محمد عبدالماجد يكتب: دموع حميدتي وابتسامة حمدوك
(1)
] قبل فترة عندما حدثت زيادات في اسعار المحروقات ، توقعنا ان يحدث انفراج في الازمة وتنتهي الصفوف التي طال امدها، بعد ان اعلنت الحكومة واكدت ان الزيادات التي حدثت في اسعار الوقود سوف تقضي على الازمة وسيتوفر البنزين والجازولين.
] لكن الذي حدث ان الاسعار ارتفعت بصورة جنونية لكن الازمة لم تبارح مكانها، فقد زاد الزحام امام الطلمبات وارتفعت نسبة استهلاك الوقود، فخرجت الحكومة تبحث عن منافذ اخرى لإنهاء الازمة وما كان لها ولا لعباقرتها حلول غير الاعلان عن زيادات اخرى في اسعار المحروقات للتغلب على الازمة وتوفير المحروقات للمواطن.
] زادوها مرة اخرى – وأيضاً لم تنته الازمة، بل ظلت الازمة تتضاعف يوماً بعد يوم.
] اخيراً قالوا ان الحل يبقى في رفع الدعم عن المحروقات، وان الازمة لا سبيل للتغلب عليها إلّا عن طريق رفع الدعم.
] وعدونا بحياة زاهية واقتصاد معافى وصفوف زيرو، بعد رفع الدعم عن المحروقات.
] الآن رفع الدعم عن المحروقات، وارتفعت اسعار البنزين والجازولين الى ارقام خيالية، وأصبحت عبارة (فل تنك) يمكن ان تكلفك (9) الاف جنيه (9 ملايين جنيه بالقديم) اذا كانت سيارتك كبيرة و(6) او (5) ملايين اذا كانت سيارتك عادية او صغيرة.
] المشكلة بعد هذه الاسعار وبعد رفع الدعم ما زالت الصفوف كما كانت عليه قبل رفع الدعم.
] لم يحدث جديد، ولم تتبدل الازمة او تتغير، كأنك يا أبوزيد ما رفعت الدعم عن المحروق.
(2)
] اصبحنا نشعر بالمعاناة بشكل افظع …لأنك سوف تدفع مرتبك كله في (الطلمبة) بعد ان تقضى سحابة نهارك كله وجزءاً من الليل في الصف.
] بقت علينا (ميتة وخراب ديار).
] المشكلة الاكبر ان الحكومة جربت كل الحلول ولم تتغلب على الازمات الاقتصادية الطاحنة التي يعيشها المواطن.
] رفعوا الدعم وطبعوا من اسرائيل ووقعوا اتفاقية السلام وذرفوا الدموع في حفل السلام وما زالت الاحوال كما كانت عليه قبل ذلك. بل ان الاوضاع زادت سوءاً.
] يمكن ان نقبل تلك الاوضاع دون تلك التكلفة التي يدفعها المواطن من ماله وجهده ووقته لو اننا لم نقم بكل تلك التنازلات.
] هل قدرنا هو ان ترفع الحكومة الدعم عن المحروقات وان تطبع مع اسرائيل ونظل نعيش في نفس الاوضاع التي كنا نعيش فيها قبل القيام بهذه الخطوات؟
] ما جدوى زيارة الوفود الاسرائيلية للسودان؟ ، وما قيمة عبور الطيران الاسرائيلي للأجواء السودانية ؟ وهي اشياء لم تُحدث أي تقدم في اقتصاد السودان ولم تُجفف او تُخفف الازمات التي يعيشها المواطن السوداني.
(3)
] بغم /
] اذا فشلت الحكومة في حل الازمات الاقتصادية عليها ان تترجل ببرهانها وحميدتيها وحمودكها ذاته.
] ما الذي يجبرنا على الصبر على كل هذه الازمات وهي تتصاعد يوماً بعد الاخر.
] هذه الازمات لن تحلها دموع حميدتي ولا ابتسامة حمدوك.
محمد عبدالماجد – صحيفة الانتباهة