أحمد يوسف التاي يكتب: هؤلاء هم المتهمون
(1)
شيءٌ ما يجري في الخفاء لتدمير السودان ، غلاء قاتل، انفجار بُركاني في الأسعار، ندرة في السلع الاستراتيجية والدواء، قفزات مُدمرة لسعر الدولار والعملات الأجنبية، وبالمقابل انهيار شامل للعملة الوطنية، شلل تام يصيب كل الأنشطة الاقتصادية والتجاريةالمحلية، وضربات موجعة لأي منتج محلي، مع توقف شريان التصدير واستمرار عمليات التهريب.. هذا على الصعيد الاقتصادي..
(2)
على الصعيد الأمني، النزاعات القبلية في أطراف البلاد تحصد الأرواح بلا توقف في الجنينة والفاشر ونيالا وجنوب كردفان والشرق… التفلتات الأمنية وحالات السطو والنهب تستبيح العاصمة، ونافخو كير الفتن يرسلون أشرارهم عبر التظاهرات السلمية للتخريب والنهب وإشعال الحرائق، يحدث كل ذلك وسط سيولة أمنية لم تشهدها بلادنا من قبل وصمت حكومي مخجل..
(3)
وبينما يحدث كل هذا كانت الحاضنة السياسية لحكومة الفترة الانتقالية ومجلس الشركاء يتنازعون حول المناصب الوزارية يقضون سحابة نهارهم ويمسون على ذلك التنازع والصراع حول المواقع والوزارات .. اختلاف وتباينات حادة وصراع بين قوى الثورة الحية حول الوزارات، وصراع ومماحكات حادة بين العسكر بمجلس السيادة وقوى الحراك الثوري..
وفي غمرة التنازع والصراعات تمددت تلك الأيدي الخفية لتُمسك بخطام الأسواق وتتحكم في شفرة الأسعار والدولار والمضاربات في العملة والذهب وتحكم الخناق على الشعب الذي أنجز التغيير لحمله على أصابع الندم، وفيهم سماعون لهم ومنهم من يستجيب حينما يعجز عن إزاحة تلك الغشاوة السوداء التي تغطي بصره وبصيرته..
(4)
الذي يحدث الآن في السودان لهو أمر يشيب له الولدان ويَحار له الحكيم.. غموض في كل شيء شلل تام يصيب كل الحياة خيبة أمل وإحباط يأخذان بالنواصي والأقدام… لكن الناظر إلى هذه الأمور بتروٍ يدرك بوضوح تام أن ما يجري لم يحدث صدفة وإنما هو عمل مُتقن ومُدبر ومخطط له باتقان وحرب شعواء على المواطن لإحالة حياته إلى جحيم ولسان حال (المدبِّرون) وكل الأيدي الخفية التي تمسك بخيوط الغموض وتتحكم في الشفرة يخاطب الشعب السوداني باستفزاز وشماتة: (ما دي المدنية القلتو دايرنها)..
(5)
الناظر إلى كل ما يجري يدرك جيداً أن التضييق على الناس وإحماء معيشتهم على هذا الصفيح الملتهب باشعال الأسعار والدولار والمضاربات وانفلات الأسواق، واستشراء الفوضى المنظمة والنهب والسطو والتفلتات الأمنية، تستفيد منه جهتان فقط إحداهما حكومية والأخرى معارضة، والاثنان تلتقيان في معاداة الثورة والمدنية والديمقراطية.. وعلى الحكومة الجديدة أن تضع حسم هذا الأمر في سلم الأولويات، إن أرادت أن تعبر وإلا فلتنع نفسها منذ الآن، لأن التآمر لا يبرر الفشل، والذي يعجز عن فضح التآمر وإفشاله يظل فاشلاً وغير جدير بإدارة شؤون الدولة والعباد.
(6)
واختم بالتذكير بما ينشر في الصحف هذه الأيام بأن جهات مجهولة تنشط منذ مدة في شراء الذهب بكميات كبية وبأسعار عالية جداً، وكذا الدولار، ألا يكفي هذا للدلالة عن المؤامرة الخبيثة…..اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة