مقالات متنوعة

إليهن في عيد المرأة

لايدٍ شريفة تأكل من عز الجمر ..!!!!

مدخل

وكم في الذهن عالق

ثرثرة المعالق والشاي اللطيف

أحمر لونو باهي يلفت انتباهي

هل سكر زيادة أم سكر خفيف..

محجوب شريف

-1-

لايدٍ شريفة تمتهن بيع الشاي وتأكل من (عز الجمر) أهدي هذا المقال، فخلف الكانون المنهك بفحيح النار وثورة اللهب انتصرت أسماء استطعمت الرزق الحلال واحتفت في حياتها برهق سعيد، انتصرت الروح على زخرف المادة الوضيع وسمت (ستات الشاي ) في نظري وارتفعن قدرًا واكتملن نبلًا وهن يمارسن فضيلة العمل المنزه من رجس الحرام.

تكتمل الابتسامات السعيدة من خلف الكانون الذي أهداني نماذج باهرة في حياتي علمتني معنى الحياة والكفاح، قدر سعيد يجمعني بنساء شريفات استطعن أن يجعلن من مهنة بيع الشاي قيمة وطاعة وصبراً وعبادة، قصتي مع (بائعات شاي) تصلح مرجعًا للاستنارة والاقتداء بنساء في قامة (الحاجة شامة) والراحلة (نسرين عجوز) و شقيقتنا الفاضلة مقبولة في زقاق (الرأي العام) المثقل بالفضائل والأحبار والأوراق وجارتها مستورة وفاطمة وحاجة زهرة وأمنا عشة وحبوبة حسيبة.

-2-

فجأة لمعت في صفحتي على الفيسبوك (الحاجة شامة) أم الشهداء الأربعة وهي تجلس خلف (كانون الشاي) تمارس مهنتها الشريفة على الرغم من كونها أم لأربعة شهداء رووا بدمائهم الطاهرة أرض المليون ميل مربع في أركانها الأربعة .. حاجة شامة تبنت العزيزة (الرأي العام) قصتها قبل (9) أعوام حتى تحولت إلى أيقونة وطنية باذخة السيرة تذكرنا بفضيلة الصبر على الابتلاء والتضحية من أجل الوطن وأصبحت محطة فارعة في حياة الشعب السوداني يستدعي سيرتها حينما يكون الحديث عن العزة والنصر وتوقير الوطن..

-3-

النموذج الثاني كان أختنا الراحلة نسرين الجيلي والتي رثيتها قبل أعوام وكتبت ( بابتسامة ودودة تشق طريقها برهق بائن وسط ملامح وقورة، كانت تمنح القادمين إلى (الرأي العام) تأشيرة دخول إلى موانئ مطمئنة وتترك على خطاوي العابرين للطريق المثقل بالحبر والأوراق وهج ذكرى شفيفة لفتاة (سادة) تمنحك القدرة على التماسك مع كوب (شاي) يتقاصر أمام روعته تحالف النعناع والقرنفل.

عيناها الوقورتان كانتا توقعان على بوابة الصحيفة حضوراً حفياً لم تسلبه دوامة البحث عن لقمة العيش خلف (كانون) الشاي جلال الاحترام ولا بريق العذوبة،

فتاة في عمر الربيع مثلت إنقلاباً أغبش على كثير من المعايير المخملية، وواجهت الأقدار بعزة وشرف وراهنت على (العرق والضراع) في تحقيق الأحلام الكبيرة والأشواق الفارعة، كادحة من بلادي لم تسلبها نار (الكانون) خاصية الزهور ولم تحرق الأيام في ثنايا عمرها الغض القدرة على الأحلام القادمة في أجنحة الغيب والأماني..

-4-

النموذج الرائع في حياة كل من عمل في صحف (زقاق الرأي العام) كانت الشقيقة النبيلة مقبولة، امرأة (جدعة) ظلت تواجه ظروفها بصبر تهدي لنا النصح و(تسلفنا) القروش و(تدوزن) مزاج كتابتنا بـ(الدين) الى حين ميسرة، مع مقبولة مسيرة امتدت نحو( 18 )عامًا ظلت فيه هذه المرأة بمزاج معتدل تمنحك قدرة على الصبر وتعينك على استذكار دروس الحياة بابتسامتها التي لا تغيب، مع مقبولة تفتحت أعيننا على حاجة زهرة وفطومة ومستورة و(أمنا عشة) و(حبوبة حسيبة) التي لا أدري أين هي الآن ..

لكل النماذج التي أوردت ألف تحية في عيد المرأة، وألف رحمة ونور على نسرين، والتحية لكل ست شاي تمارس حياتها بعزة وشرف وتأكل من عز الجمر، ولكل نساء السودان.

صحيفة