ومن تنقاسي جاءت الرسالة
أرسل لي أحد الاصدقاء مقطع (فيديو) لم تتجاوز مدته الدقيقتان وخمسة عشر ثانية قيل أنه لأحد كوادر حركة العدل والمساواة كما وردني في الشرح كان زائراً لمدينة (تنقاسي) بأرض الشايقية بالولاية الشمالية. لم يوضح المقطع التوقيت ولا إسم المتحدث ولا موقع ذلك القيادي ولكني أظنه شاب في نهايات العقد الثالث أو بداية الرابع من عمره حدث أهلنا الشوايقة واقفاً في إحتفالية متواضعة والنساء والرجال جلوساً قاطعوه بالتصفيق والتكبير والمعانقة. جاء ليرسل رسالة من الشمالية إلى دارفور ولكل من به شيئاً من العنصرية البغيضة قالها الشاب أنه رأى بأم عينه كيف تعاني الولاية الشمالية وعدد لذلك نماذج محزنة وتأسف على الوضع المزري الذي تعيشه. وقال إن من يُروجون أن الشمالية جاء منها الحكام وترفل في النعيم بأنه حديث باطل كررها مرتين. وقال إن الولاية الشمالية مدمرة أكثر من غرب السودان بل وإستأذنهم أن يقبلوه أحد أبنائهم بقوله: (أنا من دارفور وأعلنها أنا من الشمالية) ثم أتبعها إن قبلتموني فكبّر الشاب وكبر الناس من خلفه، داعياً أن يرفعوا أصواتهم عاليةً بالتكبير فالتكبير لله كما قالها بعزة المسلم وعانقه أحد الحضور! إنتهت تقريباً الدقيقتان وختم الشاب حديثه واعداً إياهم بتنمية موعودة قريباً بالمنطقة لم يروها من قبل بإذن الله.
أعدت المقطع مرتين وأرسلته لكل المتفائلين من من أعرف ولسان حالي يقول هذا ما كتبناه وراهنّا عليه عن جبريل إبراهيم و حركته. و(برأيي) هذه رسالة السلام التي يجب أن يحذو حذوها كل الموقعين أن يرسلوا مثل هذه الرسائل المُبشرة بسلام حقيقي ووطن يسع الجميع وقد سبقهم بها جبريل يتبع الخطاب بالخطاب المتأني الواعي معلناً عن إسلامية حركته بكل عزة وكبرياء وما تصريحه عبر وكالة السودان للأنباء قبل أيام إلا رسائل أرسلها بصوته الهادئ لعدة صناديق بريد فهمها من فهمها وأدخلت المستشفى من أدخلت وهاهم شبابه يقودون التكبيرات الجهورة التي حاول (البعض) عبثاً أن يخنقهوا ولا أدري ماذا سيكون رأيهم في سورة (الزلزلة) بعد اليوم وقد صرعتهم طباعة المناهج الباطلة بتقدير الحق القوي ذي الجبروت.
جبريل قال لن نقبل أن تقف حرائرنا في صفوف الخبز والغاز وقال أن الوطن يسع الجميع وقال لا للإقصاء والتشفي، وقال لا يمكن لجهاز واحد أن يكون الخصم والحكم. وقال الكثير عن أخطاء الفترة السابقة وكأنه يبشر بفجر جديد و(بلدوزر) لكنس كل أرجاس بعض أهل اليسار إلى مزبلة التاريخ وتطهير الوطن من دنسهم وتطاولهم على الدين ومبادئ الأمة الذي صاحب الفترة الانتقالية. فدعونا نتفاءل بالسلام وبجبريل وبمناوي وعقار ولكن دون أن نفرط في التفاؤل وسنترك للأيام أن تمضي لنقرأ ونحسب أنه خير قادم وحفظ لبيضة الدين أرادها الله أن تأتي من أقاصي الغرب لتقول أن من يحاول تقزيم التدين في النفوس هو (شخص شاذ) ومن دارفور الحفظة جاءت الرسالة التي آمنت بها وحملت البندقية من أجلها فرحم الله خليل إبراهيم وليته شهد هذا اليوم ولكن ضرب أولى القربى أشد مضاضة من الحسام المهند.
و(برأيي) جاء الوقت الآن بعد اكتمال السلام الذي يقول فيه السياسيون للشعب (هاؤم إقرأوا كتابي) ولا أظن أن الفترة القادمة ستكون سهلة على اليسار طالما تمايزت الصفوف وطالما أن التكبير والتهليل قد انطلق من حناجر شركائهم فماذا يا ترى هم فاعلون؟ فبالأمس جاءت الرسالة من (تنقاسي) وغداً ستأتي من (مدني) و(طوكر) و(سنار) و(كسلا) و(حلفا) فليس أمام اليسار إلا أن يلملموا أوراقهم ولا نقول فليرحلوا بل فليبقوا في وطن يسع الجميع ولعل الله يخرج من أصلابهم من يؤمن بوحدة وسلامة هذا الوطن وبرأيي أن سلاماً أتى بمثل جبريل مُكبراً وزائراً ومُعزياً أسرتي الشيخ الترابي والشيخ نورين لن يُغلق فيه مصحفاً أبداً فالله أكبر ولا نامت أعين العملاء والمأجورين ونريد للمتغربين وحملة الجوازات الأجنبية أن لا يذهبوا إن خاب فألهم وخسروا جولة (الاستلام والتسلم) ولن أزيد في هذه العبارة فالشعب يدرك ماهي البضاعة ومن البائع ومن المشتري نريدهم أن يبقوا في وطن واحد يسع الجميع والحُجةُ بالحُجةِ تُدحض حتى تمضي الفترة الانتقالية نحو غاياتها لتأسيس حُكم ديمقراطي راشد و(الحشّاش يملأ شبكتو) و(بالغانون).
قبل ما أنسى: ـــ
أن تطأ أقدام شركاء السلام خلال أقل من أسبوع واحد أجزاء من ربوع الوطن لم تصلها حكومة حمدوك طيلة عام ونصف فهذا يعنى الكثير للمواطن! غايتو أنا مبسوط من الحركة دي والشريف زاتو مبسوط مني وسنظل نشجع اللعبة الوطنية الحلوة حتى ينكسر القلم ولن نخفي إعجابنا.
صبري محمد علي (العيكورة) – صحيفة الانتباهة