د. منار عثمان .. أنطفأت شعلة الحيوية والعطاء
عواطف عبداللطيف
الي جنات الخلد .. ربي يبرد الطوبة تحت راسك .. منذ أن تلقينا فجر الجمعة المباركة ٢٩ مارس ٢٠٢١ خبر مغادرتك لهذه الفانية تدفقت الدموع من الماقيء كما لم تتدفق من قبل .. صديقات وزميلات عمل ورفقاء كفاح في مسارات العمل العام بدوحة الخير التي اتقنتي التجوال بين مؤسساتها وفرجانها وساحاتها للملمت الثوب السوداني ولإبراز تجلياته ولتشابكه مع الآخر .. وتلاحقت ضربات القلوب التي غرستي بين تجاويفها المحبة والحيوية وحب العمل والانشطة وجلسات الانس ..
” سوا ” هذا الكيان النسائي يا من جعلتي له وهجا وقدسية للنشاط المنتج والثقافي العلمي فانجزتي ضمن كوكبة رابطة المرأة السودانية بقطر ما فشلت فيه الجاليات وتجاوزتي من تسابقوا وتطاولوا علي هذه الدروب فانغرس فكرك المستنير في وجدان المقيمات بقطر ونلن حظهن في الريادة والتفوق ليس فقط علي مستوى نساء الجالية ولكن بمدارسها وبالمركز الثقافي ووسط الصبايا والصبيان وبرؤيتك الالمعية وقلبك الكبير الذي احتضن المتفوقات وما لم يحالفهن الحظ فتفوقت ” سوا ” وطافت سمعتها و سيرتها ونوعية نشاطها في دول الاغتراب والمهجر وصارت علامة تحتذي في جديتها وانتقاء فعالياتها .. كيف لا وقد غذيتيها بروحك الطموحة فكنتي الدينمو الدفاق .. لبث دماء نقية في مفاصل العمل النافع لأخوات لنا استطعن تغيير حياة أسرهن واطفالهن ..فازحتي عنهن الحاجة وسؤال الناس
“سوا هي منار ومنار هي سوا ” وبرغم ان هذا الجسم أنشا منذ سنوات لكن بالتمعن الذي رافق غيابك لدار البقاء اكتشفنا ان سوا تعني التلاقح والتلاقي وتخطي العقبات وتجاوز المنقصات و تعني تماما السمو حيث احسنتي اختيار المسمي وساهمتي في صياغة لوائحه ودستوره .. بل مارستي ترجمة منهاجه علي أرض الواقع وحققتي نجاحا فاق حدود الجالية بقطر الي دول الاغتراب والمهجر كنموذج لكيف تتدثر الاسر والنساء بعيدا ان اوطانهن بالالتزام والخلق القويم وكيف يتحولن لطالبات علم ومعرفة ولاسر منتجة تكفيهن مذلة السؤال … وبما يحفظ لهن كرامتهن ويكفي صغارهن ولكي لا ينزلقوا بعيدا عن المعرفة وكراسي الدرس واحترام الاخر وتقدير البلد المضيف .. وفجر الجمعة وخبر مغادرتك لدار البقاء طاف بالخيال مسمى الجناح النسائي للجالية السودانية بقطر وانجازاته وحسن اختيار أنشطته وفعالياته بعناية وكيف باتت سوا أنموذج قابل للتكرار والمحاكاة هنا وهناك ..التقيتك كثيرا بالنادي الثقافي وبدار السفارة السودانية بالدوحة وانت تصدحين بكلمة الحق في وجه من مارسوا الفساد والافساد في وطن غني بموارده ومحروس بقيم انسانة .
كيف استطعتي ان تسكني في قلوب اهل قطر ومن جاؤًا من بقاع الارض من الجاليات المقيمة .. حدثينا .. كيف استطعتي ادارة وقتك وتقسيمه بهذه الحرفية ما بين واجباتك الصيدلانية والتي هي الشفاء والمعالجة وما بين اسرتك الجميلة وصبياتك الأنيقات وزوجك د . فياض هذا الذي ترجم علي ارض الواقع المثل الذي ظللت أستدعيه دوما بمقالاتي لانه معبر ” العمة البتسند الثوب ” وبين العمل المجتمعي … كيف بربك غادرتي بهذه السرعة وقبل ان يقطف الوطن الجريح ثمار ثورته ونضال أبنائه والتي كانت ديدنك ولعقد شراكات بالمجتمع المحلي ومؤسساته حيث كان متاحا اقامة فعاليات جماهيرية محضورة بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وجامعاتها وبمسرح الحي الثقافي كتارا وبفنادق الدوحة الرحيبة وبساحاتها ..
يا طيبة السيرة والمسيرة وضاءة الوجه نقية الفؤاد أنيقة المظهر والجوهر ” منار ” هل تعلمي مدى الوجع الذي أصاب صديقاتك ورفيقاتك الكثر ولم يكن لهن عزاء إلا التلاقي لتبكيك منى علي وسهاد ود رقية ابو شرف وسلوي عوض ومحاسن زين العابدين وصديقة الزولات أم محمد سفيرة العلاقات الانسانية واخريات واخوة ورفقاء عمل لتتلاحق الدعوات الصادقات التي ضجت بمواقع التواصل الاجتماعي أن يسكنك العلي القدير جنات الفردوس مع الصديقين والشهداء ولا نقول إلا لله ما أعطى ولله ما أخذ وأنا لفراقك يا منار لمحزونون والعزاء موصول لأسرتك الكبيرة التي اختار الله لك مرقدك بينهم بتراب الوطن بعد رحلة الاغتراب وكلنا متعطش لأن يتعافي وينهض بقيم ثورته التي ناضلتي لها وقبل قطف ثمارها ” حرية سلام وعدالة ” .. وهي دعوة لاستقاء العبر من سيرتك النضرة وتكبير الانموذج والسير به للأمام .
اعلامية كاتبة
عواطف عبد اللطيف – صحيفة التحرير