مقالات متنوعة

سهير عبدالرحيم تكتب: للأغنياء و حاملي السلاح

أسوأ شعور يمكن أن يمر على أحدهم ما تشعر به هذه الأيام الأسر السودانية ، أمهات أطلقن الزغاريد و وزعن الحلوى و آباء نحروا الذبائح وأطلقوا الأعيرة النارية إبتهاجاً و فرحاً بتفوق أبنائهم في إمتحانات الشهادة السودانية .
وأي نجاح ذلك وأي تفوق نجاح فاق ال ٩٠٪‏ نسبة مئوية …!! ولكن هيهات للفرح أن يدخل بيوت البسطاء في هذا البلد المنكوب ، وزارة التعليم العالي قررت من بنات أفكارها أن تصيب تلك الفرحة في مقتل ، قررت أن تقبل نسبة ضئيلة جداً من أصحاب النسب المرتفعة مقابل مجموعة كبيرة عن طريق التقديم الخاص …!!
( الميزانية مكوعة ولأ شنو …..!!) وترغبون في علاج فتقها من جيوب المساكين…!! هل تنوي وزيرة التعليم العالي أن تصرف راتبها و رواتب منسوبي الوزارة من هؤلاء الضعفاء …!! ما السبب وراء العدد البسيط للقبول الحكومي مقابل العدد الأكبر عن طريق القبول الخاص…!!
وهل تعتقد الوزيرة أن حديثها عن التراكمي ( بحلها ) …!! حسناً ماهي قصة الاسطوانه المشروخة و نسبة الـ ١٠٪‏ زيادة لأبناء دارفور ….!! ماذا عن أبناء كردفان ألم تطالهم الحروب أيضاً …!!
ماذا عن أبناء الشرق وكسلا ألم يكن العام الماضي عام الدماء هنالك …!!؟ ماذا عن أبناء الشمالية ونهرالنيل والذين عانوا التهجير القسري ومآلات الخزان حتى سقط الشهداء في كجبار …!!! ألم تكن تلك نزاعات ….!! ألم ترق فيها الدماء ألا يعانون من التهميش وسوء البيئة .
ماذا عن أبناء الجزيرة و الطلاب داخل ولاية الخرطوم ألم يعانوا من السيول والفيضانات و كان عامهم الدراسي الأسوأ على الإطلاق …!! أين التقييم لكل ماسبق …!! لماذا هذا الظلم وإزدواجية المعايير .
كنت أتمنى على واحد فقط من أبناء دارفور الذين تم منحهم نسبة الـ ١٠٪‏ زيادة على نسبتهم أن يخرج في (لايف) و يرفض ما يحدث و يخبر الوزير أنه لن يبني مستقبله على حساب من أحرز ٩٤٪‏ لمجرد أن ذلك ليس من دارفور .
ثم أين دولة المساواة والعدالة التي يتحدثون عنها إذا كانت الصبية إبنة عامل اليومية في لوري الطوب تلك الفتاة التي لم تجد مقعداً لها في جامعة الخرطوم رغم نسبتها ٩٣٪‏ ولكن هنالك من أحرز ٨٤٪‏ سيجلس في مقعدها لأنه أما دفع مبلغ مليار جنيه أو أنه من أبناء دارفور .
خارج السور :
جامعات للأغنياء و حاملي السلاح … والمتفوقين يمتنعون.

صحيفة الانتباهة