كراهية الترابي قصور وعجز وحقد أعمى، أما محبته العاطفية فهي جهل وإتباع
في ذكرى وفاة حسن الترابي هذه أرغب في إثارة مسألة مهمة تتعلق بهذا الرجل، هذا الرجل مهم في تاريخ السودان الحديث، مهم جدا لأنك لو سألتني عن شخصية تصلح لتكون رمزا للسياسة السودانية في مرحلة ما بعد الإستعمار كلها لقلت لك حسن الترابي. ما أفكر فيه هو كيف نجعل جميع السودانيين يعرفون الرجل؟ كيف نعلم أبناءنا الجدد معرفة الرجل وتذكره وإحترام ما رغب فيه حقا؟ ومعرفة قصوره قبل معرفة نجاحاته، لأن ماهو مهم حقا في الترابي هو ما قاله وعجز عن فعله، لأن ما قاله هو الأفق والهدف الحضاري البعيد لهذه الأرض والإنسان والهوية، وما عجز عنه كان حتميا لأن شروط التاريخ والواقع والحقبة المنحطة التي نعيشها لا تمكن الفرد والجماعة من فعل شئ، حركة التاريخ أقوى من كل فرد، لذا عصور الإنحطاط تكون كذلك عصورا للبطولة، تكون عصرا لبطولة الأفراد المهزومين، الطامحين، المجانين، أشباه الأنبياء وحسن الترابي منهم. هؤلاء هم بصيرة لحركة التاريخ القادمة من بعدهم.
السياسة مثيرة للشغب، للصراع المؤقت الغبي، بهذا المعنى فإن شغبا كثيرا يحوم حول الترابي، شغب تثيره خصومات زائلة حول النفوذ والسلطة ولكن هذه أشياء مؤقتة، هذا هو المستوى الدقيق الجزيئي بلغة الكيمياء للتفاعل التاريخي، لكن المستوى الكلي لحركة التاريخ يغيب حين ننشغل بالمستوى الجزيئي فقط، دعونا نفكر في الكلي macrohistory وننسى الجزيئي قليلا microhistory.
الترابي من الجيل الثالث منذ بداية الإستعمار، الجيل الأول رمزه عبيد حاج أمين المثقف، الجيل الثاني رمزه الأزهري الإتحادي محدود القدرات، الجيل الثالث بعد الإستعمار رمزه حسن الترابي. والجيل الثالث هو جيل مابعد الإستعمار حقيقة، وهو الجيل الصاعد بعد ثورة ١٩٦٤ لأن ما قبلها هو ممارسة للجيل الثاني. الترابي في الجيل الثالث حمل أشواق البناء الوطني السوداني، وهنا أول نقطة يحب علينا تعليمها للأبناء الجدد الصغار، البناء الوطني لا ينفصل عن البناء الحضاري، لا يمكن بناء السودان بغير رؤية حضارية أوسع من حدود الدولة القطرية لمستعمرة بريطانية. وهنا فالترابي نظر للإسلام ببعده الحضاري ثم الوطني، لم يكن داعية تقليدي للخلافة القديمة بل كان داعية حديث في فضاء الدولة الحديثة كشرط قائم لكنه عرف أن تركيبها لن يتم بغير تركيب حضاري أوسع يتمثل في ثلاثة جوانب هي الإسلام-اللغة العربية-أفريقيا. لذا فحسن الترابي قائد إسلامي إفريقي قبل أن يكون سياسي سوداني محلي. وهذا الجانب غير مرئي في أن الترابي رغب حقا في إمبراطورية سودانية في شرق أفريقيا تستقطب وتجذب حضاريا جيرانها شرقا وغربا، وهذا التوجه الإستراتيجي هو توجه خطير على الإمبريالية وعلى الأنظمة التابعة لها وتحديدا النظام المصري- طبقة مصر الحاكمة لا شعب مصر المسحوق- مع حسن الترابي ولأول مرة تحول السودان في السياسة الدولية من مجرد قضية مصرية ليصبح قضية قائمة بذاتها. لكم أن تتخيلوا أن مشروعا مثل (المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي) الذي كان أمينه العام حسن الترابي هو أهم تحالف سياسي مضاد للإمبريالية بعد سقوط للإتحاد السوفيتي، ومنذ حلف عدم الإنحياز في باندونغ عام ١٩٥٥، هذا المؤتمر جمع قوميين عرب وإشتراكيين وإسلاميين من أنظمة كلها خطيرة على هيمنة أمريكا، لذا ففي أجواء التسعينات الساكنة كان هذا هو الخطر البديل المواجه للغرب. ومن أهم صناعه ومنظريه السياسيين كان الترابي السوداني الأفريقي، هنا يمكنني القول بأن حسن الترابي هو إبن الثورة المهدية البار بعد حوالي مئة عام منها.
