مشروب مهدد بالغياب .. الحلو مر رائحة تفتقدها شوارع الخرطوم
الحلو مر تتسلل رائحته الى الشوارع في مثل هذا التوقيت من كل عام ايذانا بحلول الشهر الفضيل تلك الرائحة تعتبر من الطقوس المعتادة التى يعرف الكثيرون من خلالها اقتراب شهر رمضان لكن ما يجعل الحزن يتسرب إلى النفوس هذه الايام ان رائحة الحلو مر باتت تمارس ظهوراً خجولا و غابت عن الشوارع تماما بسبب الاوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد .
(1)
الحاجة خديجة الماحي من أشهر بائعات الحلو مر بمنطقة ابو سعد بام درمان قالت متحسرة ان ارتفاع الأسعار سيجعلها مجبرة علي زيادة سعر (طرقة الحلو مر) وتاسفت علي تلك الزيادات لزبائنها إلا أنها عزت الامر لارتفاع كل مستلزمات الحلو مر قائلة العام الماضي كنت اعمل علي بيع الطرقة بي40 جنيها لكن في الوضع الراهن سأعمل على مضاعفة السعر رغم انه لا يغطي لكن حتي لا أخسر الزبون ولا احرمهم من أشهر مشروب شعبي في رمضان الذي بفقده تفتقد المائدة اهم مايميزها.
(2)
اما صفاء مصطفى فلم يخل حديثها هي الاخرى من حالة الاسى التي تعيشها اغلب الأسر السودانية بسبب ارتفاع اسعار المواد الغذائية قائلة الحلو مر لا يمكن الاستغناء عنه ولا بديل له بالشهر الفضيل لذا لجأت الى الشراكة مع الجيران بمعنى اننا نعمل علي شراء مستلزماتها بالشراكة ونعمل على اقتسامها لان من المستحيل أن يتحمل فرد التكاليف مضيفة الي انهم لا يستغنوا عنه كوجبة اساسية بشهر رمضان.
(3)
سيدة عبدالباقي تعمل منذ سنين علي بيع الحلو مر والرقاق وتبدا العمل منذ أكثر من ثلاثة أشهر هي وكريماتها لكن هذا العام ويفصلنا من الشهر الفضيل شهر وأكثر لم تبدأ عملها المعتاد مشيرة الى انها متخوفة من احجام الناس عن الشراء لذا اخطرت زبائنها بأنها ستعمل علي بيع الطرقة بمئة جنيه نسبة للغلاء مع أخذ عربون مؤكدة أن العدد الذي سيعمل على الشراء قليل جدا عكس السنوات الفائتة وان الكثيرين تنازلوا عن اهم مايميز رمضان بسبب الغلاء الفاحش.
الخرطوم: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني