مقالات متنوعة

سهير عبدالرحيم تكتب: دعوة لتصدير الإحباط


هل تذكرون مقالي الذي كتبته في هذه المساحة قبل عدة أيام بعنوان ( أنا سوداني أنا ) والذي أطلقت فيه مبادرة لإعمار الفشقة عبر برامج تمويل للشباب و توزيع الأراضي الزراعية ..إلى آخره ..،
عقب نشر ذلك المقال أرسل لي الصديق العزيز الصحافي بكري المدني طالباً مني تبني المبادرة و تطويرها تحت مسمى ( إعمار الفشقة) ،ولبكري أسبابه الموضوعية التي جعلته يطلب مني حفظ حقي الأدبي في المبادرة ، فقد كان الرجل شاهداً على سرقة الكثير من المبادرات المشابهة .
أقول أن حديث بكري المتفائل كان يقابله حديث آخر ، حيث كثرت التعليقات السالبة على مبادرتي تلك ، أحد الأصدقاء و هو عميد معاش بالقوات المسلحة قال بالحرف الواحد :
استاذه سهير
صباحك خير وحبور
(تفتكري بعض هؤلاء الخريجين وتحديداً (الزراعيين) قلبهم على هذا الوطن وشعبه ؟
يا أختى الكريمة ..بعض شبابنا مافاضي من تربيه الشعر وفلفلة الضفائر والحلاقة الخليعة ولبس الناصل تقليداً لصيحات الموضة والوتسبة والفسبكة ليل نهار …وبعد ده يصرحوا أنه حال البلد سيء). !!!
كيف يستقيم الظل وينصلح الحال ونحن للأسف بعضنا عديمي وطنية ونتصف بالكسل والخمول شعب إتكالي غير منتج
.معليش دي حقائق ولكنها واقعنا المرير
الأحباش عارفين سلوكنا وطرق تفكيرنا ومقتنعين ومقرين بتبعية الفشقة للسودان ولكنهم يعلموا بأننا لن نعمل على أرضنا ، لذلك فهم ينتظرون عودة أصحاب تلك الأراضي الخصبة واستئجارها لهم طوعاً وكأنك يا أبوزيد ما غزيت.
ونكون لذلك الحين صرفت الدولة ملايين الدولارات لتجهيز تلك القوات المتواجدة في حدودنا الشرقية.
يا أختي الكريمة الموضوع ليس الفشقة ولاحلايب ولا(الواق الواق)
الموضوع بإختصار
(لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا بأنفسهم).
أنتهت الرسالة التي قتلت فرحتي بمبادرتي و لكنها لم تقتل عزيمتي و أصراري على أن الحفاظ على أراضينا يبدأ باستصلاحها و تنميتها و إعمارها .
خارج السور :
ضحكت كثيراً وأنا أتابع عملاء المخابرات المصرية يقيمون حفلاً صاخباً لصورتي مع السفير الإثيوبي ، لقد تحدثت مع السفير حديثاً مطولاً عن حقنا في الحفاظ على أرضنا و الدفاع عن حدودنا و عن ما يشوب ملف سد النهضة من سوء ومن خير لنا و قلت عبارة ( السودان عندي أولاً ) خلال اللقاء ثلاثة مرات…،
فهل يجرأ أحدكم على ذكر اسم حلايب أمام سيدكم السفير المصري حين يقدم لكم دعوة عشاء في السلام روتانا أو غداء في مطعم جاد أو إفطار في المقرن …!!

صحيفة الانتباهة