قوش من رشح عبدالله حمدوك رئيس وزراء السودان لمجلة بلومبيرج
شخصيات بلومبيرج: بيع الماء في حارة (السقايين)!*
(1) تتبعت بالإحصاء والتصنيف شخصيات بلومبيرج الخمسين الأكثر تأثيرا هذا العام ٢٠٢٠م، ووجدت الآتي :
– تضم القائمة خمسة تصنيفات أساسية، وهى (11)شخصية من قطاع الترفيه Entertaiment، من منتجي افلام ومدرا تنفيذين لشركات حققت أرباح مالية ورياضيين منهم لاعب مانشستر يونايتد ماركوس راشفورد وآخرين. و(11)شخصية من السياسيين (Politics) منهم أربعة روؤساء حكومات، الشيخ محمد بن زايد ولي عهد الإمارات، لويس لاسلي Luis Lacalle رئيس الأورغواي، وتاساي انجوي Tsai Ing-wen رئيسة تايوان).
وفي مجال الأعمال (10) (business) ، و(9) شخصيات من قطاع المال والمصارف Finance و (9) شخصيات من قطاع العلم والتكنولوجيا Science & Technology..
وقد يدخل القائمة شخصيات إعتبارية أو تيارات مثل تيار (حياة السود مهمة) Black lives matter ، أو يضم المستوى ذاته أكثر من شخص أو مركز طبي أو شركة إكتشاف لقاح كوفيد 19.
(2)
بدات المجلة هذا التصنيف منذ العام ٢٠١١م، ويهتم بالشخصيات ذات القدرة على (تحريك الأسواق أو تشكيل الأفكار والسياسات) وجاء في تقديم تصنيف المجلة لهذا العام (إن أحداث مثل كوفيد 19، و الإنتخابات الأمريكية، وبعض الأحداث مثل مقتل جورج لويد، جعلت الأمر يبدو أكثر سهولة )، ومن الواضح أن جائحة كورونا سيطرت على المشهد، وتم إختيار إثنين من روؤساء الحكومات (الأورغواي، و تايوان) لقدرتهم على التعامل مع الجائحة والسيطرة عليها، إن الأورغواي تجاور البرازيل والأرجنتين وهي دول انتشر فيها الداء،ومع ذلك كانت الأورغواي من أقل الدول إصابة بالمرض والاقل في الوفيات.
كما أن قطاع الأعمال نجح في إدارة الأزمة في ظروف غاية تتسم بالحجر والإغلاق ونال قطاع العلوم الطبية والاكتشافات مساحة مميزة.
لقد ركزت القائمة على حجم المردود المالي أو الحمائي، ففي ظل ظروف معقدة يظهر الإبتكار، بينما جاءت بعض التصنيفات إستنادا على المواقف والتوجهات مثل مجموعة حياة السود مهمة، أو التحالف النسوي Feminist Coalilation، وضمت القائمة السياسية شخصية واحدة معارضة وهي المعارض الروسي Sviatlana، وقاض أمريكي والمدعية العامة بنيويورك Lalitia والتي وقفت واسقطت قرارات ترامب بخصوص الهجرة .
(3)
تلك الملامح العامة لقائمة مجلة بلومبيرج هذا العام، وعادة تمثل خلاصة لترشيحات مندوبيها على مستوى العالم، وهي مجلة ذات سمعة عريقة، بدأت بإعتبارها نشرة إقتصادية عام ١٩٢٩م وتطورت لمجلة ومع انها بريطانية فإنها تصدر من مانهاتن بنيويورك الولايات المتحدة، مركز المال والأعمال.
وعلاقة المجلة بالسودان محدودة، ولم يحدث ان اوفدت للسودان مندوبين إلا في العام ٢٠٠٥م مع توقيع الدستور الإنتقالي ، وجاء ذلك صدفة، لإن زوجة احد الصحفيين كانت تعمل بإحدى المنظمات الأممية، وعليه اعتمدت المجلة في ترشيحات على احد الصحفيين بواشنطون.
ومن تولي ترشيح د. عبدالله حمدوك رئيس وزراء السودان هو الصحفي بوبي قوش، Boby Ghosh، وهو محرر مجلة التايم، أمريكي الجنسية، وهندي الأصل وقد برر إختياره بالآتي:
– تبني برنامج إصلاح إجتماعي و سياسي جرئ
– ألغى قوانين الردة وأنهى عقوبة الجلد.
– خفف الحظر على بيع وإستهلاك الكحول
– تعهدت حكومته بفصل الدين عن الدولة، كما فعل أتاتورك)
ولكن الصحفي عاد ليكشف جانبا آخر حين يقول (إن حكومة حمدوك زادت الفقر المدقع، والوضع الإقتصادي المحتضر سوءا، مما يجعل المانحين والمستثمرين أقل حماسا)..ولعل أجرت المجلة موازنة بين النجاح في تبني سياسات وتوجهات مع الفشل في تحقيق إصلاح إقتصادي وتنموي، أو حتى تراتيب محابهة كوفيد 19, ربما تغير ميزان إختياراتها.
لقد كانت جائحة كورونا والفلاح في مجابهتها سبباً في تصنيف اغلب شخصيات القائمة وهي الحدث الذي فشل فيه د. حمدوك والبلاد تعاني ابسط مقومات الصحة، ناهيك عن التدابير الإحترازية، وفى صبيحة إعلان القائمة كان المستشفيات خالية بسبب إضراب الأطباء.. ومن الواضح أن المجلة أسعدها إقتفاء حمدوك لمشاريعها وتصوراتها أكثر من الإهتمام بمسؤولية حاكم تجاه شعبه وقيم شعبه.. وهذا أمر لا يفوت على فطانة اهل السودان، فقد أختبروا زيف هذه المؤسسات وإختلال معاييرها، هذه أوهام لا تخدع اهل السودان، لا تبيعوا الماء في حارة السقايين!
د. إبراهيم الصديق على