مقالات متنوعة

لحظة شهيق !!

الشاعر المتفرد والمسكون بالابداع عاطف خيري كتب ملحمة شعرية مدهشة اختار لها العنوان اعلاه . استعرت من قصيدته الرائعة الابيات التالية :
ما بين حديثنا ولحظة الفعل الحقيقي
وانتباهك انتي للشارع البريجع تاني
لنقطة بدايتو
وانحيازك انتي للشارع البيرشح في
مسام رمل التوقع وما اتعرف
قانون نهايتو
غايتو امشي بالدرب البطابق فيه
خطوك صوت حافرك
يافرس كل القبيلة تلجمو
يكسر قناعته ويفر يسكن مع البدو في الخلا
وما يرضي غير الريح تجادلو وتقنعو

كلمات بسيطة لكنها عميقة جدا وبطريقة مدهشة. توقفت عند المقطع الذي يقول ( يا فرس كل القبيلة تلجمو ) وتأملت هذا الفارس وهم شباب ولجان مقاومة ثورتنا الفتية والتي يحاول كل القبيلة من مجلس عسكري ودعم سريع وقوى الحرية والتغيير واحزاب هبوط ناعم وحركات مسلحة ان يلجموه ولكنه لن يرضى الا باهداف ثورته حرية سلام وعدالة هي التي تجادله وتقنعه .

اصدر حمدوك او مجلس الوزراء بيانا لا لبس فيه ولا غموض بانهم لن يقبلوا مجلس شركاء الانتقالية بهذا الشكل المشوه للفكرة الاساسيةوتبعه عدد من الاحزاب .. الامة .. المؤتمر السوداني تجمع المهنيين وتوج كل ذلك ببيانات من نار من عدد من لجان المقاومة في عدد من الاحياء ولجان المقاومة المركزية .

البرهان حاول ومازال يحاول ان يقول ان ما اصدره لم يكن الا بموافقة من قوى الحرية ومجلس الوزراء وبقيادة حمدوك نفسه وان الفكرة نبعت اساسا من مركزية قوى الحرية والتغيير وبمباركة وتأييد من عدد من الاحزاب ذات الوزن الثقيل داخل قوى الحرية وهي ( اي فكرة انشاء المجلس ) لم يكن طرحا من المكون العسكري .. فلماذا ترفضون فكرة أنتم اصحابها .. هكذا يقول البرهان .

والبرهان لم يكمل قراءة الاية لنهايتها واكتفى بقراءة ( ولا تقربوا الصلاة ) وما يقوله البرهان هي كلمة حق ولكن يراد بها باطل .

والمادة ٨٠ المعدلة في الدستور الانتقالي موجودة ولا تحتاج الى اي عصف ذهني لاستيعاب ما تقوله هذه المادة المعدلة ورغم ان فكرة التعديل نفسها اصلا غير مقبولة عند اصحاب الثورة الحقيقيين واذا قبلنا هذه المادة بكل علاتها وثقوبها قولوا لنا اين وردت كلمة ( توجيه الفترة الانتقالية من قبل هذه اللجنة العجيبة ) .

كلمة توجيه كلمة فضفاضة وخطيرة جدا لأن التوجيه دائما يأتي من أعلى ويتنزل الى أسفل ودائما التوجيه يأتي من الرئيس الى مرؤسيه وطالما ان لجنة شركاء الفترة الانتقالية هي من ستوجه الحكومة فبالتالي هي فوق الحكومة وتوجيهاتها أوامر واجبة النفاذ وب ( كسر رقبة كمان ) .

رغم ان المادة ٨٠ المعدلة قصد منها انشاء مجلس مختص فقط لحل اي تقاطعات تحدث داخل مكونات الحكومة وبطريقة الجودية دون ان تكون لها اي سلطة او صلاحيات تتعدى التنسيق بين مكونات الحكومة ..

اذن ما الذي دفع البرهان ومستشاريه لاحداث تلك التغييرات الجوهرية في المسودة لتخرج بتلك الكيفية اذا لم يكن بالفعل يضمرون سوءا وان المكون العسكري ربما وجد ضالته في الحركات المسلحة لتقوية موقفه حتى تحين الفرصة المواتية لخنق الحكومة المدنية ومن ثم وأد الديمقراطية في مهدها .

نعم الحكومة الانتقالية تمر بلحظات عصيبة والضائقة المعيشية تمسك بتلابيبها والشعب يعاني في تأمين ضرورات الحياة اليومية وهناك انسداد في الافق … كل هذا صحيح ولا ينكره الا مكابر .

ولكن هل الحل هو العودة لسطوة العسكر مرة اخرى ؟؟ وهل هذا ما ينتظره العسكر ؟
بكل ثقة أقول ان انتظارهم سيطول وان كل محاولاتهم لن يكتب لها النجاح رغم ضنك المعيشة لن ينجح العسكر ومن يقف خلفهم من عناصر النظام السابق في إعادة عقارب الساعة للوراء .

ببساطة لان هناك شعب وهناك لجان مقاومة وثوار أقسموا ان لا عودة لحكم العسكر مهما تدثروا بثياب الثورية الزائفة ولن ينخدع الشعب مرة اخرى .

سنصبر على مدنية الحكم مهما عانينا من شظف العيش ونحن واثقون في الله اولا ومن ثم في صمود شباب الثورة اننا سنصل الى بر الامان .

ولا نامت اعين الجبناء

رمزي المصري – صحيفة التحرير