أشرف خليل يكتب : مسكينة الشرطة !!
مرافعات
اشرف خليل
———-
لا أعرف متى يتسنى لنا الخروج من تلك الحجة الميتة والمسيخة لـ(أم ضبيبينة)..
لدينا مشكلات حقيقية وكبيرة لا تمر عبر ثنائية (قحاتة- كيزان)..
ومن ذلك امر مكافحة الظواهر الاجرامية الخطيرة المتنامية و المتفشية على نحو مرعب هذه الأيام…
نحتاج الآن لمشهدية أخرى في مراجعتنا لما استفحل لدينا من سيابة وانحلال وضعف لدور الدولة في صناعة أمن الناس وامانهم…
تصنع الشعوب دولها
لأجل (اطعام من جوع) و (أمان من خوف)..
فإن لم تستطع فلا دولة ولا (ديالو)..
تخلف الخليفة عبدالله التعايشي عنهما فتخلف النصر عن ركبه و انحازت الأمصار الي اغياره و(لكم افنت الورى الفتن)!!..
وفي زمان الخليفة عبد الله حمدوك احتطبوا بعض الشعارات وخطبوا ود الفوضى ثم لم يفرغوا الي ما وعدونا به..
فلم يتساقط غير رماد..
قالوا قديما أن (الجديد شديد)..
إلا هؤلاء ..
لم يشدوا على ايا من مشكلاتنا.. لم يطأوا معاركنا ولم يجابهوها بما تستحق من جدال وتخطيط وميدان…
هم في إتجاه وأزماتنا في امكنة اخرى لا تراوحها ولا نعرف الى اين المساق…
)طيب نقول تاني)..
ثمة جرائم في الشوارع والبيوت على نحو لحظوي…
فمن يحلنا؟!…
1/ الشرطة..
2/ الشرطة
10/ الشرطة..
(اها الشرطة دي مش محتاجة مننا لي سند)..
هل من المعقول تركها هكذا دون غطاء؟!…
(تجيب ليكم امن من وين؟!) اذا كنتم جميعا تقفون لها كل مرصد؟!..
(واقفين ليها في العزيزة)..
حتى إنها باتت تخشى من إلقاء السلام على احد..
لأن الجميع ينتظرها من خلف العبارة..
وكأنما يغبطكم قهرها و تدجينها على ذلك النحو…
قال مدير الشرطة ان البوليس يحمل سلاحا ولا يستطيع استعماله..
فردت كشكوش:
(أن النائب العام يشكو مر الشكوى من تباطؤ الشرطة في رفع الحصانات عن عناصرها المتورطين في الانتهاكات والتجاوزات)..
مابين هاتين الفكرتين تقبع المشكلة ويمكن الحل…
بس دي دايرة ليها خبراء وناس تخطيط…
و(لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم)..
ما بين منح الحصانات الضرورية واستعمال القوة المناسبة تتجلى الشطارة..
قدرة المنظومة في إنجاز شرطة محترمة وكرامة مصونة…
وليس جيدا ان نترك تلك المعادلة دون حل لنمضي في مهاجمة الشرطة ومديرها العام وكأن العيب كل العيب في خالد مهدي..
افرض أقلتوهو؟!..
(حتدرنوا يعني)؟!..
يا جماعة فلاحتكم حقو تفرغوها في استيعاب الشرطة ضمن خطة متساوقة لتغيير الأنماط القديمة وجلب تلك الخلطة السحرية العصية على حكومات الشمولية (المشلوبة) والشمولية (خالي عظم)…
أما حالة العداء الجالية المستشرية والنظر إلى قوات الشرطة باعتبارها من مخلفات العهد السابق التي يجب مساواتها والتراب ثم البدء من جديد، فتلك هي أفكار للسابلة ولن تقود إلى خير حتى فى صعيد اكتساب رضا تلك الحلاقيم ..
وفكرة (التصفير) المعشعشة في أذهان البعض غير مجدية ثم إنها مستحيلة..
تهويمات وتخرصات غير قابلة لصناعة الشربات ولا الفسيخ..
فلنتكلم إذن عن (الإصلاح) الذي يعترف بالأخطاء والحسنات ويعمل على كليهما..
ابدأوا باعادة ضباط الشرطة التي قررت المحكمة اعادتهما..
لا تشغلوا اجهزة الشرطة بالمعارك الجانبية…
فعِّلوا من دور المحليات واجبروها علي دعم المجهودات والتعاون مع الشرطة في ضبط المتفلتين لمنع الجريمة..
ومن باب أولى فلتخض النيابة تلك الحروب مع الشرطة..
لا ينبغي وقوفها علي ذلك الإنتظار المخجل وكأن الأمر لا يعنيها…
اهتمامها العظيم بـ(ناس كوبر) يجب ان تحرسه بعض الالتفاتات الي أمر الجريمة القادمة..
(الجفلن ماتخلهن كلو كلو) بس (اقرع الواقفات)…
(افرض) افلحت النيابة في اعدام كل الذي تحت يدها بينما اعدم المتفلتين ثقتنا في نظامنا العدلي واجهزته فهل يطيب ذلك خاطر الحبر الغالي!!..
كنا ننتظر منه بيانا مفصليا وتوجيهات عاجلة ومصفوفة مدروسة ليصل سهمه إلى كنانة الشرطة في معركتها المتقدمة وبذلها المنتظر.. ومعلوم أن النيابة ما تكونت إلا لهذا…
حماية للمجتمع ونسيجه.. وهي من تباشر التحري والإشراف عليه وإصدار اوامر القبض والتفتيش والتفتيش العام…
وهي التي تحدد ما إذا كان في عمل الشرطة انتهاك ام لا.. وهي من عليها الإسراع في الإجراءات الجنائية واختزالها من الناحية الوقتية وهي من ينبغي عليها ادارة مؤشر الاعتبار والاهتمام لبعض الجرائم نظرا لطبيعة الجرم وخطورته وفقا لخارطة ومنحني الحالة الجنائية..
فان لم تاني الآن إلى واجهة التصدي ودعم الشرطة، فمتى إذن؟!..
كان مهدي يجتهد فاشلاً أن يجد بعض الغطاء والمعنويات والعمق لقواته المنهكة والمعصورة..
محاولا أن يعيد للكاكي هيبته ويسترد أراضيه فلا يبقى هكذا ماسخاً وعاجزاً كسيحاً منسوباً إلى تلك (الذكريات الأليمة …البسألوني عليها ديما)..
صحيفة الانتباهة