مقالات متنوعة

فولكر ومساعديه داخل مكتب حمدوك ..!

منذ تشكيل أول حكومة بعد الثورة برئاسة رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك ظل دور مكتب رئيس الوزراء مثيراً للجدل بسبب ما طفح على السطح من حديث حول شلة المزرعة ومستشاري حمدوك ، حتى خرج الدكتور عبد الله حمدوك في مؤتمر صحفي وقال إن الحديث عن المستشارين فيه نوع من الاستفزاز ونحن نعمل وفقاً لبرنامج حقيقي ونعمل مع بعضنا البعض وليس هناك قرار يصدر إلا تحت إشرافي وبموافقتي ..
ثم ( مرت الأيام كالخيال أحلام .. وانطوت آمال كم رواها غرام ) ، كما يغني المغني ، حيث لم يفلح هذا التوضيح والنفي المغلظ من حمدوك من تغطية قرص الشمس ونفي ما يؤكده واقع الحال .. لم يفلح تصريح حمدوك في إيقاف السهام الموجهة من داخل مكونات قوى الحرية والتغيير نفسها لمكتب حمدوك وتدخلاته في عمل الجهاز التنفيذي لتترسخ في ذهنية الشارع أن دور مكتب حمدوك يوازي دور مجلس الوزراء وأن هذه المجموعة هي التي كانت تدير المشهد خلال الفترة الماضية .
وطفح الكيل ببعض قيادات قحت وتجمع المهنيين أمثال اسماعيل التاج درجة أن يخرج بتصريح قبل أيام يقول فيه (أعتقد أن مكتب حمدوك هو أُس المشاكل، وهذه الحكومة لن تنجح ما لم يتم وضع إجراءات لمكتب حمدوك ودوره)، ويضيف التاج ( لا يُمكن لمُستشارين حول حمدوك أن يتحدثوا وينفِّذوا قرارات من صميم عمل الوزراء والجهاز التنفيذي، هذا غير مقبول وغير مسبوق في تاريخ حكم السودان ) ..!
حتى جاءت حكومة الشركاء الجديدة وكان الفعل الصادر من رئيس الوزراء يؤكد عملياً صحة هذه المزاعم وهو يقوم بإجراء تغيير كامل في طاقم مكتبه .
والحقيقة أن طاقم مكتب رئيس الوزراء من المفترض أنه طاقم فني وإداري وبالتالي ليس هناك أي مبرر لتغييره بشكل كامل مع التشكيل الوزراي الجديد إلا إذا كان بالفعل مرتبطاً بدور آخر ومرحلة محددة انتهت وبدأت مرحلة جديدة لديها رجال ونساء جدد وليست هي بالتأكيد خطوة تصحيحية للخطأ الذي ظل ينكر حمدوك وجوده من الأساس .
بل أن دلالات تغيير طاقم مكتب حمدوك ونوعية الأسماء البديلة تؤكد أن نهج رئيس الوزراء وفكرته في دور وصلاحيات ومهام مكتبه هو نفس النهج القديم ، حيث يأتي بمثل السيدة رانيا حضرة بديلاً لمدير المكتب التنفيذي لـ(حمدوك)، علي بخيت الشريف وهي التي تفيد معلومات صحيفة السوداني بأن تعيينها جاء بتوصية – تسمى في بعض القواميس ( ترشيحاً ) – من الأمين العام للأمم المتحدة حيث كانت الموظفة الأممية السابقة والجديدة في مكتب حمدوك قد ساهمت في تقنين وجود (يونيتامس) بالسودان، عبر البند السادس، الذي بموجبه تم تفويض البعثة الدبلوماسية السياسية للأمم المتحدة (يونيتامس) بالعمل في السودان .
وفي البلد الذي ينتظر مسؤولاً شجاعاً يعلن أنه أصبح بلداً جائعاً يعجز فيه المواطن عن الحصول على ما يسد رمقه من خبز وطعام لايزال موظف السودان الأول يعيش في جلباب صفته الوظيفية القديمة ويشغله أمر تحقيق وتلبية الأجندة الخارجية حرفياً ورضا الأمم المتحدة ورضا البنك الدولي وليس رضا المواطن المسحوق .
استبدال طاقم مكتب حمدوك بمثل هذه العناصر وبالتزامن مع التشكيل الوزاري الجديد لا يحمل تلك الدلالة السطحية بأن حمدوك استيقظ من سباته وحاول تصحيح أخطائه بإعادة مكتبه إلى دوره الطبيعي كمكتب فني لا علاقة له بصناعة القرار التنفيذي .
لأنه لو أراد تصحيح هذا الخلل لأبعد عن مكتبه مثل هذه الشخصيات الموجودة في دائرة الإشتباه بحمل وتنفيذ أجندة خارجية ، خاصة وأن أبرز تصريحات الألماني فولتر بيريتس المبعوث الأممي الجديد حين التقى بحمدوك وتبادلا التحية بالذراع والمرفق والإبتسامة الخاصة بحمدوك والتي لا ينفد وقودها مهما طالت صفوف العربات ، قال الالماني إنه بصدد القيام برحلات لكل جهات البلاد مطلع مارس القادم لسماع أصوات السودانيين المختلفة ..
مع العلم أن رئيس الوزراء حمدوك نفسه لم يقم حتى الآن وبعد عام ونصف من توليه الحكم برحلات مشابهة لكل جهات البلاد بل زار بعض المناطق ولم يكرر زيارته لأي منطقة مرتين تقريباً هو رئيس وزراء مكتبي في بلد تسحقه الأزمات ..أما فلوكر وفي ظل وجود حمدوك ورانيا وبقية مساعديه داخل مكتب حمدوك فمن الواضح أن الطريق سيكون ممهداً أمامه لفعل كل شيء في البلد .. حتى قد يختلط ويتشابه علينا البقر بعد فترة قليلة فلا ندري أيهما رئيس وزراء السودان .. هل هو حمدوك من مكتبه أم فولكر من مكتب حمدوك ..؟!!
شوكة كرامة
التنازل عن حلايب وشلاتين

جمال على حسن – صحيفة اليوم التالي