الحشاش يملا شبكتو
نكذب على انفسنا اذا قلنا ان العلاقة بين المكون العسكري والمكون المدني في اجهزة الحكم تسير بتناغم كما يدعي حمدوك وان كان حمدوك نفسه قد تراجع قليلا عن هذا الرأي في لقاءه الاخير عندما قال انهم ( اي المكون المدني ) يتدرجون في العلاقة مع العسكر خوفا من ان تنزلق البلاد الى مآلات كثير من الدول حولنا .
الواضح ان كل طرف يحاول ان يقدم نفسه بصورة مرضية وبالذات العسكر يستميتون في تجميل صورتهم في تنافس محموم ومكتوم مع المكون المدني . لو تذكرون قبل عدة اشهر عندما تحدث دكتور حمدوك عن ايرادات الدولة واوضح ان ٨٠ % من الايرادات خارج سيطرة وزارة المالية . خرج وراءه مباشرة البرهان في لقاءات مع المناطق العسكرية نافيا حديث حمدوك وتبعه ياسر العطا ايضا في تفنيد ما قاله حمدوك وارغوا وازبدوا كثيرا في الحديث وصلت الى مرحلة التهديد والوعيد في كثير من الاحيان .
وبعد لقاء حمدوك التلفزيوني الاخير والذي رد فيه على حديث الكباشي بأسلوب دبلوماسي ولكنه موجع جدا . رد حمدوك والذي اتسم بالنعومة والخشونة في ذات الوقت .. دفع الكباشي للظهور التلفزيوني مباشرة في لقاء استمر ساعة كاملة .. صحيح هو لم يتطرق مطلقا للقاء حمدوك ورده عليه ولكن الواضح جدا ان اللقاء كان مجرد لقاء علاقات عامة وكأنه يود ان يقول ( نحن هنا ) .
والتصريحات والتصريحات المضادة تعطينا صورة واضحة لمستوى العلاقة بين الطرفين والذي لاشك فيه ان هناك نوع من التوتر وعدم الثقة بين الطرفين واذا الامر تطور لاكثر من ذلك واصر الطرفان على تطبيق نظرية ( الحشاش يملا شبكتو ) اعتقد ان ذلك ليس في مصلحة الفترة الانتقالية .
ساتوقف سريعا في بعض النقاط السريعة في لقائي حمدوك والكباشي .
حمدوك قال في رده على الكباشي ( من الذي يملك ومن الذي لا يستحق ) وهذا سؤال ذكي ومشروع جدا من حمدوك وقال ان البحث عن السلام من صميم اختصاصات مجلس الوزراء حسب الوثيقة الدستورية .
وانا اقول لحمدوك .. طالما ان الوثيقة الدستورية اعطت الحق لمجلس الوزراء مسؤولية البحث عن السلام .. لماذا تنازلت عن هذا الحق وتركته لحميدتي والكباشي والتعايشي .. هل هؤلاء اعضاء في مجلس الوزراء ؟؟ انت تنازلت وبطريقة تدعو للريبة والشك عن واحدة من اهم بنود الوثيقة الدستورية وهي مفاوضات السلام للمجلس السيادي حتى وصل الحد بالكباشي ليقول ما قاله . اذن انت المسؤول عن إضاعة هذا الحق
نقطة اخرى لا تقل أهمية ..
عندما تم سؤال حمدوك عن التماهي بين المكون العسكري والجبهة الثورية وان هذه العلاقة الحميمة بين الطرفين ستضعف المكون المدني وهذا سؤال ذكي جدا اشكر المذيعه عليه .
للاجابة على هذا السؤال قفز حمدوك مباشرة للتذكير بلجان المقاومة وان الثورة محروسة برجالها ولجان مقاومتها وان القوى الثورية ستفشل اي محاولة لاحتواء الثورة من المكون العسكري والجبهة الثورية .
وطالما انكم مازلتم تراهنون على لجان المقاومة يا حمدوك .. لماذا تركتموهم هكذا في العراء دون حماية من ( كل من هب ودب) أم انكم تتذكرونهم فقط في الملمات والمنحنيات الخطرة في مسار الثورة . سؤال اتمنى ان اجد له إجابة من قادة الحكومة المدنية .
أما لقاء الكباشي فلم اجد فيه ما يمكن ان يقال فقط الا نقطتين ..الاولى عندما قال ان لجنة نبيل اديب لم تحقق معه وهذا لعمري شيء مذهل والان يمكننا ان نعلم لماذا طلب نبيل اديب لجنة دولية للتحقيق .. اذا لم تحقق مع الكباشي . اذن مع من تم التحقيق ؟؟ ليت حمدوك استمع لرأي الحزب الشيوعي الذي طالب بلجنة دولية من اول يوم .
النقطة الثانية في حديث الكباشي التي تستحق الوقوف عندها .. قوله ان استيعاب ضباط الحركات المسلحة داخل القوات المسلحة لن تتم بنفس الصرامة التي يتم بها استيعاب الضباط في الجيش !! وقال بالحرف الواحد .. انها ستكون قيود مخففة !! ولم استوعب معنى القيود المخففة ولكن يبدو اننا على موعد مع ضباط شهادة عربية في الجيش السوداني مع اكيد اعتذاري لطلاب الشهادة العربية في الجامعات السودانية .
في ختام المقال لابد من التذكير انه من المؤسف حقا ان لا حمدوك ولا الكباشي لم يتطرقا لا من قريب او من بعيد للمقبرة الجماعية لمفقودي اعتصام القيادة .. مؤسف للغاية ان يمر مثل هذا الخبر الاليم دونما اي تعليق من اي طرف حتى ولو كان تعليقا عابرا متناسين ان من اوصلوكم لكراسيكم التي تجلسون عليها الان هم من قبروا غيلة في جبال المرخيات .. تقبل الله شهادتهم
حفظ الله وطننا من الكورونا
رمزي المصري – صحيفة التحرير