مقالات متنوعة

أحمد يوسف التاي يكتب: “شوف صاحبك يا والي سنار”

نبض للوطن … أحمد يوسف التاي
لا جدال في أن الإعلام يمثل نبض المجتمع وهو الأجدر بالتعبير عن آماله وآلامه، ونقل إتجاهات الرأي العام للمسؤولين، وهذا هو الدور الأساسي للإعلام، والمسؤول الذي يأخذ أمانة التكليف بحقها لايتجاهل هذا الدور إطلاقاً ولاينظر إليه بحساسية مفرطة… بين يدي نموذجين لمسؤول يتجاوب مع مايُنشر في الإعلام ويتفاعل معه بإخلاص ومسؤولية، وآخر كأن في أذنيه وقر، وأعني بالأول والي الجزيرة الذي تابعنا كم كانت استجابته واسعة وكبيرة ، وكم كان إهتمامه أكبر بمايُنشر عن نبض المواطنين بولاية الجزيرة وقضاياهم الملحة ومعاناتهم والنزول عند رغباتهم واحترامها، وأعني بالثاني والي سنار، فهذا الأخير ظللنا نتابعه دون أن نستعجل بالحكم على أدائه، فوجدنا ناشطاً سياسياً يحصن نفسه بالولاءات والشلليات والصداقات، ويتجاهل رغبات المواطن ونبض الجماهير حتى طغى الشعور لدى مواطن الولاية بأنه يحمي المقصرين من مرؤوسية بالولاية من مديرين تنفيذيين ووزراء ونحوهم لمجرد قربهم منه، أقول بدا ذلك مجرد إحساس وبات يطغى لدى الكثيرين، وأرجو أن يكون خطأً..
ترآءى لكثير من مواطني الولاية أن والي سنار يُقدم علاقاته الشخصية وصداقاته على هموم المواطنيين، ويستدل البعض على ذلك بتجاهله للشكاوى التي تُقدم إليه ، ومنها ما دفعت به لجان المقاومة وقوى الحرية والتغيير في مواجهة المدير التنفيذي لمحلية الدندر المقرب من الوالي والذي اُتهم وقتها باستغلال بعض ممتلكات الدولة وتسخيرها لأعماله الخاصة، كما أن الوالي نفسه تجاهل ما كُتب في الإعلام حول هذه القضية التي تتعلق بانتهاك حرمات المال العام وموارد الدولة…
صحيح أن الوالي وعد بتشكيل لجنة للتحري حول هذا الأمر لكن للأسف انتهى أمر اللجنة منذ شهور عدداً ولم نسمع لها ركزاً (وكلهم عملو فيها رايحين)…والناس في مجالسهم يرددون أن المدير التنفيذي ظل يطمئن أصحابه بأن سوءاً لن يصبه لقربه من الوالي… وبالطبع هو صديق حميم للرجل الأول في الولاية فله أن ينام مطمئناً، فهكذا تهمس مجالس المدينة…
بالأمس القريب تحدى هذا المدير مجتمع المحلية قاطبةً وهو ينقل موقف المواصلات إلى بوابة مدرسة البنات الثانوية وداخل الميدان الوحيد الذي يُمثل المتنفس الأوحد بالمدينة رغم صرخات واعتراضات الآلاف من المواطنين والطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات، يفعل ذلك رغم أنف الجميع…
أيها الوالي إن كنتَ تبتغي الخير لأهل هذه المحلية أبعد عنهم هذا المدير فهذه رغبة الغالبية العظمى والله على ذلك شهيد، فهم ليسوا معه في عداء شخصي لكنه غير مؤهل وتنقصه الخبرات وقد عجز عن فعل الكثير فهو عندهم مجرد تاجر يجتهد في أعماله الزراعية والتجارية أكثر من وظيفته، كما يتردد الآن على نطاق واسع أنه ومع مسؤول آخر بالمحلية يقوم بنشاط تجاري يتمثل في صناعة الطوب، إذا صح ذلك فهو يريد احتكار توريد الطوب للمدارس والمنشآت الحكومية، وفوق كل ذلك فهو يتباهى بأن الوالي صديقه ولن يستطيع أحد أن يفعل له شيئاً هكذا قد سمعه البعض …السيد الوالي أفعل خيرا ولو مرة واحدة لهذه المحلية، وقبل ذلك أرنا نتائج التحقيق الذي اجريته مع “صاحبك”، لعلنا نقتنع ببراءته.
للأسف كثير من المسؤلين يستعدون الإعلام لمجرد نقد أدائهم ولو كان بائساً، بينما يتجاهل بعضهم الإشارات المهمة التي ترد في الإعلام لسببين: الأول لجهلهم بوظيفة الإعلام وعدم قدرتهم على استيعاب دور الإعلام كأبرز الوسائل المساعدة لشئون الحكم، والثاني لأنهم يستعدون الإعلام ويتعاملون معه بحساسية شديدة كأنما فهموا أن وظيفة الإعلام الأساسية هي تعريتهم وكشف سواءاتهم، هكذا أسسوا علاقتهم بالإعلام على خطأ كما فهموا وظيفة الإعلام خطأ فهم يريدونه “طبلاً”، ونشرات تسبح باسمهم، تباً لهم…..اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

صحيفة الانتباهة