تحقيقات وتقارير

أسعار الوقود .. جدوى التخفيض

آثار لجوء وزارة الطاقة والتعدين إلى خفض أسعار الوقود حالة من الاستغراب فى ظل شح الَوقود فى محطات الخدمة بالرغم من تحرير أسعاره فهل تستطيع الحكومة توفير الوقود خلال الفترة المقبلة وماهي الدوافع وراء التخفيض؟

ماذا قال الوزير؟
قال القائم بأعمال وزير الطاقة والتعدين في السودان خيري عبد الرحمن في مؤتمر صحفي إن الحكومة قررت تخفيض أسعار البنزين والديزل للمستهلكين.
وتلغي الحكومة الانتقالية دعم الوقود على نحو تدريجي لتقليل عجز الميزانية في ظل أزمة اقتصادية.
وقال عبد الرحمن إن سعر البنزين المدعم المنتج محليا سيقل من 56 جنيها إلى 54.7 جنيه للتر.

ولم يوضح الوزير أثر تخفيض السعر على الميزانية. وتراجع الحكومة أسعار الوقود بشكل منتظم.
وثبت السودان لفترة طويلة سعر الوقود مسجلا أحد أقل مستوياته في العالم لكن تكلفة دعمه أثقلت كاهل ميزانية الدولة.
وعانى السودان من نقص حاد في الوقود حتى بات اصطفاف السيارات أمام محطات الوقود في العاصمة الخرطوم أمرا مألوفا.
وسمحت الحكومة في ابريل للقطاع الخاص والبنوك باستيراد الوقود للنقل والتعدين والتصنيع.

وقال عبد الرحمن أيضا إن إنتاج الوقود في منشأة تكرير بالخرطوم سيتوقف في الأول من ديسمبر لتنفيذ أعمال صيانة.
تخفيض أسعار الوقود جعل سعر البنزين 106 جنيهات للتر من السعر السابق البالغ 120 جنيها للتر، بانخفاض 14 جنيها والجازولين من 106 إلى 99 جنيها للتر وخفض سعر البنزين الحكومي المدعوم من 56 إلى 54.7 جنيه للتر.
وقلل عدد من المختصين فى مجالات الاقتصاد والطاقة من قيمة تخفيض أسعار الوقود فى ظل استمرار الندرة وارتفاع سعر الصرف للدولار.

تشكيك:
الخبير الاقتصادي عزالدين ابراهيم شكك فى حديثه لـ السوداني فى إمكانية تحقيق عملية تخفيض الوقود إلى أي نتائج تذكر مشيرا إلى أن تحديد اسعار الوقود فى الداخل يرتبط بانخفاض أسعار النفط العالمية وتراجع سعر الدولار وأضاف هذا ما لم يحدث حاليا وتابع أن الدولار غير مستقر حاليا كما أن الازدواجية فى السعر أسهمت في لجوء الكثيرين للوقود المدعوم مقابل تراجع الطلب على التجاري مشددا على أهمية توفير الوقود لإنهاء السوق السوداء معتبرا أن إزالة الدعم سواء كانت كلية أو جزئية مصوبه نحو تقليل عجز الموازنة وليس تحقيق الوفرة مؤكدا أن الحكومة تريد تقليل استهلاك الوقود خاصة البنزين منوها لصعوبة توفير الوقود مع استمرار شح النقد الأجنبي.

وقال بالرغم من رفع الدعم الا أن الندرة لا تزال مستمرة لارتباط ذلك بتوفير الدولار كما أن شركات القطاع الخاص ستلجأ للسوق الموازي لاستيراد الوقود حال عجزت محفظة السلع ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار العملات الأجنبية بتنامي الطلب على الدولار لافتا لصعوبة تحقيق الوفرة مع وجود سعرين للوقود مدعوم وحر متوقعا أن يختفى الوقود المدعوم بشكل كامل خاصة ان الحكومة لاتستطيع توفيره وأنه يتسرب أيضا للسوق السوداء ونشاط عمليات التهريب.

صعوبة تقييم :
ويرى الخبير الاقتصادي محمد الناير في حديثه لـ السوداني صعوبة تقييم أسعار الوقود فى السودان مع الأسعار العالمية للنفط لجهة عدم استقرار الاقتصاد وارتفاع سعر الصرف مستبعدا أن يسهم لجوء الحكومة لتخفيض الوقود فى الحد من المشكلة.
وقال إن قرار تحرير الوقود سينعكس بآثار سلبية على كافة القطاعات الاقتصادية.

ووصف الخبير فى الطاقة إسحاق بشير جماع فى حديثه لـ السوداني قرار الحكومة بتخفيض الوقود بأنه تخبط َلا معنى له مع عدم الوفرة مستبعدا نجاح القرار فى تحقيق أي وفرة للوقود وقال كان على الحكومة توفير الحد الأدنى على الأقل من الوقود ومن ثم اللجوء للتخفيض مشيرا إلى أن السوق السوداء لاتزال مستمره بسبب عدم وجود كميات كافية من عرض الوقود متوقعا أن يسهم القرار فى خفض إيرادات الدولة وأضاف أنه فى حال وجود سعرين للوقود دائما مايسود السعر الأعلى كما هو حاليا وتابع على الحكومة أن تعمل على تخصيص الدعم للفئات المحتاجه خاصة الطلاب والشرائح الضعيفة بدلا عن الاستمرار فى العمل بنظام السعرين.

الخرطوم :الطيب علي
صحيفة السوداني