رأي ومقالات

عبدالله جماع: خذوا الحكمة من قطر

قطر هي احدي دول الخليج العربي، صغيرة المساحة قليلة السكان، لكنها غنية جدا، اهم مواردها الغاز الطبيعي ثم البترول.
هكذا وضعها الجيوسياسي، لكن يتمتع قادتها بالحصافة والذكاء العربي الاصيل والخارق. تبلور هذا الذكاء في حسن ادارة مواردها الطبيعية والبشرية، فهي من الدول المتطورة جدا في مجال التعليم، عالميا وعربيا وخليجيا وبلا منافس. فان كان سبب التطور والنهضة وفرة الموارد وشح السكان فهناك من يبذها موارد وكثافة سكان، ولكن لم تنفعه موارده مع كبر حجمه وعدد سكانه، بل هو في الحضيض وادني من ذلك. اما قطر وبذكاء فِطري ركزت علي نقاط قوتها وطورتها تطويرا هائلا ازهل العالم، بينما تبينت مكامن ضعفها وسعت بمنهجية مدروسة وباستراتيجية شاملة لتقويتها وتطويرها وقد كان.
فبالرغم من كونها دولة صغيرة الا ان حضورها الدولي ومشاركتها في حلحلة كثير من المشاكل الدولية التي تقع بين الحين والاخر، اكسبها سمعة واحتراما يصعب تجاوزه. وليس ببعيد تدخلها لحل مشكلة دارفور، واستضافتها لمؤتمر الدوحة والذي تمخضت عنه اتفاقية الدوحة للسلام وغيره وغيره.
ثم لاننسي استضافتها للمودنيال في٢٠٢٢. ثم اقامتها وانشائها لمراكز متعددة للبحوث العلمية باراضيها استجلبت لها اميز واشهر العلماء من مختلف دول العلماء، مما اسهم كثيرا في نهضتها الفكرية واثبت نضوجها وثاقب بصرها لما يفيدها ويفيد العالَم قاطبة. هناك الكثير الذي يمكن ان يقال عن قطر في شتي المجالات بلا استثناء، فكل ذلك يصب في الاستراتيجية الشاملة التي اعتمدتها قيادتها الشابة والطموحة لمصلحة المواطن وقد كان لها ماارادت.
فحينما وقع عليها الحصار الثلاثي الجائر، الذي اريد له محوها تماما من الوجود ولكن بحنكة وقدرة فائقة استطاعت ان تمتص ذلك الحصار وتتجاوزه تماما، فلم تتوقف كل مشاريعها العملاقة والطموحة بتاتا وبالذات الاعداد والتجهيز للمونديال. هذه اشارات بسيطة لحسن ادارة الموارد وتطويرها وكيفية ادارة الازمات. كل ذلك من دولة صغيرة الحجم مثل قطر، ولكن نتائج ذلك تفوق الخيال بل تصل لمرحلة الاعجاب والفخر بهذه الدولة الصغيرة الراكزة والواعية. ( فالرجال قرار وليس كُبر عناقر) فهنيئا لقطر ولاميرها الشاب الطموح ولشعبها الواعي والمتماسك.
هذا كله عن قطر بمناسبة عودة الصفاء والتئام الجرح بينها وشقيقتها الكبري المملكة العربية السعودية. ترحيبنا من القلب لما تم من عناق حار لتميم وشقيقه سلمان العز والشموخ.
ولمثل هذا نقول خذوا الحكمة من اصغر دولة، الا وهي قطر.
د/ عبدالله جماع

تعليق واحد

  1. فهم قيادة قطر لواقع السياسة ونفسها والمنطقة والعالم جعلها رائدة فلابد أولا من قاعدة تقف عليها وهي عروبتها بلا تعصب واسلامها بلا تشدد ثم تخطيط بعقول وعلم ثم عمل بفهم ونضج ثم دراسة نتيجة. … وفقهم الله