شارع المطار .. غدار
زمان في اصدارة (ميكي جيب) كانت هناك مسابقة تدعى (من الجاني ) ..عدة أسطر تحكي عن قصة سرقة او سطو مسلح ..ومن ثم يكتبون لك أوصاف المشتبه به ..على سبيل المثال (وجه مثلث ..لحية خفيفة …اذنان كبيرتان ..حاجبه على شكل الرقم ثمانية ..الخ) ..نجتهد في رسم لوحة حسب الأوصاف ومن ثم تحاول ان تطابقها مع الصور في الصفحة، المسابقة تجعلك تفكر كثيراً وتقارن بين الاوصاف حتى تصل الى الجاني الاصلي لنكتب رقمه في المكان المخصص.
تناولت الأسافير قصة سرقات الامتعة بمطار الخرطوم ..وسمعنا قصص وروايات ..ومن بعدها توجيه اتهامات لجهات بعينها ..بأن العبث بمحتويات الحقائب القادمة للخرطوم ..تتم في مطار القدوم ..والاعلان اتهم مطارا بعينه ..(كدا بس) حتى دون المرور بمرحلة المشتبه به ورسم صورة مطابقة حسب مراحل مسابقة من الجاني….طيب خلينا نصدق التنويه الصادر من ادارة مطار الخرطوم ..بأن الأيدي العابثة هي ايدي غريبة عنا ..بعيدة المنشأ وعجيبة المصدر ..يبقى السؤال ..اذا كان الامر كذلك ..هل تم ابلاغ المطار المعني ..بأن هناك عمليات سطو تحدث به وان المسافرين القادمين منه اشتكوا ؟ هل تم اتخاذ موقف رسمي اذا كان الأمر ليس عبثاً.. انها سمعة بلد على المحك ..هل حدث شئ من هذا القبيل أم أن الأمر فقط هو (طق حنك).. وخلاص؟
ثانياً.. لماذا يتم استهداف الحقائب المسافرة للسودان بالذات ؟ حسب رأي شخصي الضعيف لسنا اصحاب أغلى العفش ولا أفخره ..ومن النادر جدا ان تجد سوداني يحمل اشياء ثمينة وغالية …لذلك من المنطقي اذا كانت هناك عمليات سطو خارجية ..ان يتم التركيز على الاشياء الثمينة .مما يعني ان ترتفع أصوات الشكوى من شعوب وجنسيات مختلفة تستخدم ذات المطار ..وهو الشئ الذي لم نسمع به ..بل في المقابل حكت الأسافير عن سرقة الامتعة بمطار الخرطوم بالتحديد وسارت بالقصة الركبان واتفضحنا واللي كان كان.
مسؤولية الامتعة تقع على عاتق ادارة المطار مناصفة مع الشركات الناقلة ..فمن المضحك حقا مناشدة مطار الخرطوم المسافرين بأن يقوموا بتغليف أمتعتهم جيدا ..يقومون بذلك وهم يظنون انهم يحسنون صنعا، وانهم يخلون مسؤوليتهم بذلك.. أي ضياع للامتعة بعد تسليمها للشركة الناقلة يعتبر ضمن مسؤولية المطار.. والمطارات والشركات الناقلة المحترمة عادة ما تعتذر بشدة عن اي اخلال بهذه المسؤولية وتعتبرها نقطة سوداء ..وتمنح المسافر الذي يفقد حقيبته او جزء منها تعويضاً مجزياً ..اما ذلك الذي تأخرت حقيبته عن الوصول ..فان الشركة الناقلة تقوم بتوصيلها الى العنوان الذي يكتبه عند التبليغ ولا يتقاضون شيئا مقابل ذلك لأن هذا خطأهم.
الا نحن فوق عزنا وقبائل ما بتهزنا ..لو حدث وان تأخر العفش عن الوصول ..فهذا يعني انك موعود يا صديقي برحلات مكوكية بين بيتك وبين المطار ..كل مرة تسأل (العفش جاء ..ولا ما جاء ) ..فلا أحد يتكرم بالاتصال بك ولا اخطارك بقدومه ..ولو وصلت كل الأشياء مكتملة ..ف (تبوس يدك وش وضهر) ..ولو كانت المحتويات ناقصة ..فإن ادارة المطار ستنظر اليك ولسان حالها يقول (نحن قبيل شن قلنا ؟ مش قلنا أعملوا تغليف؟).
أسوأ من الخطأ هو محاولة تبريره بل والقاء التهم جزافاً لابعادها عن منسوبي جهة ما ..ذلك يزيد الطين بلة ولا يخدم اي جهة بل يجعلنا عرضة للسخرية والتندر ..لذلك اقول لادارة مطار الخرطوم الدولي ..خذوا الحكمة من (ميكي جيب)..وزعوا أوصاف المشتبه به ..واعطوا الفرصة للجميع كي يساهموا في القبض على الجاني.. صاحب الحاجبين على هيئة الرقم ثمانية .
***********
ناهد قرناص – صحيفة الجريدة