هاجر سليمان تكتب: انطلاق ماراثون القواعد البحرية بالسودان
الازمة التى نحن بصددها الان ليست ازمة اقتصادية عادية وحتى الثورة التى انتظمت البلاد واطاحت بالبشير وثلته لم تكن ثورة عادية شأنها شأن الربيع العربي، رغم انها قامت على قلب رجل واحد واستطاعت ان توحد قلوب ومشاعر السودانيين الى ان تغير النظام، هذه الثورة كانت هنالك اذرع تخطط لها حتى من داخل حكومة البشير فكان هنالك ساسة عملاء ينفذون أجندة مخابراتية لصالح دول بعينها، هؤلاء الساسة كانوا اساس الفساد الذي حدث بالبلاد فالمتابع لمسيرة الانقاذ منذ بدايتها يجدها كانت مسيرة ناصعة البياض لم تتخللها عمليات فساد ولكنها ومنذ بداية الالفية الثالثة تغير مجراها واستشرى الفساد فيها ونخر السوس فى عظمها بفضل الأرزقية الذين كانوا يرتدون زى الاسلام والاسلمة ويطلقون الشعارات الاسلامية البراقة والاسلام بعيد عنهم كل البعد، هؤلاء افسدوا وعلموا غيرهم اساليب الفساد حتى عم الفساد الدولة وامتنع المسؤولون عن محاربته لان ايديهم كانت غارقة وملوثة بالفساد وامتصاص دماء البسطاء وهؤلاء الفاسدين كانوا جزءاً لا يتجزأ من منظومات مخابراتية سعت لتدمير الدولة من خلال الافساد من جانب وفصل الجنوب من جانب اخر واثارة الفتن فى دارفور والشرق والنيل الازرق وجنوب كردفان وهكذا كل هذا لم يكن مصادفة ولكن كان مخططاً له.
ثم يأتى دور الدولتين العربيتين اللتين سعتا بكل ما اوتيتا من قوة للسيطرة على موانئ السودان واذا قمنا بحساب الامر من ناحية ربحية فان موانئ السودان تعتبر حلقة الوصل بين افريقيا والعالم العربي والاوروبي وهى اقصر طريق يوفر اموالاً طائلة فيما يتعلق بنقل البضائع كما توفر الرحلات اليهودية عبر سماء السودان ملايين الدولارات تذهب لصالح خزينة اسرائيل .
لذلك اضعاف السودان وتغيير انظمته القائمة لم يأت من فراغ ولا ننسى السياسات التخبطية للبشير فى اواخر عهده وفضيحة طلب الحماية من الرئيس الروسي فى حوار منقول مباشرة عبر التلفزيون الروسى وقتها اصبنا بخيبة أمل باعتبارها المرة الاولى التى يطلب فيها فلاديمير بوتين اجهزة الاعلام لنقل اجتماع بينه وبين رئيس دولة وهو ما اعتبرناه نحن نوعاً من الاذلال المرفوض وغير المقبول .
وقتها لم يكن متواجداً بالميناء الشرقى سواء تركيا التى شرعت فى مشروع ترميم قصر الامير عثمان دقنة وآثاره ولديها هنالك بارجة تمد المدينة بالكهرباء والان ينضم للاسطول روسيا وامريكا وغداً اسرائيل وغيرها من الدول المستفيدة والتى تسعى لتحقيق مكاسبها فطالما ان الحكاية فى الاخير صراع مكاسب وتنافس لحجز قواعد عسكرية بحرية بموانئ السودان وطالما ان الدول تسعى لتحقيق مكاسبها فلماذا لا نسعى نحن لتحقيق مكاسبنا اولاً ؟؟ يتوجب ان تكون هنالك شروط تصب لصالح الوطن وليس لصالح اشخاص
وان تكون شروطاً معلومة وواضحة حتى لا تنطبق علينا حكاية المثل (استباح عرضك واكل مالك وجرا خلاك) لذلك الحذر واجب ولا بد من طرح الشروط بوضوح وبوجود مراقبين لضمان حق السودان
صحيفة الانتباهة