أحلام يقظة العسكر!!!
“الجريدة” هذا الصباح… المكون العسكري داخل المجلس السيادي هذا المكون الذي مازالت تراوده أحلام اليقظة بأن زمن المخلوع البشير لم يتغير وهذا المكون نراه كثير الحنين الى ايام مضت، لن ينسى ذكراها!
**************
(1)
معلوم بأن اكرام الميت الإسراع بدفنه ونشهد أن الفشل الاقتصادي المترامى الأطراف لحكومة ثورة ديسمبر المباركة عجل بوفاة ذلك الشهم رباي اليتامى، ومقنع الكاشفات، ضرغام الرجال للعروض ستار، أي الجنيه السوداني الذي كانت له (شنة ورنة) واليوم لا يجد حتى من يشتري له الكفن والحنوط ، متى يعلنون وفاة الجنيه السوداني؟ ومتى يدركون أن الاعتراف بالفشل هو البداية للنجاح وتصحيح الأخطاء بالمناسبة سألت جدي الذي نظره مثل زرقاء اليمامة، فقلت له هل ترى ياجدي ضوءا في نهاية النفق؟ فاستغرب وسألني (وينو هو ذاتو النفق)؟ ثم قال أولا عليكم أن تجدوا النفق وبعد ذلك يمكن أن تروا فيه ضوء ام لا..!!
(2)
انصاف الحلول أو أرباعها لن تقدم البلاد قيد أنملة، ومن لم يتقدم بالضرورة أنه يتراجع للوراء، والمواطن الأغبش الذي لا يعرف الف باء تاء السياسية هو خير من انصاف السياسين الذين ابتلينا بهم منذ الاستقلال وحتى تاريخ اليوم.
(3)
قال أحد كبار الفنانين الاوربيين (نسيت اسمه لضعف من المصدر) وهو على فراش الموت (الآن ستنتشر أغنياتي وألحاني وسيتناولها الجميع وخاصة أصحاب النقد مدحا وإشادة واطراءا) ثم أخذته سِنة من نوم ولما آفاق قال (من أين يأتي امثال هؤلاء النقاد الذين لا يعرفون المبدع إلا بعد وفاته؟) ثم أخذته سِنة أخرى من النوم وبعد ان أفاق قال: (أن تشتمونني وانا على قيد الحياة خير من ان تمدحونني وانا على آلة حدباء محمول) ونحن ايضا نوجه السؤال الى نقادنا الذين لا يتذكرون الفنان أو الشاعر أو الملحن الا بعد وفاته؟ ليه كده بس؟
(4)
المكون العسكري داخل المجلس السيادي هذا المكون الذي مازالت تراوده أحلام اليقظة بأن زمن المخلوع البشير لم يتغير وهذا المكون نراه كثير الحنين الى ايام مضت، لن ينسى ذكراها! المهم أن أفضل طريقة لإيقاف هذا المكون العسكري من التصرف في الثورة وكأنها ملك يمينه او (عاقد عليها) أو كأنه المالك الحصري لها علينا أن ننبهه أولا أن الثورة ملك الشعب ثم نحذره ثانيا أن الباب فاتح على الشارع، والقلب مساكن شعبية وان صناع الثورة منهم من قضى نحبه ومنهم من فُقد ومنهم من جرح ومنهم من ينتظر ومابدلوا مبادئهم ولا باعوا قناعاتهم بدراهم (صُكت في عهد بني امية) او دراهم (صُكت في عهد بني ظبيان) فهم مازالوا مستمسكين بالثورة وشعاراتها حتى يبدلوا هذا الحال المائل بافضل حال وان طال الترقب والانتظار وفي أيامنا هذه القابض على ثورته كالقابض على جمر، نصيحة ذهبية: ثلاثة عليك أن تصدقهم (على خفيييف) دموع النساء(السيدة الغبشاوي مثال) وثانيا دموع السياسيين (دكتور ابراهيم غندور مثال) وثالثا دموع العسكر (الفريق محمد حمدان حميدتي مثال)!! سؤال قبيل الختام هذه الثورة التي تغطت بالتعب أما آن لها أن ترتاح؟
طه مدثر – صحيفة الجريدة