السودان بلد العجائب.. لو سار فيه سليمان لسار بترجمان!!
(1)
وياسبحان الله، كلما تقدمنا الى الامام تخلفنا، وبعيد الاستقلال كان شاعرنا يقول (شايقي ودنقلاوي ايه فيداني غير خلت أخوي عاداني) واليوم تضيق دائرة الانتماء للوطن، وتتسع دائرة الانتماء للقبيلة وللحزب وللحركة وللكيان، ,وقبل أربعة عشر قرناً قال الرسول صلى الله عليه وسلم، القبلية فنتة فدعوها، ولكن ما أكثر العبر والدروس، وما أقل المعتبرين.
(2)
أسوأ الأشياء أن تؤمن بالحرية والعدالة والديمقراطية، ثم تسخر فكرك وقلمك لخدمة الشمولية والطغيان، او حتى السكوت على مايأتي من قبلهم، هكذا كان يفعل كتاب ظل النظام البائد، فطوال ثلاثة عقود من الزمان، لم يفتح الله عليهم بكلمة حق في وجه أمامهم الحائر الجائر، واليوم يريدون تقديم النصح والارشاد الى الثورة وحكومتها، فكثير من كتاباتهم تحمل الريبة والشك، والافضل تجاهلها.
(3)
مع ارتفاع درجات الحرارة، والذى ربما دعا أحد خبراء الارصاد للخروج، والتشبه بخبراء الاقتصاد، وقال لنا ان ارتفاع درجات الحرارة غير مبرر وغير مفهوم، !!ومع كساد أسواق ملابس الشتاء، وكساد أسواق البطاطين، وانتعاش سوق المياه الباردة، ، ونحن على اعتاب الثلث الأخير من شهر يناير، والذي من المفروض (وحقو) تنخفض فيه درجات الحرارة، فمن حقنا أن نسأل السيد يناير، هل انت يناير أم مارس؟,وهل يلحق فصل الشتاء بأخيه فصل الربيع (الذي هو أصلاً محاربنا ومجافينا، مهما كتب الشعراء عنه، وغنا له المغنون) ويكون لدينا فصلين فقط، الصيف والخريف.
(4)
كان معلوماً بالضرورة، انه وفي موسم حصاد الذرة أن تنخفض أسعار الذرة، وفي موسم حصاد السمسم ان تنخفض أسعار السمسم، وفي موسم حصاد القمح، ان تنخفص أسعار القمح، وفي موسم حصاد قصب السكر، ان تنخفض أسعار السكر، فى موسم حصاد البلح، ان تنخفص أسعار البلح، وذلك لكثرة المعروض منها، ولكن السودان هو بلد العجائب، لو سار فيه سليمان لسار بترجمان، فانك ترى كثرة المعروض وكثرة العرض، وارتفاع الاسعار، الوحيدة التي ظلت وفية ولم تتبدل أو تتغير أو تركب الموجة، وتتعالى على المستهلك، هي الطماطم، ان شاء الله يوم شكرك مايجئ يالبندورة!!
(5)
يبدو لي أن كل وزراء المالية، من لدن الحزب البائد، وحتى وزير مالية الفترة الانتقالية دكتور ابراهيم البدوي، كانت عيونهم جامدة، ولو مات والد أحدهم، ما ذرف عليه دمعة، دعك من إنقراض الشعب عن بكرة أبيهم، ، وكنا نظن أن الدكتورة، هبة محمد علي، وزيرة المالية المكلفة حالياً، ستختلف عن (جمع المذكر) الذي مر على وزارة المالية، ولكن صدق جدي حين قال ( لا تمدح امرأة إلا بعد وفاتها) وربنا يعطي السيدة الوزيرة (الصحة وطول العمر والبال) وبعد أن جربنا الوزيرة في كثير من المواقف، وجدناها سبباً رئيسياً في إرتفاع نسبة بكاء الشعب السوداني، واعتقد أن الوزيرة، سيدة جامدة العينين،،(لو كانت قاعده تقشر وتحش بصل، مانزلت منها دمعة) والسؤال هنا، هل العدسات اللاصقة تمنع الناس من البكاء؟
طه مدثر – صحيفة الانتباهة
***********