محجوب مدني محجوب يكتب: جريمتان لا واحدة
كنا نظن بفساد نظام الإنقاذ أن ثلاثين عاماً من عمر السودان قد أزهقت.
فبدا لنا ليس فقط ثلاثون عاماً وإنما أكثر من ذلك.
الله فقط من يعلم إلى متى سيمتد أثرها.
ولعلكم تلاحظون هذا الأثر البالغ في تكوين الحكومة الانتقالية فقد تم إبعاد كل من ينتمي إلى الإنقاذ وطبعا أغلب الإسلاميين كانوا متعاطفين معها إن لم يكونوا مؤيدين لها.
والمخلصون الذين شاركوا في حكم الإنقاذ لطخت الإنقاذ سمعتهم وصاروا لا ينفصلون عن حديث الظلم والفساد الذي اتصفت به.
فظهور اليساريين بجميع أطيافهم في تكوين مجلس الوزراء لم يكن بسبب رغبة اليساريين فقط وإنما السبب الرئيس في ذلك هو تجربة الإسلاميين الفاشلة.
فسبحان الله لم يتخذ هؤلاء الإسلاميين خطوة واحدة ولو بعد سقوط البشير تجعلهم يشاركون في المرحلة الجديدة.
فمنهم من ظل يدافع عن الحال المزري الذي لا تخطئه عين ومنهم من التزم الصمت.
حتى إذا ظهر التشكيل الجديد للحكومة فكان من ضمن مؤهلات المرشح أن يكون ممن ظلم وأوذي في عهد الإنقاذ.
ومن ظلم وأوذي غير اليساريين؟
فكأن الإنقاذيين كانوا طيلة الثلاثين سنة يعملون لصالح اليساريين.
فلم يضعفوا فقط في إدارة الحكم بل كانوا جهلة لا يدرون بأن فشلهم سوف يجعل اليساريين مكانهم دون أي جهد وسوف يسوق لأفكارهم التي كانوا يستحيون من الاعتراف بها دعك من الدعوة إليها.
فها هو قد انتهى حكم الإنقاذ فيا ترى متى ينتهي أثره؟
محجوب مدني محجوب – صحيفة الانتباهة