أشرف خليل يكتب: ام هزاع !!
———
استمعت لاكثر من مرة للسيدة الفضلي أحلام خضر حسن والشهيرة بأم هزاع، حرصا وداباً -أرجو إلا يبارحني- للاستماع للأمهات..
توقاً الى ذلك القبس المدخور من الحكمة والإلهام والتبصر
وزاد تمهلي وصبري عليها كونها أم لشهيد، وما تمثله تلك المرتبة من شجي وشجون وقدسية ولحون:
(زغردي أم الشهيد
واهتفي احلى نشيد
لم بنت من مات لله وللدين المجيد)..
صعدت روح الشهيد هزاع الي بارئها فهل تنتظر والدته أن يشملها بالشفاعة؟!..
فاجأني انها في غمرة انفعالها بمظلمتها الظاهرة التبس عليها الطريق فصرخت:
(لو بيدونا ختم ندخل بيهو الجنة ما دايرين)..
وتابعت في ذات المنصة:
(لو أدوني تذكرة هنا-واشارت لمحل الحقنة- الي الجنة والله ما دايرة وما أنا البشيل منهم حاجة)!!..
أحلام الخضر الموظفة ببنك السودان ظلت محتفظة بنضالها المستميت للقصاص لابنها المستشهد في أحداث سبتمبر 2013م كما احتفظت بوظيفتها في البنك!!..
وقد أشارت في إحدى لقاءاتها أنها تمنعت عن الاستجابة لبعض مساعي التفضيل التي كان يبذلها تجاهها النظام السابق دون ذكر أوجه وتفاصيل ذلك التفضيل…
▪️من الواضح أن استشهاد هزاع عليها لشديد وقد عبرت هي نفسها عن ذلك بالقول:
(حتي في ناس افتكروا اني وصلت لي مرحلة بداية جنون)..
حاشاها من الجنون..
هي حالة نفسية حادة تتطلب جهدا خرافياً للاجتياز،ولذا شُرع القصاص باعتباره احد الادوات الناجزة للبرء النفسي والمعالجة وتطبيب القلوب..
ام هزاع تبحث في المكان الخطأ عن قضيتها الصحيحة المتمثلة في المداواة والقصاص..
وتستخدم لغة خاطئة تكاد توازي الجريمة المرتكبة في حق ابنها..
ولا أظنه يرضى في صعوده السرمدي أن يري أمه وهي تجهر علي رؤس الاشهاد بالقول:
(انا بقول ليك “طز” فيك)..
اضاعة القضايا العادلة انما يتم بانتهاج تلك الأساليب والوسائل غير المحببة…
تجاوز السلم القيمي ومخالفة مواد القانون الجنائي لا يأتي بالقصاص والبرء والمعالجة بل يفاقم من أزماتنا وازمة السيدة الفضلي أحلام..
سندخل في دائرة جهنمية مفرغة من السباب والتهاتر وبعيدا جداً من حل ازمتنا الوطنية..
لن نفلح في اقتلاع تلك الحقوق الخاصة والعامة طالما كنا ملتزمين بارتياد دروب (فش الغباين)..
وإلا فأين الخير في وصم بعض الناس بالخروج من الملة؟!…
(ديل ما مسلمين ديل كفار)!!
▪️تبذل ام هزاع جهدا مُستغلاً من جهات اخرى لاحداث نتائج أخري ليس من أولوياتها ولا اهتماماتها البحث عن ذلك المجرم وتقديمه للمقصلة…
وهو بحث معلوم سكته وأدواته والوسائل..
نحن لا نجبرها على العفو والمسامحة ولا نضغط باتجاه ان ترخي مشاعرها الضاجة ولكننا نأبى لها أن تُقاد بعيداً عن مسرح الجريمة وان تضيع أفضل ما تملكه من موثوقية وتقدير وتبجيل في تتبع قضايانا الوطنية بما لا يناسبها من طرائق وخطابات…
كونها تبحث عن حقها في القصاص كأم شهيد فذلك أ بثمر مشروع وموحي ومفيد لها ولنا، لكنه يضيع عندما تخلطه
بأمر المناهضة السياسية وأفكارها السياسية ضد خصومها السياسيين!!
و(كيف تضيع احلي ما اهديت يا غالي)..
…رحم الله ابو هزاع.
صحيفة الانتباهة