مقالات متنوعة

محمود صالح يكتب: الأصوات النشاز

ألم نقل أن الرجل يعمل كالنحلة ولكن في صمت؟ من منا تناهى لاسماعه أن الفريق “عبدالرحيم دقلو” سبق وأن رشح في عضوية المجلس السيادي ضمن جناح العسكر؟ ولولا أن فاض به الكيل لما أفصح عن هذا الأمر الذي ومن منطلق وضعه كقائد في القوات المسلحة (نعم القوات المسلحة) التي تندرج تحتها قوات الدعم السريع بموجب قانون تمت المصادقة عليه من المجلس التشريعي العام 2017م. هذا الوضع الذي حتم على هذا الجنرال الذي شارك بقواته في التغيير وانحاز للثورة من وقتها والي الآن، حتم عليه ابقائها في طي الكتمان وهذا تقليد عسكري معروف ومع ذلك تنازل عن الموقع طواعية من أجل شمولية أكبر تتيح المكون العسكري تمثيل أكبر للمنظومة العسكرية والأمنية والشرطية ليكون أكثر تماسكا.
لكن يبدو أن الهجوم واللغط الذي خلفه قرار تضمينه لمجلس شركاء الحكم ممثلا مع الجناح العسكري دفعه لإخراج الهواء الساخن فتحدث في فعالية (ختام مشروع أحفاد تهراقا) حديث العاقل وهو يخرج كل ما عنده بعد صمت طويل ربما ظنه إلبعض ضعفا ولم يفهموا انه كان يستمسك بالحلم لكن (احذر الحليم إذا غضب) أو كما يقول المثل.
نعم كان محقا عند حديثه بمن أحق منه في هذه العضوية والتمثيل ممثلا لنفسه فقط من منطلق إمكانياته التي أهلته للموقع ونحن أيضا نسأل.. من الأكثر استحقاقا منه ببقية الممثلين من بقية قوى الثورة فإن كان بين المشاركين من يدعي التفوق عليه عملا فليأتي بذلك بيانا بالعمل لا بالقول، والفريق “عبدالرحيم” أفعاله هي التي دفعت به لعضوية المجلس السيادي التي رفضها اولا وعضوية مجلس الشركاء لاحقا بمباركة القوات النظامية والمكون العسكري وأطراف السلام الذين سينخرطون في القوات المسلحة قريبا.
اما الذين روجوا لكونه شقيق نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي أو أن الأخير من رشحه فهذا حديث غبي وهم .. وأعني أولاد دقلو.. ليسوا بسذج حتى يرموا بأنفسهم في مرمى النقد. وان كان ذلك كذلك لحدث مبكرا، ولكانوا اقحموا بقية إخوانهم في المناصب إسوة بحكومة الإنقاذ التي كانت تجمع بشقيقين وأكثر في المناصب القيادية، بل لكانوا احتذوا حذو حكومة قحت التي أتى قادتها باهلهم واصدقائهم ووضعهم على رأس مؤسسات وإدارات في عملية تمكين جديدة اذكمت رائحتها الأنوف.
لكن فاليعلموا أن الرجل اتت به إمكانياته وأعماله التي شهد بها عارفي فضله الذين ما إن سمعوا بما يردد عنه سارعوا بإطلاق هاشتاق يدعو لدعمه.
الذين ملوا الميديا صراخا بينما ظل البعض الكثير يتناول الأمر همسا هؤلاء من سيتضررون من استقوا ساعد وموقف العسكر الذين يؤكدون كل يوم انهم على قلب رجل واحد، وهؤلاء هم نفسهم من يهاجمون قاد أطراف السلام الذين يطمعون في (التكويش) على كل المناصب وكل الأمور والقرارات، وهم نفسهم الذين يرفضون دفع استحقاقات السلام التي ستخصم منهم.
الآن يدور الحديث عن بعثة اليوناميد التي من المفترض أن تنهي إقامتها نهاية هذا الشهر وثمة حديث عن إمكانية تمديد أجلها لكن المنظومة الأمنية و قوات الدعم السريع بقيادة الفريق “عبدالرحيم دقلو” الذي يضطلع بشئون دارفور سيما الأمنية قطع عليهم الطريق بأن قواته جاهزة للتأمين بعد مغادرة البعثة وأعتقد أن ليس بعد ذلك شيء.
على قائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق “عبدالرحيم” ان يمضى فيما يمليه عليه واجبه ولا يلتفت للأصوات النشاز التي أدمنت الفشل فآثرت أن تشرك فيه الجميع.

محمود صالح – صحيفة الانتباهة