محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: صحيفة (الأحداث) مصنع إنتاج (القيادات)


(1)
] الآن حق لنا ان نفتخر بتجربة صحيفة (الاحداث) لناشرها ورئيس تحريرها الاستاذ عادل الباز والذي بدأ هذه الصحيفة لتوزع (مجاناً) برفقة مساهمين كانوا اعضاء في مجلس الادارة من بينهم الاستاذ ياسر ابو شمال المدير العام لإذاعة (هلا) والراحل الاكاديمي الدكتور الطيب حاج عطية.
] الصحيفة والتي استمرت لأكثر من (5) سنوات تركت سيرة طيبة في تاريخ الصحافة السودانية وهي مازالت الى وقتنا هذا تشكل (بصمة) خاصة في مجال الاعلام رغم توقف الجريدة عن الصدور منذ اكثر من (7) سنوات.
] هذه الصحيفة ومع انها كانت ملكاً للأستاذ عادل الباز احد الكوادر الاسلامية المعروفة في الاعلام، إلّا انه جمع في ركبها مجموعة من الصحفيين الشباب والكتاب الكبار لتيارات مختلفة كان لها رأي وموقف ضد النظام..
] يكفي ان استاذنا فتحي الضو كان يكتب فيها كل (اربعاء) صفحة ينتظرها الناس على المكتبات… والضو هو الذي كانت تلاحقه كتائب النظام وتترصد تحركاته.
] وكان يكتب للصحيفة بشكل دوري في النثر والقصيد الاستاذ هاشم صديق والذي كان من اوائل الاقلام التي تحولت الى (اسنة) ضد النظام البائد.
] في صحيفة (الاحداث) سعدنا بالدكتور مرتضى الغالي الذي كان يكتب بشكل متقطع وكات يكتب بشكل راتب الدكتور عبدالله علي ابراهيم والدكتور ابراهيم الامين والدكتورة رباح الصادق الى جانب الاستاذ امير بابكر ومن اقلام اليمين كان يتصدر الموقف مصطفى عبدالعزيز البطل.
] الباز نجح ان يجمع كل الوان الطيف السياسي في صحيفة (الاحداث) وربما لهذا توقفت الصحيفة ولم تستمر لأنه لو كان وجهة لخدمة النظام البائد الذي ينتمي له لما توقفت الصحيفة.
(2)
] لا خلاف ان التجربة (التحريرية) لصحيفة الاحداث كانت فريدة ومتميزة وذات طابع يجعل للحروف (نكهة) وهي التجربة التي كان يقف عليها الاستاذ عثمان فضل الله كمدير للتحرير ثم رئيساً للتحرير بعد ذلك.
] قدمت صحيفة (الاحداث) اقلاماً تتصدر المشهد الصحفي الآن وهذا شيء طبيعي لأن الاختيار للصحفيين كان يتم بصورة تفرض (المهنية) و(التميز) وقبل ذلك (روح القيادة) – وأظن لذلك تفجرت الكثير من الاجسام داخل صالة تحرير صحيفة الاحداث – واحسب ان عدداً كبيراً من الزملاء في صحيفة الاحداث كان لهم السبق في تكوين جسم صحفي عظيم لعب دوراً كبيراً في الحراك الثوري وهي (شبكة الصحفيين).
] كثير من المبادرات انطلقت من (الاحداث) ولعلي احسب ان اهم ما افرزته صحيفة الاحداث في تجربتها (التحريرية) هي تقديمها للساحة الاعلامية اقلاماً نسائية ناضجة وواعية احدثت اثراً كبيراً في الاعلام.
] المدهش ليس هنا في ذلك الكم الهائل الذي اخرجته صحيفة الاحداث للإعلام في السودان – المدهش هو ان صحيفة (الاحداث) ولأن الاختيار فيها كان يتم بمعيار مهني يشترط قوة (الشخصية) وقدرتها على القيادة نجحت صحيفة الاحداث ان تقدم للثورة المجيدة عدداً كبيراً من القيادات التي تعمل الآن في الحقل الثوري ويقترب بعضها من مناصب دستورية رفيعة.
] صحيفة الاحداث قدمت لسكرتارية تجمع المهنيين الزميل خالد فتحي في دورة السكرتارية الاولى وجاء بعده بالانتخاب لسكرتارية تجمع المهنيين الزميل حسن فاروق وكلاهما كان له نشاط اعلامي كبير في العهد البائد عبر (شبكة الصحفيين).
] الزميل حمزة بلول والزميلة درة قمبو وكلاهما من بلاط صحيفة (الاحداث) يبرز اسمهما بشكل كبير كمرشحين بقوة لمنصب وزير الاعلام في الحكومة الجديدة.
] وتبدو حظوظ الزميل محمد عبدالحكم الذي بدأ من صحيفة الاحداث كبيرة في شغل منصب نائب الوالي في ولاية الجزيرة.
] اكثر من (5) قيادات تلمع في الساحة الآن مرت عبر صحيفة (الاحداث) ، بل بعضهم بدأ منها.
] هذا الكم القيادي الكبير الذي مدت به صحيفة (الاحداث) الحراك الثوري وربما الحكومة الجديدة يفترض ان يجعل الاستاذ عادل الباز سعيداً بذلك فهو الذي شهد لهذه الاسماء قبل غيره بالمهنية والنضال – لماذا يعارض الباز الآن الحكومة الانتقالية مستخفاً بها ومنتقداً للثورة المجيدة وهي التي يتبوأ فيها خريجو صحيفة الاحداث مقاعد امامية؟
(3)
] حديثنا عن هذه الاسماء لا يعني ان نتفق معهم ولا يعني كذلك ان نضع للزمالة اعتباراً في توجيه النقد بعد ذلك لهم و ان نتحسب للاختلاف معهم – لأننا لو عملنا بهذا القياس فان اعفاء الاستاذ فيصل محمد صالح من الانتقاد اولى لأن تجربته في مجال الاعلام تبقى الاكبر ولأن نضاله لا يخفى على احد.
] لا ننه عن خلق للباز ثم نأتي بمثله في هذا المقام – بقدر اننا اردنا ان نقول (الاختيار) الذي يرفضه الباز على الحكومة الانتقالية هو بنفسه كان قد سبق الحكومة فيه وهو يختار هذه (الاسماء) التي يشهد لها هو قبل غيره.
] صحيفة الاحداث قدمت الكثير من الاسماء والتي تشغل الان مناصب قيادية في الاعلام المقروء والالكتروني والإعلام المرئي والمسموع- اكتفي بهذه الاشارة لأن حصريتهم امر يبقى في غاية الصعوبة فهم يغطون افق الاعلام وجوداً وتأثيراً.
] قصدت ان اقف في الجانب (القيادي) لخريجي مدرسة (الاحداث) ام الجانب (التحريري) فهو ليس محل خلاف.
(4)
] بغم /
] من شدة استهلاك اسلوب (الاغلاق) الذي اتبعته الحكومة مع الكورونا ومع التحركات التي تقصد القيادة العامة، اخشى ان يكون تعامل الحكومة مع الخريف القادم ايضاً عن طريق (اغلاق) الشوارع المؤدية لمحيط القيادة.

صحيفة الانتباهة