مقالات متنوعة

سلاح الشائعة المتطور !!


مازال المشهد السياسي تتحكم فيه الشائعة، التي يتعمد أصحابها على خلق اجواء ضبابية قاتمة ، تقتل الروح المعنوية عند المواطنين وتخلق حالة من اليأس الكبير وتعمل على تشويه كل المشاعر الإيجابية التي يمكن ان ترسم بداخله صورة تفاؤلية لغد أفضل.
وأصبحت الشائعة هي الأداة الأسهل لتدمير جُدر الثقة ليس بين المواطن والحكومة انما بينه ونفسه ، التي يمكن ان تكون دافعة له للتغيير.
وأصبحت الشائعة للأسف تسيطر بقوة حتى بدأت تخلق حالة من الفوضى السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، يمارسها اعداء الوطن بصورة مقننة لاشعال نار الفتنة ، ودمار الاقتصاد وخلق حالة من الرعب والخوف داخل النفوس والعمل على زيادة أزمات المواطن، حتى تتسع دائرة معاناته.
ولم يتردد احد قيادات المخلوع في تصريح قبل يومين انهم يمارسون الشائعة بصورة يومية لهزيمة الحكومة لقطع الطريق أمام عربة التغيير الذي شهدته البلاد وقال ان الشائعة هي أحد أسلحتهم الأساسية المهمة التي يعتمدون عليها.
وبالأمس راجت أخبار نسبت الى مصدر مجهول من الحرية والتغيير تتحدث عن ( متنفذين ) بمكتب رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك، من مجموعة معينة يعمدون ترشيح أصحابهم للوزارة، واتهم المتحدث الذي نسب له التصريح ان كبير مستشاري رئيس الوزراء، الشيخ خضر، بالتحكم في تعيين الوزراء، وقال القيادي إن مجموعة بمكتب حمدوك، تهدف لإنشاء حزب سياسي، وسحب البساط من الحرية والتغيير، وتعطيل الحكومة ،وأضاف أن مجموعة أخرى بقوى الحرية والتغيير مدعومة من صلاح قوش قدمت مرشحين لرئيس الوزراء ، خبر تداولته المنصات بصورة كبيرة لم يذكر فيه اسم هذا القيادي ، على الرغم من ان مثل هذه التصريحات صرح بها عدد من السياسيين ان كانوا داخل قوى الحرية والتغيير او خارجها ، لذلك ليس هناك شيئاً خطيراً وجديداً يجعل القيادي يحجب اسمه في زمن الشفافية والحرية ، ولكنه خبر يبدو انه مصنوع بعناية أشبه بذلك الخبر الذي تحدث عن رفض الدكتور حمدوك لتقلد جبريل ابراهيم ، منصب وزارة المالية ، فقبل ان نتأكد من الخبر من مصادره خرج الأمين السياسى لحركة العدل والمساواة الفريق دكتور سليمان صندل وكشف ان الدكتور جبريل ابراهيم سيتولى مقاليد وزارة المالية وأكد بأن ما يثار حول تحفظ رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك على دكتور جبريل إنما هو محض إشاعات ولا أساس لها من الصحة وقال بأننا نعلم مصدر الإشاعات وكذلك المجموعات التي تعمل ضد مصلحة البلاد مشيراً الى ان الشعب قادر على ان يحافظ على مكتسباته وبالذات تلك التي وردت في اتفاق جوبا لسلام السودان والذي أصبح جزءاً من الوثيقة الدستورية مشدداً على أن دكتور جبريل افضل من يتولى حقيبة وزارة المالية.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يجعل سلاح الشائعة المتطور يتحكم في احداث وحراك المشهد السياسي، الإجابة هو غياب وضعف المعلومة من مصادرها ، فالحكومة الحالية يتعامل الوزراء والمسؤولون فيها مع الاعلام الرسمي ببخل وشُح لافت ، لايشبه الثورة التي تنادي بالشفافية والصراحة والوضوح ، وهنا تكون الساحة خصبة لصناعة الاحداث الوهمية ، وحكومة لا تحترم الصحافة والاعلام ، وتفضل الصمت وتعمل على حجب المعلومة ستجبرها منصات التواصل الاجتماعي للحديث رغماً عنها ليست لتملك الشعب الحقائق ، بل لتنفي مايلحق بها من إشاعات بصورة مستمرة.
طيف أخير:
بكره ياوطني العزيز تلقى السعادة

صحيفة الجريدة