محمد عبد الماجد

فيصل محمد صالح الوزير الذي يعمل بنظام (الشاحن الخارجي)

(1)
] والثورة تكاد تضع احمالها أصدرت وزارة الثقافة والإعلام في السودان قراراً قضى بتكوين لجنة استشارية للإصلاح الإعلامي برئاسة محجوب محمد صالح.
] اللجنة ضمت في عضويتها زملاء اعزاء مثل الخبير محمد عبد السيد إدريس ومديحة عبد الله محمد خير ودرّة محمد مختار وكمال عوض الجزولي وصلاح الدين الفاضل وإسراء زين العابدين عباس وخالد فتحي. وكل هذه الاسماء لا خلاف حولها.
] لكن بربكم ما علاقة ساطع محمد الحاج بهذه اللجنة (الاعلامية) ان لم تكن النزعة (الناصرية) هي التى جمعت بين وزير الاعلام والثقافة وساطع محمد الحاج.
] لا اعرف اهتمامات اعلامية لساطع محمد الحاج إلّا في مشاركته في ندوات (اعلامية) كضيف في الندوة لا اكثر.
] ما جدوى الاصلاح الاعلامي الآن بعد كل هذه الفترة التى مضت على الثورة حتى كادت تخمد جذوتها، إلّا اذا كانت اللجنة تريد ان تمضي على خطى مبارك الفاضل في (الاصلاح والتجديد) والذي لم نر له وجوداً ولم نشعر له بإصلاح إلّا في (النعي) الذي كتبه مبارك الفاضل في رثاء الامام الصادق المهدي رحمة الله عليه.
] الاصلاح الاعلامي هنا ما هو إلا تمكين جديد يتنافى مع مبادئ (الاعلام الحر) مع عظمة ونزاهة الاسماء التى شكلت عضوية اللجنة برئاسة استاذنا الكبير محجوب محمد صالح.
(2)
] ما يطعن في اللجنة ان الحكومة الانتقالية مازالت تعمل بنظام (والأقربون اولى باللجان والمناصب)، خاصة ان اللجنة لم تضم اسماءً كثيرة اختلفت مع الحكومة الانتقالية او كان عندها رأي واضح في فيصل محمد صالح.
] فيصل محمد صالح مازال يعمل في الاعلام بتطبيق (قرائب)، والأسوأ من ذلك ان فيصل محمد صالح يعمل بنظام (الشاحن الخارجي)، حيث يدير وزارته من خارج مكتبه.
] لم يتجاوز فيصل محمد صالح بعد حدود شارع مكتبه الذي كان يعمل فيه قبل ان يكون وزيراً.
] ما يحدث عبر هذه اللجان هو تمكين آخر، واسوأ ما في (التمكين) هو ما يأتي في الجانب الاعلامي، اذ تبعد كوادر ذات خبرات ومؤهلات عظمية من المواقع القيادية والإعلامية من الوزارة واللجان والتلفزيون والاذاعة.
] اين الدكتور مرتضى الغالي والدكتور عبد الله علي ابراهيم من هذا الذي يحدث ان اردنا اصلاحاً حقيقياً للإعلام وليس تمكيناً.
] لا اعرف لماذا ابعدت الحكومة الانتقالية سكرتارية تجمع المهنيين المنتخبة من كل الفعاليات التى جاءت بعد الاطاحة بمحمد ناجي الاصم ومجموعته من السكرتارية والتى مازالت الحكومة تتعامل معها بعد ان فقدت الشرعية. هذا خلل يثبت ان الاشياء ينظر لها من منظور (الصحبة) وعبر معيار (الولاء الشخصي).
] اذا لم تحترم الحكومة وأجهزتها تيارات وأجساماً جاءت بها (الانتخابات)، هل يمكن لنا ان نتخلص من الشمولية والدكتاتورية؟المؤسف ان كل هذا يتم باسم (الثورة) وتحت شعارات الثورة العظمية. اذا اردتم ان تفعلوا فعلتكم تلك، فافعلوها بعيداً عن شعارات الثورة اذ لا تلتقي (الحرية والسلام والعدالة) مع هذا الذي تفعلونه تحت مسميات (الإصلاح).
] الغريب ان الحكومة الانتقالية وأجهزتها تتعامل مع حركة عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور وترفض ان تتعامل مع اجسام وتنظيمات داخلية كانت لها مواقف وادوار قوية في الثورة، وكل جريرتها بعد ذلك ان لها مواقف الآن تختلف فيها مع الحكومة الانتقالية. إن حسبتم ان الأمور يمكن ان تمر بهذه الصورة فإن لنا ان نقول لكم انكم لم تستوعبوا بعد الدروس التى قدمت للنظام البائد وقادته الذين يقبعون الآن في السجون ويطارد من هرب منهم (الإنتربول).
(3)
] الخطاب الصادر عن وزارة الثقافة والإعلام الذي جاء ممهوراً بتوقيع فيصل محمد صالح، قال إن مهام واختصاصات اللجنة تقوم على دراسة ورسم السياسات الإعلامية التي تحدّد التوجه للإعلام في البلاد على ضوء ومبادئ وأهداف ثورة ديسمبر. وأمنّ القرار على مراجعة وإصلاح قوانين الإعلام ذات الصلة بالعمل الإعلامي، لتعكس قيم حرية التعبير والإعلام التزاماً بالمواثيق والقوانين الدولية لحقوق الإنسان وحرية التعبير، بجانب مراجعة وضع المؤسسات الإعلامية العامة والخاصة بما يخدم حق الشعب السوداني. ربما ادخلوا مصطلح (قوانين الإعلام) من اجل ان يجدوا (فرقة) لساطع الحاج في هذه اللجنة.
] لا اعرف (توجهاً للاعلام) حسب ما جاء في تكوين اللجنة إلّا اذا اردنا ان ننتج الطاهر حسن التوم والصادق الرزيقي وتبيدي آخرين. انصفوا اهل التلفزيون والإذاعة ولا تأخذوهم جميعاً بجريرة (خفافيش الظلام) ولا تصدروا لهم (تمكيناً) تحت مسمى (الاصلاح) ــ أهل الإذاعة والتلفزيون ادرى بشعابها.
] هناك أسماء في الإذاعة والتلفزيون اكثر ثورية من فيصل محمد صالح نفسه.
(4)
] بغم/
] نحترم فيصل محمد صالح وتاريخه المشرف وخبراته ومؤهلاته في مجال الإعلام ــ لكن لا يجدي أن نتعامل مع (العطر) بأثر رجعي بعد نفاد رائحته.
] وجود اسم الأستاذ الكبير محجوب محمد صالح على رأس هذه اللجنة ــ لا يعني سلامة وصحة تكوين اللجنة.
] لا (تتضاروا) خلف هذا الاسم الكبير.

محمد عبد الماجد – صحيفة الانتباهة