محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: الشركاء (الأعداء) .. في انتظار طالعني الخلا !!

(1)
بعد اتفاقية السلام بين حكومة السودان حينها والحركة الشعبية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في 2005م حدث السلام في الغابات وفي الدفاتر ووقع نظرياً، لكن حقيقة الامر كانت تقول ان (الحرب) انتقلت من الهامش الى المركز ومن الغابات الى القصر والبرلمان، ليضمر كل طرف الشر للطرف الاخر، حتى ادى ذلك الى انفصال الجنوب في عام 2011م.
شاهدنا كيف كانت تدار الدولة وماذا يحدث في القصر ومجلس الوزراء والبرلمان؟
وصل الامر حد التشابك والتنابز والاعتقالات بين (شركاء) حكومة قالوا انها حكومة الوحدة الوطنية.
قادتنا تلك (الوحدة) الى الانفصال الذي انعكست سلبياته السياسة والاقتصادية على وضعنا الراهن وكان اسوأ قرار انتهينا اليه في تاريخ السودان منذ الاستقلال وحتى وقتنا هذا.
انفصال الجنوب كان اسوأ من انقلاب 30 يونيو 89 الذي نهب ثروات البلاد وأفرغها وضرب في قيم الشعب ومثلها وأخلاقياته.
الآن نحن نعيد الاسطوانة بين (شركاء) اعداء لم يبق لهم غير ان يقول احدهم للآخر (طالعني الخلا) – ( تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شتى )..هؤلاء الشركاء خطر على السودان ولو اجتمعوا في (مركبة) نقل عامة، ناهيك ان يجتمعوا في سلطة واحدة وفي حكومة قالوا عنها (حكومة الثورة).
هؤلاء الشركاء وجودهم في صيوان عزاء فيه شيء من الخطر.
ثورة ديسمبر المجيدة تهددها الآن الحكومة الانتقالية بهؤلاء الشركاء الذين لا يجمع بينهم شيء غير قسمة (الغنائم).
هذا التنافر والتناقض والتناحر الذي يجمع بين شركاء الفترة الانتقالية هو الذي يؤدي الى البلاد الى تلك المهالك.
الاطراف الحاكمة الآن في المكون المدني او في المكون العسكري تنعدم الثقة فيما بينهم.
المكون المدني لا يثق في المكون العسكري والجيش لا يثق في قوات الدعم السريع ، وقوات الدعم السريع لا تثق في جهاز المخابرات والأحزاب السياسية كل حزب يعمل من اجل عرقلة الحزب الاخر.
(2)
اذا صرح حمدوك خرج البرهان في اليوم التالي ليثبت عكس هذه التصريحات واذا اصدر البرهان قراراً اليوم خرج حمدوك في اليوم الثاني ليعلن عن تبرؤه من هذا القرار.
المكون العسكري يطعن في المكون المدني ويرمي عليه اللوم ويرد له الفشل وسوء التخطيط.
والمكون المدني يقول ان كل هذه الاشكاليات والعراقيل التي تضع امام الحكومة من صنع المكون العسكري.
الورثة بين الاخوان يمكن ان تحدث فتنة ومشاكل فكيف ان كانت بين هذه الكتل المتناقضة.
كباشي يخرج ليحدد صلاحية رئيس الحكومة التنفيذية وحميدتي يتحسس مسدسه في كل الاجتماعات التي تجمعه بين اطراف الحكم.
الجبهة الثورية بدلاً من ان تكون عضداً للمكون المدني اتت لتكون عوناً للمكون العسكري الذي كان يقاتلها ويحاربها في كل سنوات العهد البائد.
الجبهة الثورية بحثت عن مصالحها الخاصة واختارت (البندقية) وانحازت للمكون العسكري حتى بعد ان تخلت عن الحرب ووقعت السلام في اتفاقية جوبا. عقلية الجبهة الثورية مثل عقلية الحركة الشعبية بعد 2005 عندما جاءت للخرطوم وهي تفقد الثقة في الجميع.
هؤلاء (الشركاء) بتلك المكونات والايدولوجيات لم يمنحونا غير الخراب والضياع والصراع المستمر.
لا يستوعب شركاء الحكومة الحالية انهم في فترة (انتقالية) يجب ان يصرفوها في البناء والوحدة بدلاً من صرفها في الصراعات والخلافات و (الحفر).
تداخل (الصلاحيات) بين شركاء الحكومة الانتقالية سوف يجعل الحكومة الانتقالية عاجزة عن اصدار أي قرار.
الاختصاصات تداخلت الآن وكل طرف تغول على صلاحيات غيره في ظل الصراع والسباق الدائر على مكامن النفوذ.
هذه الاطراف تتصارع حول المناصب والشارع وحول التطبيع والذهب والدولار.
كل الصراعات التي تدور الآن بين اطراف الحكومة بعيدة عن هم المواطن وأتعابه.
انهم يتصارعون على (مخصصاتهم) الخاصة و (صلاحياتهم) الذاتية، وهذا امر لا يعني المواطن في شيء.
(3)
بغم /
عضو مجلس السيادة ود الفكي قال انه يصرف 120 الف جنيه وهي تغطي احتياجاته وزيادة.
هل جاء ود الفكي لهذا المنصب من اجل ان يغطي احتياجاته ومنصرفاته ام جاء من اجل المواطن واحتياجاته؟
لا سبيل لسد احتياجات الشعب السوداني إلّا اذا اصبح كل المواطنين السودانيين اعضاء في مجلس السيادة.
ابوالقاسم برطم النائب في برلمان النظام البائد قال في حوار امس مع الانتباهة : لجنة التفكيك وجودها اصبح خصماً على الثورة وخلق غبائن.
من يتحدث عن (الغبائن) وهو الشخص نفسه الذي اعلن انه سوف يدفع 120 الف دولار من اجل ان يقود وفداً الى اسرائيل لدعم (التطبيع).
برطم قال : الثورة قام بها المستقلون وسرقتها الاحزاب السياسية. برطم هذا يقدم نفسه على انه (مستقل) ، واخشى ان يقدم نفسه لاحقاً على انه احد (شهداء) ثورة ديسمبر المجيدة.
فعلاً الاختشوا ماتوا!!

محمد عبد الماجد – صحيفة الانتباهة