يوسف السندي يكتب حمدوك يطفيء حرائق الحكومة
يحاول رئيس الوزراء حفظ التوازن الوطني وإطفاء الحرائق التي تنشب وتهدد الفترة الانتقالية وخاصة في كابينة القيادة، لذلك بعد أن كثر الحديث عن شلة المزرعة ظهر رئيس الوزراء ورفض بقوة وجود هذه الشلة او تحكمها في عمله، ومن يومها اختفت نغمة الشلة سواء باختفائها بعد الانتباه لها وتحجيمها من رئيس الوزراء او بعدم وجودها من الاساس.
كذلك أطفأ رئيس الوزراء نار وزير الصحة السابق الدكتور أكرم على التوم الذي حول وزارته من وزارة مهنية إلى وزارة سياسية تخدم حزب سياسي واحد، وتحول وزيرها من وزير صحة إلى وزير شوو واستعراض حيثما وجد مايك للحديث ظهر الوزير أكرم ليتكلم حتى ولو كان مايك فيسبوك لجمعية في أوربا او جزر الواق واق، وكان لزاما على رئيس الوزراء إطفاء هذه النار قبل أن تستفحل وتحرق الفترة الانتقالية فتمت إقالة الوزير الاستعراضي.
ثم ظهرت نار مدير المناهج القومي الدكتور المثير للجدل عمر القراي، وامتدت النار إلى مساحات بعيدة هزت الوسط الشعبي وفجرت غضب الملايين نتيجة استفزاز العقائد الراسخة لدى الجماهير، فكان لزاما أن يطفيء رئيس الوزراء هذه النار فقام بتجميد المناهج التي رفضها المسلمون والمسيحيون والتربيون وعلماء المناهج بل وصل الرفض لها حتى من مختصي البنك الدولي، وهي نار كادت أن تحول الفترة الانتقالية من فترة سلام وتوازن إلى فترة صدام ديني وفتن دينية لولا تدخل رئيس الوزراء.
نظام إطفاء الحرائق الذي استخدمه رئيس الوزراء مع التعيينات التي تشكلت منها الحكومة الماضية يجب أن تقدم درس مهم لرئيس الوزراء وهو يستعد لإعلان حكومة السلام الجديدة، على رئيس الوزراء ان يجتهد في أبعاد الحكومة الجديدة عن كل الشخصيات المثيرة للجدل التي قد تشعل النيران في كابينة القيادة، عليه ان يعتمد على وزراء (حافظين لوحهم) يهتمون فقط بأعمالهم الوزارية ولا ينشغلون بمعارك الرأي ولا يثيرون الرأي العام ويستفزونه كما فعل أكرم والقراي، حتى يحفظ للفترة الانتقالية سلامها واستقرارها.
فليستفد رئيس الوزراء من تجربة الوزيرين نصرالدين مفرح ونصرالدين عبدالباريء والذين رغم شغلهما لمواقع حساسة وخطيرة في الحكومة الانتقالية الا أنهما تعاملا بطريقة احترافية وقادا الوزارتين حتى الآن بدون إشعال حرائق تفجر الانقسامات في أوساط السودانيين، نتمنى أن يواصل الوزيران هذا المسلك الوفاقي وان لا يسلكا في المستقبل مسلك مثيري الجدل والحرائق أكرم والقراي فإن ذلك سيعني شيئا واحدا لهما وهو الإقالة.
يوسف السندي – صحيفة الصيحة