أشرف خليل يكتب: لا تبدأوا القتل!!
——–
لم يرض كثير من الاحباب القراء يوم كتبت (ثمة صوت ينبغي أن يعلو قبل صوت المعركة)..
ولعل اغلبهم بعاطفة خيرة لم يلحظوا (قبل) الواردة عوضا عن (فوق)..
يُنصح بالجدل المعقول قبل الاندلاع.. خاصة وأننا لسنا جميعا (بندقجية).. كما أن (المعانا) (مخالطين) وخشوا (مدرسة المبشر).. وبينهم من تقسمت أفئدتهم ومصالحهم ما بين (طهقوش) واولاد (+) و (بمبة)..
يغنوا بلسان مجلوب ولا يصلون لغاية واحدة..
كما وان الله اعذرنا:
(كتب عليكم القتال وهو كره لكم)..
ولا يصح تبادل العتاب بعد أن تقع الفأس في الرأس..
بعد انكسار المرق وتشتت الرصاص لا يبقي لنا الا (فصيلته التي تؤويه)..
واندحار الجيش وهزيمته مطلوب عند مرجفي المدينة فقط..
وكل من يتمنى تلك النهايات المريرة لقواتنا المسلحة عميل للخارج مشكوك في صحته..
حتى لو دخل الجيش الى تلك المعركة مدفوعاً من الشيطان الرجيم ومتحيزاً لأجندة أخرى ورزنامة ليست لنا، فإننا لن ندعه
يقاتل هناك وحيدا ضائعا منفرداً…
كل الذي كنا نتمناه أن نستنفد قبلها كل الوسائل السلمية المتاحة لمعالجة العالق من أقضية مع الأحباش وتفتيت الازمات بحيث يصبح أمر اللجوء الى السنان آخر الخيارات وابغض الحلال عندنا ..
و(حلا بالليد ولا حلاً بالسنون)..
▪️بالطبع تقهرنا سياسة الاستغفال والمداورة والاستحمار التي تنتهجها المحاور الخارجية الغارقة (لشوشتها) في شأننا و العابثة بقدراتنا و مقدراتنا، ولكن القهر كله وبعد عدم فلاحنا في إنهاء حالة التنازل الوطني القديم لاثيوبيا ومصر، القهر كل القهر في أن تبوء محاولتنا في الاستعادة وكامل السيادة بالفشل..
لان المحرش ما بكاتل…
لدينا قضية منطقية عادلة لا نرغب في (جغمستها) عبر حرق المراحل..
اخطاء الامس فرصتنا لإنضاج مدخل جديد للمعالجة..
في كل الظروف ينبغي أن ينتصر الجيش السوداني، ونصره ظالما أو مظلوماً واجب أخلاقي لا رجعة عنه ولا مساومة عليه..
▪️وصل الجيش السوداني الى بعض الحدود المتنازل عنها للإثيوبيين.. ما حصلنا عليه وبصرف النظر عن المقدمات التي افضت الى ذلك الواقع الجديد ومدى التزامها بالمعايير والطرائق لحل المشكلات فإنه واقع نتمسك به ونبدا حوارنا من هنا…
وكما قال البرهان:
(الحق حق.. والفصل فضل)..
و(القال حقي غلب)
والغريب ان حمدوك نفسه مضى إلى ذات الأفكار الوطنية حينما صرح قائلاً:
(دعونا نشرع في تنمية الفشقة)..
خاصة وأن الناس قد مضوا بعيدا في تخوين المكون المدني وأسهبوا في تصويره كرابح من توريط الجيش في معارك خاسرة..
(شكرا حمدوك)..
و(كفارة ليك يا زول)
▪️انه الوقت الصحيح لنبقي درقة..
(كفانا المهازل)..
الحياة لا تبدأ بالولادة بل بالوَعي.. ولا تنتهي بالموت بل بانطفاء الروح..
نحتاج فقط لأن يصبح هوانا (سودانوي) كما قال القراي في منهج التاريخ للصف السادس-مجمد- إن أردنا انجاز مطلوبات النهوض والتخارج من توربينات الاستقطاب والشفط (المندرعة) في كل مكان..
بعث البرهان برسائل غائرة الوعي مؤكدا التزام الجيش بمواقعه الحالية وعدم رغبتهم الدخول في حرب مع الأحباش..
لا نشك في صدق ذلك الإلتزام ولا في وطنية صاحبه..
لكننا نخشى مع وردي:
“أنا كنت بخشى على الأماني الطفلة يفنيها العدم”..
وكثير من المتربصين قد حجزوا مقاعدهم مبكرا لحفلة الشواء في انتظار رأس عثمان ليخرجوا وراء دمه..
ملحوظة :
شكراً لاهل الفن في مبادرتهم المحسودة..
كنتم الخير كله والسبق والسودانوية المحضة..
ولا نامت عين (هدي عربي)…
أشرف خليل – صحيفة الانتباهة