الف عامل. ويوضح الهادي ان المشاريع الممنوحة للمستثمرين الوطنيين تعمل جميعها بالجازولين.
حصة الولاية قال المستشار القانوني للجمعية الزراعية بمحلية شندي الأستاذ عادل كرار المحامي إن حصة ولاية نهر النيل من الجازولين المخصص للموسم الشتوي تبلغ ۱۷۹ الف جالون ويضيف بأن الولاية تسلمت منها حتى الأسبوع الماضي ۱٤۳ الف جالون وأكد كرار متابعته للمكاتبات التي تمت بين الجمعية والمسؤولين عن الزراعة والاستثمار في ولاية نهر النيل، لكن الولاية لم تتخذ أية إجـراءات عملية فيما يختص بتوفير الجازولين لاصحاب المشاريع.
ويرى كرار ان حكومة نهر النيل تنظر الى منسوبي الجمعية من المزارعين المستثمرين بأنه يتوجب عليهم الحصول على الجازولين لزراعة مشاريعهم بالسعر التجاري. توقف المشاريع لاحظت (الجريدة) خلال تجولها داخل المشاريع توقف العمل تماما خاصة عمليات تحضير الارض للموسم الشتوي.
وأكد مدير المشروع المهندس هيثم محجوب توقف عمليات التحضير بسبب عدم توفر الجازولين وقال إن إدارة المشروع خططت لزراعة محورين من محاور المشروع بالقمح ويضيف بأنه في حال عدم توفير الجازولين قبل بداية ديسمبر المقبل فإنه لا يمكن اللحاق بالموسم الشتوي.
وينطبق ذات الأمر في مشروع المزارع ياسين قسم السيد الذي يرتب لزراعة خمسة الف فدان بالقمح والحال يزداد سوءاً في مشروع المزارع حسن شاكرة الذي فشل فيه محصول البطيخ بسبب العطش الناتج عن انعدام الجازولين الأمر الذي دفع الرجل لفتح المساحات المزروعة بالبطيخ كمرعى للانعام.
خسائر بالجملة
التحضير للزراعة وتوفير المعينات الخاصة بالزراعة إضافة الي الأسمدة والبذور تكلف أموالا طائلة، بهذه العبارات استهل صاحب مشروع قنيان محمد المرتضى حديثه مع (الجريدة) ويقول بأنه حفر ثلاثة آبار للمياه مزودة بثلاث ماكينات للضخ لكنه تفاجأ بانعدام الجازولين.
وينبه المرتضى الى الخسائر الكبيرة التى تكبدها في عمليات التحضير فضلا عن مرتبات عمال المشروع ومبالغ الاقساط للشركات التي وفرت لهم معينات الزراعة.
اللجوء للقضاء
أعلنت الجمعية الزراعية للمشاريع في محلية شندي اعتزامها اللجوء للقضاء لحل المشكل بعد تنصل حكومة الولاية من التزامها بتوفير الجازولين، وشكت الجمعية الزراعية الاستثمارية في ولاية نهر النيل عدم تمكنها من اللحاق بالموسم الشتوي بسبب عدم مصادقة حكومة الولاية للمزارعين بصرف حصة الجازولين.
وقال رئيس الجمعية الصادق محمد حامد إن ۱۸۰ محوراً و٥۸ مشروعاً خرجت من دائرة الإنتاج بسبب تتصل حكومة الولاية من الاجتماع والجلوس مع قيادات الجمعية لإيجاد حل للمشكلة ولفت الى أن مشاريع كلي و التراجمة والكمير طيبة الخواض لم تتمكن من الزراعة على الرغم من توفير شركة زادنا لآليات الزراعة وتعهدها بشراء الجازولين لكنه أضحى غير متوفر، استنجدت الجمعية بعمدة الجعليين ونائب رئيس شورى الكيان عبد الباسط عبدالله لمعالجة المشكل.
شبح الإعسار
وأفاد عضو الجمعية ياسين قسم السيد باجتماع ضم العمدة عبد الباسط عبدالله بمستشار رئيس الوزراء عبدالمنعم منصور ناقش المشكلة وأطلق الأخير تعهدا بحل الأزمة. ونبه سعيد الى شبح الاعسار الذي يهدد المزارعين نتيجة لفشل الموسم لاسيما وان المزارعين اقترضوا مبالغ كبيرة من البنوك لتوفير التقاوي وأضاف ان الجمعية تدفع مبلغ7200 جنيه للولاية على كل ترلة برسيم الصادر بجانب دفعها مبلغ ۲۲۰ دولار للحكومة الاتحادية على كل طن من محاصيل الصادر.
إيقاف الحصة وقال سعيد إن وفد الجمعية أضحى متنقلا بين وزارة الطاقة والتعدين الاتحادية وحكومة الولاية من أجل الحصول على الجازولين ولكن دون جدوى ويضيف بأن الوزارة أفادت قيادات الجمعية لأكثر من ثلاثة اجتماعات بأن حكومة الولاية أوقفت حصة الجمعيات بينما تؤكد الولاية تصديقها للجمعية بصرف حصة الجازولين من المركز وقال ان خسائر الجمعية تجاوزت مليارات الجنيهات.
من المحرر: التزمت الحكومة بشقيها اللوائح والاتحادي بدعم الزراعة وتوفير معيناتها لكن الأمر حسب افـادات المزارعين وجولة (الجريدة) الميدانية يختلف تماماً بالموسم الشتوي في نهر النيل يحتضر ويواجه سكرات الموت وحكومة الولاية لم تفعل أي شيء حتى الوالي يرفض لقاء المزارعين لتزداد الصورة سواد وقتامة.
صلاح باب الله
صحيفة الجريدة