العيكورة يكتب: توقيع البُرهان الجنن عبد القادر
ما زلت لن أخفي إعجابي من (قون) التمانيات الذي أحرزه الفريق البرهان في مرمى شباك (قحت) بإصداره مرسوماً بتشكيل مجلس شُركاء الفترة الإنتقالية بنص الفقرة (80) من الوثيقة الدستورية المُعدّلة لإستحقاق السلام (يعني الرجل ما جاب حاجة من راسو) ولكن ما أن أغلق الفريق البرهان قلمه إلا وأقامت (قحت) الدنيا ولم تقعدها ورغم أن كل ما تم مُتفق عليه وليس هناك ما يدعُ للقلق ولكن هكذا هو اليسار لم تترك (قحت) سبيلاً للتشكيك في نوايا العساكر إلا وطرقتها مُتهمةً إياهم بالطمع وتارة بالانقلاب العسكري كما صرّحت عُضو مجلس السيادة (الحاجة عشّة) وكما تحرك بالأمس الأول نبيل أديب وفُتِّحت له أبواب (سونا) تحت غطاء مجموعة قيل أنها منظمة مجتمع مدني أسمها (الكونفدرالية) تُعنى بالحوكمة وحُقُوق الانسان ليُقدم (طعن) في تعديل الوثيقة الدستورية أمام المحكمة الدستورية المستقيلة لإنتهاء المُدة عدا رئيسها قال أديب أنه متواجد بمبانيها (يعني قاعد حارس المبنى). كل هؤلاء الآن يُمارسون (الجهْجهة والجرسة والكبْكبة والشلْهتة) في أبهى صورها ولسان حالهم يقول (ألحقوا العساكر قلبوها يا جماعة) (لكدوا) السيد حمدوك ليقول (حاجة) رغم علمه ومشاركته في جلسة التكوين ولكن (تقول شنو)؟ أحب الحكومة وأموت في الرئيس فلا مبدأ ولا كلمة يحترمُها هؤلاء! السيد حمدوك يقال أنه (بعد المُرسال) طالب بتشكيل لجنة لصياغة مُذكرة تفسيرية للنص فوافقه البرهان ليوصل معه (الميس) ونتمنى أن لا تطول (الجرجرة)! ورشح في الأنباء أيضاً أن (قحت) بدأت في إختيار مُمثليها في المجلس التشريعى كمن يُسابق أذان الفجر في رمضان حتى تقطع الطريق على المجلس الوليد ورغم أن هذا لا يؤثر على صلاحيات الآخر ولكنه الخوف من لحظة الوقوف على ميزان الحق السياسي والوزن الحقيقي لدى الشارع. كل هذه الأحداث المُتسارعة جاءت بعد (قون التمانيات) الذي سدده مرسوم البرهان الأخير في شباك الحاضنة الفاشلة الحرية والتغيير و(بالغانوون) ولمن لا يعرف (قون التمانيات) هو دخول الكرة بين قائم المرمى والقائم المُتعارض داخل زاوية إلتقائهما وهذا لا يفعله إلا لاعب مُحترف وقد فعلها البرهان بعد أن جهجه (الباكات) وأربك الوسط وجعلهم في حيرة من أمرهم.
برأيي أن دعم السلام يبدأ بدعم مُستحقات السلام بما فيها تكوين مجلس شركاء الفترة الإنتقالية مهما تعالت الأصوات وكثر المرجفون في الخرطوم (فالحكاية ما لعب) فيجب أن يبقى السلام سلاماً مهما تهربوا من تبعاته وأن يبقى مجلس شركاء الفترة الانتقالية وبما تم التوافق عليه منذ نهاية اكتوبر الماضى ضامناً وداعماً للحكومة المرتقبة وراعياً لمصالح الوطن العليا وبعدها فاليتحدث عن التمكين والاقصاء والكفاءات و الوزراء ويجب أن يُستمع من داخل هذا المجلس لصوت المصالحة و الوفاق والعقل المبادئ التى جاءت بها الثورية وأزعجت (قحت).
فقحت يا سادتي لا تملك السودان حصرياً حتى تفرض أجندتها على الآخرين بعد كل هذا الفشل. والمُتتبع للساحة السياسية يُلاحظ أنه كلما إقترب الناس نحو صندوق الإقتراع كلما إزداد عويل اليسار وهلعهم لادراكهم بالنتيجة سلفاً. و(برأيي) ما يجري الآن هُو مُحاولة يائسة لإنقاذ حكومة (حمدوك) الفاشلة ومُحاولة إعادة تدويرها وتسويقها للمواطن السوداني ومحاولة مكشوفة لإحياء (شيطنة) الجيش في نُفوس المواطنين ولكن (فات فات الأوان) وعليهم أن يرتضوا بوضع ما بعد السلام وينسوا ما قبله فتلك فترة حالكة الظلام طوتها صفحات التاريخ ولن تعُد. ويجب على كل مُكونات الشعب أن تدعم السلام وبكل ما أتى به من مواثيق وعُهُود دون تجزئة حتى لا يعود الوطن لمُربع الحرب. وندعم ما ذهب إليه حزب الأمة القومي على لسان أمينه العام السيد الواثق البرير في قوله: (إما إحتواء الخلاف حول مجلس الشركاء أو الذهاب لإنتخابات مُبكّرة)! (ينصُر دينك ياخ ما ده زاتو الجنن عبد القادر) أقصد (القحّاتة).
قبل ما أنسى: ــ
مُستحقات السلام يجب أن لا يُسمح لأحدٍ التلاعب بها أو المساومة حولها مهما كبرت (الحلاقيم) وإرتفع العويل فسيبقى الوطن أعلى من كل الأجندات خاصة وإذا إستمرت هذه التباينات فقد يحدُث الإنقلاب (الجَدْ جَدَ) فمنذ متى كان العساكر يُعلنون عن ساعة الصفر وبيانهم الأول؟ فهل مِنْ مُتعظ؟.
صبري محمد علي “العيكورة”-صحيفة الانتباهة