رأي ومقالات

نادية: آسفة، لديّ صديق


عندما كنّا صغيرات كانت والدتي تخبرنا دائما أنّ الفتاة يجب أن تبقى طاهرة، ويجب أن لايلمسها إلاّ زوجها، كانت تنقلها لنا بطريقة بسيطة كي نفهمها، ونتجنّب مايحدث من أمور تدخل في الثقافة الجنسية التي يعلّمونها في المدارس، كانت تحذّرنا من المواعدة التي تجعل الفتاة تدخل عالم الدعارة وهي صغيرة، أو تحمل بطفلة وهي طفلة، وأعطتنا كلمة السّر لتجنّب كل ذلك وهي ” آسفة، لديّ صديق”، يجب أن نقولها ليبتعد عنّا الشواذ وعديمي الأخلاق، وهي الكلمة الوحيدة التي تنفع في مجتمعات لا تؤمن لا بالأخلاق ولا بالدين.

لست هنا لأحكي قصة حكاتي، لكن أردت أن تتصوروا معي الأمر، المواعدة والممارسات الجنسية في الغرب أمر عادي، بل حقّ أيضا، تصوروا معي أنهم أصبحوا حيوانيين لدرجة أنه لا ينفع معهم أيّ شيء، لاينفع أن تخبريه مثلا أنك مسلمة ! لا ينفع أن تخبريه أنه فعلا حيواني ! لا ينفع أن تخبريه أنه لا يصح ! كل هذه الأمور لا معنى لها في مجتمع يؤمن بحرية الجسد واستغلال المرأة، يكفي أن تخبريه أنّ لك صديق ليبتعد مسرعا باحثا عن أخرى قبل أن يصل إليها غيره !

تصوروا معي، أنا الآن عجوز في سنّ 31، ولا أزال أتعرض أحيانا لطلبات المواعدة، في الجامعة وخارجا واثناء السفر، الأمر بالنسبة لهم عادي، ولا أزال أستعمل الكلمة السحرية “آسفة لديّ صديق”، أمي تعلمت ذلك قبل 300 سنة من جدتها الأولى، وكلّ جدة تعلمت من الأخرى لغاية أمي التي علمتنا كيف نتعامل في مجتمع نحارب فيه كلّ يوم عن شرفنا، الحقيقة أنا أقول ذلك حتى لا أظطر لكسر يد أحدهم أو قتله، لقد تعلمنا القتال أيضا ففي مجتمع متناقض يجب أن تدعم الفتاة نفسها بالقوة كي تدافع على نفسها، ومع الشرف إما قاتلة أو مقتولة، صديقي الوحيد هو زوجي مستقبلا، ولا غالب إلاّ الله.

(ولا غالبَ إلاّ الله)
“No hay vencedor sino Alláh”

Nadia Rafael El Kortobi

فتاة من قرطبة أندلسية الهوى والهوية أباً عن جد