يوسف السندي يكتب الجنينة تنزف
الاحداث التي تفجرت في الجنينة لها عنوان واحد وهو التسليح غير الشرعي، انتشار السلاح بأيدي الجهات غير النظامية يرتد إلى صدور المواطنين ويفجر الدماء انهارا، الرواية الرسمية تطابقت مع الروايات غير الرسمية التي تتحدث عن انفلات أمني في الجنينة سببته جماعات غير نظامية تستخدم السلام غير المرخص وبطريقة غير شرعية لترويع المواطنين واغتيالهم.
حديث والي غرب دارفور محمد عبدالله الدومة وضع النقاط على الحروف ونقل صورة محزنة عن واقع ولاية غرب دارفور، التي تفتقر إلى أبسط الاحتياجات من تأمين ورعاية صحية، من المؤسف ان يصرح الوالي بأن حاضرة الولاية الجنينة كانت بها سيارة إسعاف واحدة وتمت سرقتها!!! هذا يدل على ان البنية التحتية الصحية والامنية منتهية وغير جديرة بتأمين وحماية الأرواح، وهي كلها نتيجة طبيعية لسياسات نظام الإنقاذ البائد في دارفور وتطاول امد الحرب وانتشار السلاح وتعطل التنمية وتأثر الزراعة والصناعة والتجارة.
حادثة الجنينة لم تكن الأولى في دارفور ولن تكون الأخيرة مادام هناك سلاح خارج سلطة الدولة، لن تنام الجنينة ولا بقية مدن دارفور بسلام وهناك مليشيات غير منضبطة وغير معروفة تتجول في الولاية وتنهب وتقتل وتستبيح الحرمات، واجب الدولة في دارفور واضح واتجاهه واحد، إحلال السلام الشامل، نزع السلاح من المواطنين وجعله فقط في يد القوى النظامية، تأمين دارفور خلال الفترة الانتقالية بقوات مسلحة كافية وذات كفاءة، إعادة النازحين إلى قراهم ومدنهم وتجفيف معسكرات النزوح، تنمية دارفور ببناء المدارس والمستشفيات ودعم الزراعة والصناعة، صناعة السلام الأهلى عبر عقد المؤتمرات القاعدية للإدارة الأهلية وإصلاح ذات البين والتوقيع على ميثاق دارفور للسلام والتعايش.
حسنا فعلت الحكومة بإرسال ٥٠ سيارة مسلحة الجنينة وتوفير الدعم المادي المطلوب من الولاية بسرعة كما ذكر الوالي، وفي الطريق ٣٠٠ عربة مسلحة لزيادة تأمين الجنينة وإيقاف النزيف ومعاقبة الجناة، كما أن ذهاب النائب العام إلى الجنينة خطوة جيدة من أجل الاطلاع على الوضع القانوني من موقع الاحداث، وهي جهود حكومية تؤكد اهتمام الحكومة على مستوى والي الولاية ورئاسة مجلس السيادة ومجلس الوزارة بالأحداث وإعطائها حقها من الاهتمام في ظل سقوط مواطنين ابرياء برصاص العصابات والمنفلتين.
مازال الدرب امامنا طويلا من اجل صناعة سودان امن وناهض ومتطور، ويبدو اننا في حوجة لمزيد من القوات المسلحة المنضبطة من أجل سد احتياجات الأمن والتأمين في الولايات الطرفية والولايات الملتهبة، لحين إكمال السلام ونزع الأسلحة وبث الامان والطمأنينة.
يوسف السندي – صحيفة السوداني