العيكورة يكتب: طلابنا حتى لا تتكرر المأساة
بقلم/ صبري محمد علي (العيكورة)
فى مقال سابق قبل ايام قلائل بعنوان (عزيزي الاب تفقد قطيعك داخل البيت) تناولنا مستوي الصدمة التى استطاع بها الشيوعيون غسيل ادمغة ابنائنا وبناتنا قبيل حدوث التغيير واوردنا نموذج من الحوار الذى كان يديره (العبد لله) مع الابناء والبنات و وصلنا الى أن الأولاد كانوا أكثر تأثر من البنات بجرعة الشحن (اليسارية) لما قد يتبعها من نعتهم بالجبن بين زملائهم واترابهم ، أما البنات فكُن أسيرات الميديا وأقمصة (الكاروهات) وسريعات التأثر بحكم العاطفة أمام الدموع والدماء كان هذا وغيره ما قادنا الى ان نطلق نداء للآباء ان يفقدوا قطيعهم داخل البيوت تحسباً لموجة ثانية تنشيطية من الحزب الشيوعي قد يعيدهم الى مربع القيادة العامة بسحر الانشودة وجمال اللحن . وقد بدأوا فعلاً ولكن بإستخدام سلاح آخر من استدرار العاطفة والدموع لمخاطبة الضمير الداخلي والعالمي وتسليط الضوء علي قضية فض الاعتصام فأتوا بأطفال من الجنسين يرددون انشودة حزينة تبكي شهيداً و دموع الاطفال تسيل وهم ينشدون فيما يعرف (بالتراجيديا) او تراتيل الكنائس يستغلون برأءة الطفولة لتتحقيق مكسب سياسي مبتغاه الصاق تهمة فض الاعتصام بالمكون العسكري بلا دليل ولا حكم قضائي هكذا يريدونها عبر المنلوجات كأدبيات معروفة عن الحزب الشيوعي على مدار التاريخ فهذه واحده يجب ان ينبه اليها صغارنا من قطيع (الاساس) ويلتفت الاباء والامهات الى هذه الاحتفائيات بحذر و التى اتوقع ان يحاولوا نشرها عبر المدارس تماماً كما انتشرت الانشودة الفلسطينية الشهيرة (وين الملايين الشعب العربي وين) ومع فارق الهدف وسمو المقصد للانشودة الفلسطينية الا ان (حبايبنا الشيوعيون) يمكن ان يسلكوا ذات المنهج وبذات العيون الباكية ولكن لهدف هدم الوطن وإدانة الجيش وقوات الدعم السريع بعيداً الاطار القانوني ولجنة السيد أديب سعياً منهم لتفكيك الجيش وتمزيق الوطن .
أما أبنائنا من طلاب المرحلة الثانوية وأخص ممتحني الشهادة هذا العام فقد دفعوا الثمن غالياً الذين نجحوا والذين لم يحالفهم الحظ فمن أحرز فوق التسعين بالمائة تظاهر بالامس امام وزارة انتصار صغيرون والذين لم يحالفهم الحظ فما زالت اسرهم تعضُ علي أصابع الندم . يلعنون كل من غرر بأبنائهم لتحقيق أهداف سياسية رخيصة والذين استغلوا ابنائهم فى ضياع وقت ثمين كان يجب ان يكون لتحصيل العلم ضاع تحت تأثير الحمي الثورية فكانت النتيجة الحتمية ولكل مجتهد نصيب . كم أضافت قحت للفاقد التربوي ؟ كم أضافت من عطالة وإحباط لأسر كانت تري المستقبل فى نجاح الابن والبنت فمن المسؤول عن هذه النتيجة التى لم تحدث فى تاريخ السودان ! قحت ولجان المقاومة ولجان الخدمات هم من يجب ان يجيبوا على هذا السؤال ، تحدث التربويون منذ ظهور نتيجة الشهادة السودانية وقالوا أن هناك معيارا القياس قد اختل و تدني وان من سيحصل ٩٨% قد لا يجد مقعداً هذا العام وقد حدث ما تنبأوا به !
(لا تعليم فى وضع اليم) اليست هذا هو الهتاف الذي طالما رددوه ليخرجوا ابنائنا بعيداً عن قاعات الدرس ايام الانقاذ ؟ فاين الوضع الاليم الذى كان أم الذى اصبح فيه أبنائنا اليوم . إذا أردت أن تضعف أمة فأهدم تعليمها اليست هذا ما نسير نحوه وبسرعة صاروخيه؟ أتعلم عزيزي القارئ عندما تخلو الفصول من التلاميذ الى أين سيذهبون ؟ سيكون للشارع نصيب وللمخدرات نصيب ولتجارة الاعضاء نصيب وللانحلال الخلقى وللمهن الهامشية نصيب ولكل الرزايا نصيب من فلذات اكبادنا فهل يرضيك هذا؟ .
(برأيي) أن الحكومة لن تحاسب أحداً لأن معتقدها هو هذا الهدم الممنهج لعقول ابنائنا فلنبدأ بأنفسنا فى كل حي او قرية او محلية فالناس أهل ويعرفون جيداً من غرر بأبنائهم ومن تسبب فى هذا الفشل فليبعدوه عن موقعه الذى استغله ولا يجاملوا فى ذلك مطلقاً . وليذهب هو وشأنه يمارس السياسة بعيداً عن هذا الميدان الشريف وبعيداً عن رأس مال هذا الوطن وعقول أبنائنا الطلاب .
أما من هم بالجامعات فقد وعوا الدرس جيداً بضياع عاميين دراسيين من أعمارهم و أعتقد انهم قد اكتسبوا مناعة تعرف لدي المختصين بالصحة (بمناعة القطيع) ولن يسهل التأثير عليهم بعد الذى عايشوه فى الفترة الماضية .
قبل ما أنسي : ـــ
أكرر دوماً أن ملايين المصلين تستوي صفوفهم فى ثوانٍ معدودة لان كل واحد منهم بدأ بنفسه . فكذلك تفقد ابائنا و اسرنا فإذا بدأ كل أب و ولى أمر بنفسه وأسرته فستستوي الصفوف ويستقم العود . اللهم قد بلغت فاشهد
صحيفة الانتباهة