اسحق احمد فضل الله

اسحق احمد فضل الله يكتب: وتأملات أيام الحمى

________

والحديث هادئ لأننا نحدث العقل فالمخطط للتدويخ يقول إنه لا أحد يستطيع أن يفكر تحت الهياج

والحديث (نرسمه)

وعن المسلم اليوم وعن الأراجوز الذي هو المسلم الآن نكتب عام ٨٣…

نكتب مقالاً بعنوان ( يوم في حياة مسلم عربي)

والعربي المسلم جداً والحر جداً والمستقل جداً يستيقظ من النوم… يوقظه المنبه المستورد من هونج كونج وينهض من سريره المستورد من إيطاليا ويدخل حمامه المستورد من اليابان ويجلس للإفطار على مائدة مستوردة من الهند وفي الإفطار يتناول كوب الشاي المستورد من سيلان واللبن المستورد من هولندا

والخبز المستورد من أستراليا ثم يرتدي ملابسه المستوردة من لندن وعلى الهاتف المستورد من أمريكا يتلقى محادثة من برلين وابنه يقول له إنه يرسل إليه أحدث طبعة للقرآن طبعتها ألمانيا

الحكاية نكتبها عام ٨٣ وما نريده منها هو…. موقع المسلم من العالم اليوم

….حيث كل شيء…. حتى قرآنه ليس له منه شيء

…..

والمسلم يعز إسلامه جداً

ونعيد قصة إعزاز المسلم لدينه بقصة الأمير الهندي المعروفة

وفيها الأمير يعشق فتاة عشقاً مذهلاً

وتموت

ويقوم ببناء قصر خيالي فوق تابوتها

ويظل كلما رأى شيئاً لا يليق بالقصر أمر بإلقائه بعيداً

والأمير يوماً يرى صندوقاً وسط القصر… ويأمر بإلقائه بعيداً

كان الصندوق هو تابوت الأميرة الميتة

الحكاية نرسم بها الإعزاز الحقيقي الذي يحمله المسلم اليوم لإسلامه

والإسلام هنا هو صندوق المحبوبة

…..

والشعور بغرابة صلة المسلم بدينه اليوم تخلق الحكايات

وفي الزمان كله المسلم الذي لا هو يستطيع أن يرفض مباشرة دين الله والذي لا يريد التسليم لدين الله الالتواء عنده يخلق الحكايات التي طرافتها تجعلها صالحة للسينما

وفي الفيلم المصري توفيق رشوان الذي يخدم مدير الشركة يفاجأ بأن المدير الجديد…. امرأة جميلة

وتوفيق كل صباح يستقبل المديرة ويصافحها ثم يذهب ويجدد الوضوء لأن مصافحة المرأة تنقض الوضوء

وبعد تعامل رائع المديرة ينقلونها… وحين يودعها باكياً يذكرونه بالوضوء ليقول في عنف

: أبوحنيفة قال مصافحة المرأة ما تنقضش الوضوء

والحكاية ما فيها ليس هو قول أبي حنيفة أو أحمد

الحكاية ما فيها هو أن مشاعر الناس هي التي تعيد تلوين الدين وتجعله يتبعها…. ما بين نواقض الوضوء وحتى نواقض العقيدة ذاتها

والإسلام…. وما نخصه بالحديث هو الإسلام.. تاريخه هو تاريخ المراوغة هذه

فالنفوس في الزمان كله تتقدم وتتوسع وتغطي

والنصوص تتراجع

وفي الزمان كله القصة هي قصة محاولات إعادة الدين إلى عرشه

ومن ذلك محاولات جماعة الأخوان المسلمين

…….

وتنظيم الأخوان المسلمين / مثل الطب/ يخاطب كل حالة بلغتها

والتنظيم لا يقول للناس

( أسلموا…)

التنظيم يعيد للناس تعريف الإسلام

لأن الخراب هو أن الإسلام يصبح عند الناس شيئاً لا يعرفه الإسلام

والتنظيم يعيد تعريف العالم للمسلمين

والتنظيم يعيد تعريف الحرب اليوم

وأن الحرب اليوم.. وأن أسلحتها اليوم شيء غير ما يظنه الناس

والمعارك ميادينها بعدد حبات المطر

وفي مثل هذه الأيام كانت حكاية أحمد سليمان المحامي وسكرتير الشيوعي ثم الإسلامي المقاتل

وأحمد نماذجه ألف

وما يوجز الأمثلة الألف هو قولهم

إنك تستطيع أن تحسب المئات من المثقفين الشيوعيين تحولوا إلى إسلام مقاتل

بينما لا أحد يجد مثقفاً إسلامياً واحداً أصبح شيوعياً

ومدهش أن نموذج أحمد سليمان يتكرر في كل بلد عربي أو مسلم

……..

والمجتمعات التي تعشق الدين الذي لا تعرفه…. ومشروع الأخوان الذي هو تصويب الحب الأعمى هذا ومشروع الحرب الشاملة ضد الإسلام أشياء تجتمع الأيام هذه

فالمجتمعات يكشف تخبطها الربيع العربي

( الذي يكشف أن الحرب الآن شيء غير ما يظنه الناس)

وأمس الحوار كان هو مشهد طيبة الحسناب

ففي طيبة أمس كان ما يلتقي هو

القبائل التي/ وبالأسلوب العربي القديم/ تستقبل ضيفها بنحر مائة وخمسين من الخراف وسبع من الإبل

وتستقبل ضيفها بقولهم له

: قلت شريعة…. فنحن ننتظرها

والقبائل…. عمد الشرق والشمال حين ينظرون إلى أربعمائة عربة مسلحة يدخل بها الضيف يشعرون بأن الأمر فيه اتهام لهم

وأحد المتحدثين كان يريد أن يقول لحشد العربات المسلحة

أكان درت السمح….تعال ا…زول

وأكان درت الكعب ارح ا زول

كان الأمر يقارب لكن ما يمنع كان هو أن الشعور المسلم كان يواجه الاختبار ذاته الذي يسوق الدعاة الناس إليه

وبهدوء قالوا

: إسلام

وبهدوء جبريل إبراهيم قال

: إسلام

وبهدوء قالوا

: اتفاق جوبا لم نشهده…. ولا نحن ممن يحتاج إلى ولي أمر يوقع اتفاقاً دون أن نأمره نحن بأن يوقع

………

كل جهة وكل حدث وحديث في السودان اليوم أشياء تقول إن الإسلاميين يعيدون ترتيب وغسل وتنظيم السودان المسلم

وأن السوداني المسلم… المسلم…. المسلم…. معهم

وأن بعض السمك الذي انحسر عنه الماء يتعفن في الشمس

وهذه مقدمة ثانية للحوار

وإسحق ليس ناطقاً باسم الإسلاميين..

صحيفة الانتباهة

‫2 تعليقات

  1. وما أذى الاسلام وأساء إليه وشوه صورته في العالم أجمع وفي السودان على وجه الخصوص إلا من يسمون أنفسهم بالأخوان المسلمين .
    بعد ثلاثين عاماً من حكم الاخوان المسلمين في السودان بعد استيلائهم على السلطة بالانقلاب العسكري .. أصبح حتى أكثر الناس غفلة ممن كانوا يحسنون الظن بالأخوان المسلمين على قناعة ويقين تام بأنهم مجرد جمع من المنافقين .. لا يخشون الله أبداً ولا يتورعون عن ارتكاب كل الكبائر والموبقات .

    1. و انت يا الغير منافق ما تتحرك و تعمل و لا بس فالح تمنع الرجال يداوسو
      يا كافي البلاء لا بتداوس و لا بتخلي الرجال يداوسو