مقالات متنوعة

تربية البيت وتربية التنظيم وتربية الإنجليز


ظهرت لنا كوادر سياسية من ثلاثة مشارب كل شرب عبر عن الجهة التي خرج منها.
فمن نال أخلاقه، ومثله من أسرته، وخرج للعمل العام من أسرة تحفها تعاليم الإسلام فمطعمه حلال، ومشربه حلال، وغذي بالحلال لم ينغمس مع المنغمسين في الحرام ولم يخض مع الخائضين.
ظل بفضل من الله ثابتا على مبادئه، وإن خير بينها وبين أن يستمر معهم اختار مبادئه، ونأى بنفسه عن الوسخ، والفساد، وأكل أموال الناس بالباطل.
أما الذي استقى مبادئه من التنظيم، ودخل دار الحزب وذهنه، وقلبه، وسلوكه فارغا من كل قيمة إسلامية، وأخذ قيمه، ومثله من حزبه ومن زعمائه ودعاته، فهذا الذي يتبع حزبه إن أحسن حزبه أحسن، وإن أساء أساء لا ينشر ما يمليه عليه ضميره وخلقه، وإنما ينشر ضمير وأخلاق الحزب ويردد ما ينادي به الحزب.
فإن كبر الحزب كبر، وإن لغف الحزب لغف، وحينما يقوى بحزبه ويظهر به في المجتمع يصبح له مكره الخاص، وألاعيبه، وشيطنته الخاصة به ويصبح كل فرد من هذا النوع حسب إمكانياته، وقدراته، فالحزب يفتح لهم الطريق للعب بالرأي العام، وكل واحد وذكائه.
أما الذي تربى تربية غربية فما أن يجد حال بلده إلا ويحاول جاهدا أن يلبسها الجلباب الذي ظل معجبا به إعجابا أكثر من أصحابه أنفسهم.
فإن وجد فقرا، وعوزا قدم حله الغربي الذي يعتقد به جازما أنه سيحل به كل معضلاتنا الاقتصادية وإن وجد فراغا سياسيا لا هم له سوى أن يسعى بملئه بكل ما هو غريب وشاذ على عقيدتنا وثقافتنا وعاداتنا وتقالدينا.
فمن وجدته نأى بنفسه عن كل رذيلة، ومحافظ على دينه، وعقيدته، فهذا تربية بيته وأسرته.
ومن وجدته يهتف بحزبه سواء كان حزبه على باطل أو على حق، فهذا تربية حزبه.
ومن وجدته ينعق بكلام كل زنديق وكل شاذ، فهذا تربية إنجليز.

محجوب مدن محجوب – صحيفة الانتباهة