التغريدات الحكومية ليست كافية!!
(1)
معلوم بأن هناك أيام عديدة خلال العام تحتفل بها الأمم المتحدة وباقي المنظمات الدولية الأخرى وذلك كي تلفت أنظار وانتباه الناس لتلك الأيام ومنها على سبيل المثال اليوم العالمي لمرض السكر ويوم اللغة الأم ويوم المعلم ويوم كبار السن ويوم سرطان الثدي، (كفايه لحد هنا) فما أكثر تلك الأيام العالمية، والدولية، التي يتداولها الناس والحكومات.
(2)
ولو كان بالايد واليمين مطلوق، لطالبنا باضافة ايام جديدة، مثلا نقول يوم 19ديسمبر هو اليوم العالمي لسقوط الطغاة، ومثال لذلك سقوط الطاغية السوداني عمر البشير على يد الثورة السودانية، وأيضاً يمكن أن نضيف اليوم العالمي لأكل (فتة البوش) فهو إضافة حقيقة لبعض الايام الطريفة للأمم المتحدة، وباقي المنظمات الدولية الأخرى، فهم لديهم أيام فيها كثير من الطرافة والظرافة، مثل اليوم العالمي للدراجة الهوائية.
(3)
وهذه الأيام الدولية، جعلت كثير من الرؤساء والملوك والأمراء والوزراء، يتخذونها وسيلة للتغريد، وبث الرسائل لشعوبهم، والسيد الدكتور عبدالله حمدوك رئيس وزراء حكومة الفترة الانتقالية، كلما سمع بتلك الأيام، دخل على الشبكة وعلى تويتر تحديداً، وغرد مخاطباً الشعب السوداني، مباركاً ومهنئاً بهذا اليوم السعيد!!، والله لو تابعنا تلك الأيام الدولية والعالمية، فاننا سنضطر الى استدانة أيام من السنة التي تليها!!
(4)
وتغريدات دكتور حمدوك، تجعلنا نسأل، هل يعتقد حمدوك، ان غالبية المواطنين لديهم حسابات على لدى المدعو تويتر ؟ياخي المواطنين ديل، حساب الجرورة والدفع عند آخر الشهر، قام صاحب الدكان أو البقالة، باغلاق حسابات كثير من زبائنه للعجز عن السداد، في الزمان والمكان المناسبين!!فكيف لمواطن ليس لديه حساب مع صاحب دكان (الحلة أو الحي)يكون لديه حساب على تويتر؟وان التغريدة أو(التويتة) لا تغني السادة الرؤساء والملوك والأمراء والوزراء من التصريحات الرسمية، لأن فينا من لا يعرف من تويتر هذا؟
(5)
ثم هل يعتقد حمدوك أن لدينا شبكات اتصالات جيدة ولا نقول ممتازة، تشيل مشتركيها على كفوف الراحة، ولا تأكل أموال مشتركيها بالباطل، ولا تعاملهم بسياسة الأمر الواقع، وتفرض عليهم، بين كل فترة وأخرى رسوم (متحركة) وذلك بارسال رسالة قصيرة، ليس فيها أدنى شيء من الإنسانية أو فيها شىء من الشكر والتقدير والثناء على المشتركين، وطول صبرهم على سوء الخدمات التي تقدمها الشركات، والمشترك صابر محتسب الأجر من الله والدليل أن شركة زين للهاتف السيار أرسلت لنا رسائل قصيرة، جاء فيها(عزيزنا المشترك:ننوه إلى أنه ابتداءً من8ديسمبر2020ستكون قيمة تعرفة خدمة تحويل الرصيد 22، 5قرش غير شاملة الضريبة)، فإما أن تمتثل لهذه الجبايات، او تضرب رأسك فى أقرب حيطة!!، وهنا نسأل هل هذه الزيادات يتم فرضها، بموافقة الحكومة، ؟وهل يحق لأي شركة أن تفرض ماتشاء من رسوم؟سؤال متمرد على النص؛ أيتها الحكومة وخلال العام والنصف من الحكم، هل قمتم بتأهيل، شبكات الطرق الداخلية أو التي تربط بين الولايات، ؟ وهل قمتم بتأهيل شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي؟والاجابة لا تحتاج إلى التغريد، ولكنها تحتاج إلى التجويد، فدعوا التغريد وأبدوا العمل.
***********
طه مدثر – صحيفة الجريدة