التشكيل الوزاري الى متى ؟!
قبل أكثر من عشرين يوماً أعلن عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير والناطق الرسمي ابراهيم الشيخ أنه سيتم الاعلان عن التشكيل الوزاري الجديد خلال هذا الأسبوع فور عودة دكتور عبدالله حمدوك رئيس مجلس الوزراء من رحلته العلاجية ، فبالرغم من ان الظروف التي يعيشها المواطن ، لا تحتمل مزيداً من الانتظار ، والأوضاع المعيشية لاتقبل الحلول الآجلة ،الا ان قوى الحرية والتغيير وأطراف السلام، مازالت تتعامل مع تقديم ترشيحات الوزراء بروح باردة وحماس باهت، وظلت الخلافات تتفاقم داخل تحالف ( قحت) بخصوص تشكيل الحكومة الجديدة، أشهر تلك الخلافات عندما جمد حزب الأمة القومي اتصالاته مع المجلس المركزي للتحالف المناط به تقديم الترشيحات، معترضا على (المنهج ومحاولات الإقصاء) في حين أكد البعض من قيادات التحالف بأن حزب الأمة يطرح مطالب تعجيزية، وتزامناً مع ذلك اتهمت كتلة القوى المدنية بتجيير لجنة الترشيحات لمصلحتهم ودعت لمؤتمر تداولي للتحالف الحاكم.
هذه الخطوة التي يرى البعض في التحالف انها لا تتناسب مع الظروف والأوضاع الآن التي لا تتحمل تأخير تشكيل الحكومة لأن المواطن يعاني من هم عيشه وأمنه، أضف الى اختلاف بعض الاحزاب في عدد الوزارات والمقاعد وحصتها من القسمة ، وعدم الاتفاق بعضها على اعفاء الوزراء الحاليين واعتراض بعضهم على الاسماء المرشحة.
وبالرغم من أن ابراهيم الشيخ بعد تحديده موعد اعلان الحكومة ، أكد انه ليست هناك أية خلافات بين الحرية والتغيير تعيق تكوين هياكل السلطة الانتقالية مبيناً أن التعدد الواسع داخل المكونات المختلفة أدى الى تأخير عملية اتخاذ القرار وذلك لمزيد من التشاور.
هذا الحديث الذي ينفيه الواقع ، فخلافات قحت ترد أخبارها يومياً ،كما ان تأخر اعلان التشكيل الوزاري هو ذاته يكشف عن عدم توافق واتفاق بين مكونات التحالف.
تلك الخلافات تكشف ان لا أحد يتاوره الشعور والإحساس بما يعانيه المواطن ، الذي ينتظر التشكيل الوزاري عله (إن أصاب وجعه) يكون البلسم الناجع لحل كثير من المشاكل الاقتصادية والأمنية
وقبل ايام لازم الاستياء رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك، بشأن تأخر رفع قوائم الترشيحات للحقائب الوزارية، واستعجل حمدوك خلال اجتماعه بالتحالف الحاكم وأطراف السلام تقديم الترشيحات للتشكيل الوزاري لكنها لم تتعجل ومازالت تمارس خاصية التلكؤ.
وبالأمس لوح البرهان بتشكيل حكومة برئاسة حمدوك ان لم تقدم (قحت ) وأطراف السلام ترشيحات الوزراء نظراً لما يعانيه المواطن من أزمات لاتحتمل التأخير ، فهل فعلاً البرهان يزعجه هذا التأخير ام ان بعض قوى الحرية والتغيير نفسها تريد ان تدفع البرهان لهذه الخطوة (عمداً).
وإتفاق البرهان وحمدوك والشارع السوداني على ان قحت تأخرت كثيراً في مهمتها ، يعني مما لايدع مجالاً للشك ان الذي يحدث سيحمّلها مسئولية مايترتب على هذا ، من اخفاق اقتصادي ، او انفلات أمني، كما انه يدمغها بشبهة المحاصصة واعلاء روح الحزبية ومصالحها ، على روح ومصلحة الوطن ، هذه المسئولية قد لا تكون عن حاضر يعيشه الوطن والمواطن فربما حتى عن مستقبل آتٍ ينعكس فيه اداء الوزراء ان تم اختيارهم بهذه الكيفية .
طيف أخير :
الاستاذ حسن وراق أصبحت السنابل بلا رحيق.. دعوات الرحمة والمغفرة
***********
صباح محمد الحسن – صحيفة الجريدة