تدابير شيطانية للنيل من حكومة الثورة
أخشى أن يكون الخطاب الذي وجه لأولئك الذين أطاحتهم الثورة أخشى أن يكون خطاباً مثالياً أو خيالياً.
أبرز هذا الخطاب الذي قدم لهؤلاء؛ ليستوعبوا الوضع الجديد، ويتفاعلوا معه، وينسوا الماضي بكل مراراته هو أن الملك بيد الله يؤتيه من يشاء، وينزعه ممن يشاء.
وبفقد الملك ينبغي أن تكون الروح رياضية إن لم تكن إيمانية، والإقتناع بالأمر الواقع.
بل ذهب هذا الخطاب إلى أبعد مدى حينما طلب من أولئك الذين فقدوا حكمهم أن يعتذروا للشعب السوداني، ويعبروا عن أسفهم، وندمهم على الحالة التي أوصلوا بها الشعب حتى لم يستطع أن يتخلص منهم إلا بمهر دماء شبابه، وإلا بعد أن صار عرضه ثمناً لإبعادهم وإزالتهم.
كما أخشى أن يكون الخطاب، وكأنه يخاطب في حجارة صماء حينما ظل، وما زال يتكلم عن ضرورة مزاولة الحكم عن طريق الإنتخاب، وعن طريق صناديق الإقتراع.
بدأ التشكيك في مفعول هذا الخطاب، وبأنه ما هو إلا ضرب من المثالية أو ضرب من الخيال حينما تظهر خطط شيطانية تسعى للنيل من حكومة الثورة، وتحاول بشتى الطرق بإعادة الحكم إليها، فمن هذه الخطط التي تبين سذاجة وغباء الطرح المثالي لهؤلاء
محاربة إقتصاد البلد، والمتاجرة بقوت المواطن من أجل استعادة الحكم أو من أجل إضعاف، وإزالة الحكومة الإنتقالية ، فمرة يظهر ضبط كميات مهولة من الذهب يتم تهريبها ليس من خلال الحدود المفتوحة مع دول الجوار، وإنما من خلال بوابة مطار الخرطوم الدولي مما يشير إلى أن العملية ليست وراؤها تجاراً فقط.
وحينما تظهر كميات مهولة من العملة المزورة ليس الغرض منها التكسب، وتكوين ثروة ضخمة، وإنما الغرض منها محاربة العملة الوطنية، وبالتالي إفشال الحكومة الإنتقالية.
ضبط تهريب سلع ضرورية عبر حدود الدول المجاورة من غاز، ووقود، وسكر، وزيت، ودقيق.
تصدير كميات مهولة من الثروة الحيوانية مقابل مبالغ لا قيمة لها.
الحديث عن أن هذه الحكومة تريد أن تنال من الدين، ومحاولة لصق هذه التهمة عليها بمناسبة وبدون مناسبة، وبتلفيق، وتفسير أحداث، ومواقف.
وثالثة الأثافي ظهور عناصر هذه الأيام في الخرطوم تهاجم على مواطنين عزل، ونساء، وفتيات بطريقة مريبة إذ أن الغرض من السطو على المواطنين بأسلحة بيضاء دائماً ما يكون الغرض منه هو النهب، والسلب.
لكن أن يهجم أفراد على مواطنين دون أن يأخذوا ممتلكاتهم أو دون تهديد لهم بأن يسلموا ما عندهم يشير ذلك إلى أن ثمة غرض آخر وراء هذه الأحداث يريد زعزعة الأمن، ويريد نشر الرعب، والخوف بين المواطنين.
ومما يدعم هذا الإتجاه كذلك إنتشار كميات كبيرة من السيارات، والمواتر بدون لوحات.
من سوء التقدير، ومن السذاجة، والغباء أن تعتقد أن من يرفض التغيير مفلس بينما هو في حقيقته مجرم يفكر للحصول على ما فقده بأية وسيلة، وبأية طريقة.
كل وسيلة تحقق غايته في الوصول إلى الحكم فهي وسيلة مشروعة بالنسبة إليه.
البطش والقتل وسيلة مشروعة.
تضييق العيش على الناس، ومحاربة معاشهم وسيلة مشروعة.
زعزعة الأمن وتخويف الناس وسيلة مشروعة.
فلسان هؤلاء يقول لا تخبرني عن نوع الوسيلة، فهي لا تفرق معي أخبرني عن مدى تحقيقها لغايتي، فإن هي تستطيع أن تحقق غايتي فهي وسيلة مشروعة.
حينئذ يكون الإفلاس، والعجز، والضعف الذي وصف به هؤلاء أرحم بكثير مقابل هذه الأعمال الإجرامية.
صحيفة الانتباهة