ثانيا ما يحب أن نعلمه للأبناء الصغار عن الترابي هو أنه نظر للسياسة ببعدها العملي والفكري في وقت واحد، وهذا قدر قاسي تفرضه علينا طبيعة مرحلتنا الراهنة لأن المهمة مزدوجة، مهمة للفكر والفهم ومهمة للعمل والممارسة، فكر وفهم للتاريخ الإسلامي والموروث وتجديده وفهم للفكر الغربي وممارسة ملحة لا تنتظر. هذه مهمة مزدوجة وخطيرة لكنها ضرورية والترابي صنع معادلة معاملها المستقل هو العمل ومتغيراتها التابعة هي الفكر، العمل فوق الفكر، والفكر موجه لمتطلبات العمل. لذا فالترابي حين كتب عن المرأة كتب لتثويرها وهذا ما حدث فعلا، حين كتب عن الشوري كتب لقضية البناء الديمقراطي وحين يخاطب الناس يذكر بالبعد الحضاري. هذه شخصية كثيفة ممتلئة بالمعاني تصلح في مرحلتنا الراهنة لبرنامج عمل جماعي يركز على كل جانب لوحده وهذه طبيعة حقبتنا الحالية. الترابي هو يساري بهذا المعنى الثوري العملي، وهو يميني في التوجه الثقافي لكنه يوظفه للثورة، في الحقيقة فإن الترابي هو اليساري الأهم في تاريخ السودان وهو اليميني الأكثر بروزا كذلك.
شغب السياسة التافه يعلم الكثيرون الكراهية، وكراهية الترابي قصور وعجز وحقد أعمى، أما محبته العاطفية فهي جهل وإتباع. حسن الترابي رجل يجب أن يحترمه كل سوداني وطني قبل أن يحبه، يتعلم منه ومن سيرته ومن ثم سيجد نفسه محبا لرجل هو مهدي العصر الحديث بحق وحقيقة.
رحم الله حسن الترابي
هشام عثمان الشواني
يا محترم الترابى لم يكن له مشروع وطنى بل مشروع خاص اسمه الترابية تتضخم فيه ذاته الى اكبر من الوطن الترابى حقد على السودان والسودانيين عندما هزم فى انتخابات ١٩٨٦ رغم انه كان مسنودا باضخم كتلة من المثقفين وقتها والا فلماذا التف على الديمقراطية وجاء بالعسكر الى السلطة ربما لم يكن يرغب فى السلطة لذاتها فطموحه اكبر فهو شخص نرجسى الى ابعد الحدود تحالفت داخله نزواته مع مبادىء حسن البنا لتصنع شخصا اشبه بهتلر لقد دمر السودان بسبب هذا الرجل وانشطر الى قسمين ولولا الثورة لاصبحت دارفور هى الشطر الثالث ربما كان ساسة السودان فاشلين بعد الاستقلال ولكن حسن الترابى هو الفشل بعينه
يا ولدي ما دلقت حبر كتير في شنو ! في لا شيء قلت (لكنه يوظفه للثورة ) ياتو ثورة (الإنقلاب)
الزول من اول يوم كذب كذبة وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً .
وهي مسجلة صوت وصورة بالإعتراف , وإنقلب علي منو !! علي دمقراطية رضي بها وعمل بها
يعني كذاب وخائن «يُطْبَعْ المؤمنُ على كُلِّ خُلُقٍ ليسَ الخيانةَ والكذبَ» فا شنو لو عندك محبة
او اي صلة بهذا الرجل فأحسن حاجة تدعوا ليهو بالرحمة والمغفرة بدون ما تفتح جروح ناس تضرروا
من عراب هذا العهد يا ولدي في ناس كل صباح بترفع الأكف وتدعي (اللهم أحص الظالمين وأعوانهم )
رحم الله الترابي واحسن اليه
انها لا تعمي الابصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور بعد كل ما حدث من موت مئات الالاف من شباب السودان وانفصال الجنوب واحتلال ارضنا من دول الجوار وتشريد الشعب في الداخل والخارج نتيجة مغامرات الترابي وحيرانه والوصول للبلد لحافة الانهيار الاقتصادي والاجتماعي مازال هناك من يتحدث عن الترابي ومشروعه الحضاري ،
الديمقراطية التي انقلب عليها الترابي قبلت بإخراجه من الحكم بأمر من شيوعيي القوات المسلحة فتحي أحمد علي وجماعته، وكانت ديمقراطية أفشل وأسوأ من الوضع الحالي إقتصاديا وأمنيا وشهدت سقوط مدن الجنوب والمجاعة في السودان كله ولكن النسيان من شيم السودانيين الحقيقيين.
لعنة الله عليه في قبره بقدر ماسبب من آلام ومصائب وكوارث لشعب السودان… أما أنت نسأل الله أن تلحق به في جهنم اليوم قبل غدآ ياجربوع..!
نباذين ورداحين هؤلاء الشيوعيين زي بدران الفوق ده، وفي الحقيقة ما عندهم ربع خبرة الكيزان الحمير في الحكم والإدارة والاقتصاد، يعني أحمر من الحمير، أما الترابي فهم من دفعه للموافقة على قلب نظام القحطية الأولى سنة 89.