مقالات متنوعة

وبعدين معاك يا مصر


لا ينكر أحد فضائل مصر على السودان ولا فضائل السودان على مصر كأي جارين. ولا داعي للتفاصيل. ولكن للسودان من مصر جراح تنزف حتى الآن .لا أعني حلايب ولا شلاتين ولا نتوء حلفا. فكل ذلك تغول مصر فيه أوضح من الشمس ولم يجد رجلاً يوقف مصر (يا أخت بلادي يا شقيقة) ما أكذب الشعر أحياناً. ولا أعني الكوميسا التي أغرقت السوق السوداني ببضائع مصرية كثيرة لا داعي لها. ولا يعبر لمصر من بضائع السودان الا النفيس لحوم ومنتجات زراعية عالية القيمة عالمياً.

الكوميسا لم تُراقب جيداً ولا أقل من جيد لقد قرأت بعيني هاتين صنفا مكتوبا عليه (made in china) وعلى نفس المنتج (صنع في مصر). في تحايل تام على الكوميسا استيراد بضائع صينية وتضع عليها (صنع في مصر) لتستفيد من مزايا الكوميسا في استغفال تام للجمارك السودانية وهيئة المواصفات السودانية اذا احسنا الظن. وإن لم نحسن الظن نقول انما هو باب فساد عريض.
كل هذا مشهيات أو مقبلات كما يقول الشوام تقدم قبل الوجبات.

د.ياسر ميرغني أمين جمعية حماية المستهلك السودانية – حفظه الله – رجل مخلص لوطنه غاية الاخلاص وللصيدلة كمان. نقل خبراً عبر الإذاعة السودانية أن شاحنات محملة بمحاصيل زراعية من أم روابة والرهد والأُبيض على جوالات مكتوب عليها انتاج مصري وبداخلها محاصيل كركدي وسمسم ومشتراة بالعملة المحلية (الورق) لتعيد تصديرها مصر لأوروبا وتبيعها بالدولار لصالح رجال أعمال مصريين.

صراحة لا ألوم هؤلاء التجار وجدوا بلداً سائباً وعاثوا فيه فساداً وربما سموه شطارة. لكن أين اجهزة دولتنا؟ واين سودانيتنا التي تبدأ من العامل الذي عبأ هذه المحاصيل في جوالات كتب عليها انتاج مصري والتاجر السوداني الذي باعها والشاحنة التي حملتها؟ هذا موت الضمير في الشق الشعبي. طيب اين السلطات من شرطة وجمارك ومكافحة تهريب؟ اين الامن الاقتصادي؟ أين الضرائب؟ اين الوزراء وأخص وزير النجارة (بالله خلوها النجارة وما تصححوها) الذي عجز عن تحقيق أي نجاح في اي بند من بنود وزارته.

في العهد السابق يوم طُبقت العقوبات الامريكية التي طالب بها عمر قمر الدين وزير الخارجية الحالي وامثاله ومُصِر على عدم الاعتذار عنها ، في ذلك الوقت اضطرت بعض مؤسسات الدولة أن تصدر منتجاتها عبر دول الجوار. طيب ما حجة الحكومة الانتقالية الآن؟ هل تعزي الأمر الى حالة الهشاشة ومشغولية المناصب والمحاصصة والتمكين الجديد؟

إن عجزت حكومة ق ح ت عن المحافظة على الأمن الاقتصادي الذي كان يرصد كل صغيرة وكبيرة وجعلت منه جامع معلومات تركن في الرفوف فعلى اقتصادنا السلام.

من يحفظ لنا هذا السودان قبل أن يضيع من بين يدينا؟ واخشى أن لا نجد ارضا اسمها السودان نختلف فوقها. أمام هذه الهشاشة في كل شي إلا الجري وراء المناصب السياسية للاستمتاع من خزينة الدولة على حساب الفقراء.

مطلوب شوية رجالة أمام الاستغفال والفهلوة المصرية.

أحمد المصطفى – صحيفة السوداني