هاجر سليمان تكتب: الوزراء الجدد وكرسي السلطة الملعون!!
حينما خرجنا في ثورتنا في خواتيم العام 2018م كنت اتعجب كثيراً في الاسباب التي تجعل البشير وزمرته يتمسكون بكراسي السلطة وكنت وقتها اجد العذر لهم بحجة ان من تمردغ في تبر السعادة لن يجيد السير في جحيم الحياة، وكنت وقتها اقول ان هؤلاء اصبحوا (سنة ناعمة) لا يستطيعون تخيل الحياة بلا سلطة خاصة انهم حكموا لاكثر من ثلاثة عقود متتالية ، لكن ما يحيرني اكثر هؤلاء الآن (ناس قريعتي راحت ديل) لم يمض على استلامهم السلطة بضعة ايام او بضعة اشهر وباتوا يتشبثون بمقاعد السلطة وحتى الآن لم يفتح الله على اي من اولئك الوزراء بان يقول كلمة أو يقوم بجولة حول الأسواق ومعاش الناس ليشعر الجميع بمدى اهتمام الدولة بالمواطن وحتى الزيارات والضجة التي حدثت مؤخراً وكانت سبباً في زيارة وزير مجلس الوزراء ووزير المالية للبنك لم تأت الا استجابة لبعض الشخصيات قد تربطهم صلات معارف او صلات تنظيمية يعني باختصار ليس لأجل المواطن او الإصلاح وهذا يؤكد جلياً ان بعض وزراء هذه التشكيلة قد يكونون اسوأ من وزراء التشكيلة التي سبقتها واننا مازلنا امام المراهقة السياسية وتجارب الناشطين ومتابعي مواقع التواصل .
فطالما ان هنالك مسئولا يباري ما يكتب بمواقع التواصل ويقرأ النكات ويقرقر ويرى التعليقات فهذا اكبر دليل على الفشل الذريع، علماً اننا لا ننكر ان هنالك بعض الوزراء اثبتوا اهتمامهم واستشعروا بالمسئولية وباشروا مهامهم امثال وزير المالية جبريل ابراهيم ووزير الداخلية اما البقية فحدث ولا حرج، علماً بانه مازال هنالك الكثير من الملفات العالقة التي لم يقم وزيرا المالية والداخلية بفتحها ومباشرة اتخاذ القرارات فيها باعتبارها من الملفات الهامة .
اعتقد ان جبريل ابراهيم لديه ارادة وعزيمة داخلية للنجاح ولكن المتاريس التي وضعت امامه لن تسمح لجبريل بتحقيق النجاح المنشود فتعويم الجنيه ورفع الدعم عن بعض السلع الاستراتيجية سيكون اكبر عقبة أمام صعود درجات النجاح ولن يتمكن جبريل من ولوج ساحات النصر نسبة لارتباط تلك الملفات ارتباطاً وثيقاً بالمواطن ومعاشه، ولا اعتقد ان جبريل سيصبح (حاوي) لتجاوز هذه الأزمة لذلك نتوقع عدة سيناريوهات يتصدرها الفشل في انفاذ الخطط .
من الصعب ان تلقي بشخص معصوب العينين مكتوف اليدين والرجلين في الماء وتأمره بان لا يبتل وهذا هو حال جبريل مع وزارة المالية التي ستكون خصماً عليه رغم مساعيه لإنفاذ معينات العمل ولكن نحن كمواطنين لا يهمنا سياسات جبريل ولا تهمنا تغريدات حمدوك ولا تصريحات البرهان ولا اي مسئول بقدر ما يهمنا المعيشة والمعاناة التي يعانيها المواطن من جراء الحصول على الغذاء والدواء والتعليم والصحة يهمنا فقط ان نطبق حقنا في العيش الكريم وتوفر السلع الاستراتيجية فحتى الآن الأحياء السكنية بلا غاز ومازالت الامهات يطبخن بالفحم وانعدام وشح للرغيف حيث تمنح الاسر (10) أرغفة فقط وووو .
التحديات أمامك كبيرة فإما ان تسير الى الامام واما ان تتقاعس يا جبريل ونرجو ان تكرس جهدك في اتخاذ السياسات التي تصب في مصلحة المواطن ورفع المعاناة عن كاهله ودعونا من الشعارات التي تنفذها الدولة وسياسات الدعم للأسر والشرائح الضعيفة والتي لاتصل لأصحابها .
صحيفة الانتباهة