مقالات متنوعة

جيتك يا عبد المعين


المشكلة التي نحن بصدد عرضها لم اجد شيئا استهل به المقال خاصتها ..لان التعجب والاستغراب تسيدا فكري وانا اقرأ المستندات التي ارفقها المفصولين من بنك النيلين والذين يتظلمون من الضيم الذين وقع عليهم مرتين ..مرة في العهد البائد ..واخرى في عهد السلام والعدالة ..والقصة كالتالي حتى تكون معنا عزيزي القارئ في الصورة ..
في العام 2009 خاطبت ادارة بنك النيلين موظفيها تطالبهم بالتقديم للتقاعد الطوعي المبكر ..وتعدهم بمزايا عديدة لذلك الذي يتخلى عن وظيفته طائعا مختارا ..لحدى هنا كويسين ..ربما كان البنك يعاني ترهلا وظيفيا ..او هناك هيكلة جديدة تتطلب الترشيد في مواقع محددة في البنك ..لكن الخطاب في نهايته يذكر العبارة التالية (العاملين الذين لا يتم استيعابهم في الهيكل الجديد ولم يتقدموا بطلباتهم للتقاعد الطوعي سوف يتم انهاء خدماتهم وفقا للائحة شروط الخدمة ولن يتمتعوا بالحوافز المذكورة اعلاه ) ..ماذا يعني هذا ؟
اضطر حينها ما يقارب المائتي موظف الى تقديم طلبات التقاعد خوفا من الفصل من الخدمة وبالتالي الحرمان من الحوافز وبدلات نهاية الخدمة ..المفارقة ..ان البنك بعد خروج هؤلاء ..قام بتعيين ما يقارب 400 شخص ..حسب رواية المتظلمين ..الذين لم يكن في مقدروهم في ذلك الوقت غير لملمة انفسهم ومحاولة البحث عن مكان آخر لاعاشة اسرهم واطفالهم.
عندما قامت الثورة ورفعت شعارات السلام والعدالة ورفع الظلم عن المظلومين ..استبشر اصدقاؤنا خيرا وذهبوا الى لجنة اعادة المفصولين حاملين خطابا يشرحون فيه مشكلتهم وكلهم امل ان يجدوا أذنا صاغية وتعاطفا مع قضيتهم العادلة ..لكن الصدمة كانت كبيرة عندما قال لهم ممثل اللجنة ان المفصولين عندهم هم الذين فصلوا لاسباب سياسية ..غير كدا ..(يأكلوا نارهم) ..سبحان الله حتى الظلم طلع فيه مواصفات ومقاييس ..حتى الضيم طلع درجات ..درجة اولى ودرجة رابعة ..وناس لا يحق لهم الركوب اصلا في القطار ..
الذي افهمه ان تكون هناك لجنة متخصصة في الفصل السياسي ..لكن حصر الفصل التعسفي في السياسة فقط فهذا وايم الله لهو قصر نظر ومحدودية للجنة كان يمكن ان تعيد الابتسامة لاسر كثيرة تم فصل عائلها دون اي ذنب جناه ..لا اريد ان اكون متشائمة ولكن يبدو اننا استبدلنا احمد بحاج احمد..فالكثير من ممارسات العهد البائد لا زالت مستمرة مع تغير الوجوه ..واما مدير البنك ومعاونيه فقد كانوا جدا اذكياء فقد مارسوا اسؤا انواع الفصل الاداري والمضايقات الوظيفية لاناس لم يكن همهم الا تدبير لقمة العيش بالحلال…فعلوا كل هذا بدم بارد ولم تطالهم يد العدالة لا زمان ولا حتى في عهد الحرية.
عندما تحدث معي مفصولي البنك وارسلوا لي المستندات ..وعدتهم خيرا ان اكتب عنهم بعد اقتناعي بوجهة نظرهم ..لكن ذهني كان قد ذهب الى فكرة اخرى ..وقررت ان اذكرها عبر هذا المقال ..لو كنت مكانكم يا اصدقاء ..لتوجهت للقضاء ..قاضوا البنك والادارة القديمة التي كتبت ذلك الخطاب ..واسم مدير البنك وتوقيعه ظاهرين في اسفل الخطاب ….القضاء هو الطريق الوحيد الذي سيعيد الحقوق اليكم ..ويعيد الامور الى نصابها ..اما اعضاء لجنة اعادة المفصولين الميامين ..فنقول لهم … (جيتك يا عبد المعين تعين ..لقيتك يا عبد المعين عايز تتعان )

د. ناهد قرناص – صحيفة الجريدة